تحولت الواجهة البحرية للعروس خاصة في محيط كورنيشها الشمالي بعد أداء صلاة عيد الفطر أمس، إلى متنفس لإحياء عيدها المبارك، وتحولت بوصلة الأسر الجداوية إلى قضاء أوقاتها الأولى متجهة صوب رصيف الكورنيش البحري، فعدد من الأسر أحدثت تغييراً بسيطا في ترتيب جدول المعايدات لأقاربهم حتى المساء. وشهد الرصيف البحري إقبالاً واسعاً من الأهالي الذي فضل بعضهم تناول وجبة الإفطار مع نسمات البحر، فيما فضل آخرون تناول وجبتهم على "المراكب الشراعية" مع ساعات الصباح الأولى. سالم البعداني أحد المرتادين للكورنيش أكد أنه فضل قضاء الأوقات الأولى للعيد مع عائلته على الكورنيش، مشيراً إلى أن ذلك يعوضهم عن الأوقات التي أبعدته عنهم طوال رمضان. ولم تجد الجاليات العربية ونيساً في غربتها عن أوطانها إلا البحر سبيلاً، فالحاج الخمسيني حاتم البكار "سوري" من سكان ريف العاصمة دمشق، خرج مع أسرته لأداء صلاة العيد في المصليات القريبة من الكورنيش بهدف "تخفيف غربته عن وطنه"، ومن جانب البحر اطمأن البكار هاتفيا على أقاربه في سورية. وتختلف مشارب الناس في قصد البحر "وجهة جدة السياحية" فالشباب وجدوا في الصيد حلاوة وعشقاً، منهم من جهز نفسه قبل العيد بأدوات الصيد الحديثة وطُعم الأسماك، ومنهم من لقي في متعة الصيد البدائية "لفتة عيد لا تنسى"، كالزميلين اللذين يعملان في إحدى مؤسسات الاستثمار عبدالله الناشري وهاشم المحضار اللذين يقولان إنهما "عاشقان للصيد فقط في العيد وبأدوات بدائية"، مشيرين إلى أنهما يرتبان لأصدقائهم قضاء أوقات محببة في العيد بالبحر قبل الدخول في زحمة زيارات الأقارب أثناء المعايدات. وشهد البحر اكتظاظاً في الحضور بالمساء، إذ صبَّح وأمسى الأهالي على البحر، خاصة في المرافق المخصصة للألعاب الأطفال "كالمراجيح والزحاليق" التي شهدت هي الأخرى تدافعاً من أهالي المدينة عليها.