في صورة مغايرة لنمط العادة المتوارثة منذ القدم وهي قضاء صباح العيد بالزيارات المتبادلة بين الأقارب والجيران في منازلهم، فضلت عدد من العوائل كسر هذه العادة، وذلك بتوجيه بوصلة المعايدة صوب كورنيشي جدة الشمالي والأوسط، وتوافدت العوائل إلى كورنيش العروس من بعد صلاة العيد مباشرة وأدى أغلب أفراد هذه العوائل صلاة العيد في المصليات القريبة من الكورنيش. وفي أجواء جميلة، انطلق الأطفال فور وصولهم للكورنيش للألعاب الترفيهية المنتشرة على امتداد الكورنيشين الشمالي والأوسط، وحرص الأهالي على تناول وجبات الإفطار في أول أيام العيد على الكورنيش وتنوعت ما بين مأكولات شعبية وأكلات عربية، ولم يقتصر الأمر على المأكولات بل كان للتمر والقهوة النصيب الأكبر على سفر العوائل في إفطارهم في الكورنيش، وزاد إقبال العوائل على الكورنيش عقب اللمسات التطويرية فيه. وأكد ل«عكاظ» عدد من المواطنين أنهم حرصوا على قضاء أول أيام العيد في الكورنيش كونهم يجدون فيه ما يبحثون عنه للترفيه لأبنائهم. إلى ذلك، يقول سامي البراهيم «إن أغلب العوائل أخذت منحى آخر بدلا من تبادل الزيارات عقب انتهاء صلاة العيد، حيث انتقل موعد الزيارات من الصباح إلى الليل، وتستغل الأسر فترة الصباح للخروج والتنزه سواء في البحر أو في المنطقة التاريخية». من جهتها، قالت فاطمة فاتني «استحسنت الخروج في صباح العيد للكورنيش رغم أنني اعتدت على تخصيص هذا الوقت لزيارة الأقارب والجيران، وقد قدمت بصحبة أحفادي والقهوة والتمر وبعض الأكلات الشعبية ومنها طرمبة وحلاوة المضروب وعريكة الموز، واستثمر الأطفال وقتهم مستمتعين بالمراجيح الحديثة التي أعدتها أمانة جدة ضمن مشروع تطوير الواجهة البحرية وفضلوها عن الاجتماع مع أهلهم على سفرة الفطور والتي لم تغرهم أمام كثرة الألعاب الموجودة في الكورنيش». وقد شهد كورنيش جدة تواجدا أمنيا مكثفا من قبل دوريات المرور التي ساهمت في تنظيم السير بالإضافة إلى منع المركبات التي تقف بوضعية مخالفة.