للعيد في طيبة الطيبة نكهة خاصة لا توجد في أي مدينة أخرى، نظرا لوجود مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، فضلا عن الروحانية التي تنتشر فيها، ما يجعل كثيرا من الناس يفضلون قضاء العيد فيها. عدد من الأهالي سردوا ل(عكاظ) طريقة قضاء العيد في المدينةالمنورة، مؤكدين أنهم يحرصون خلال المناسبة السعيدة على تعزيز الروابط الاجتماعية، من خلال زيارة الأسر، إضافة إلى تحضير الأطعمة الخاصة بيوم العيد. رأى حميد النوار أن أجمل ما يميز عيد الفطر المبارك هو أواصر المحبة التي تتعزز فيه، وصلة الرحم التي تزداد في المجتمع، مشيرا إلى أن العيد في الماضي كانت له نكهة جميلة خاصة، تختلف عما هو الوضع حاليا، حيث انشغل الأهالي بكثير من الأمور الحياتية، لم تكن موجودة في السابق. وذكر أنه في السابق كان الأهالي متقاربين لسكنهم في القرى والأحياء الشعبية التي يزيد فيها التواصل الاجتماعي، أما الآن فتوجهوا للمخططات الحديثة وأصبح كل جار لا يعرف جاره لطبيعة الحياة الجديدة. إلى ذلك، ذكر التربوي محمد غبان أن للعيد فرحة وبهجة تسعد النفس وتولد روح المحبه والإخاء، مشيرا إلى أنه يحرص على استغلال المناسبة السعيدة للتواصل مع أهله وذويه، خصوصا الذين لم يرهم منذ فترة طويلة لانشغاله في الحياة، سائلا الله أن يعيد المناسبة السعيدة والأمة الإسلامية في خير وسلام. في حين يفضل عبدالإله هاشم العيدروس أن يتوجه من جدة إلى المدينةالمنورة أواخر رمضان لقضاء العيد في مدينة رسول الله قرب المسجد النبوي وزيارة الأهل. وقال العيدروس: اعتدت أن أقضي عيد الفطر المبارك في المدينةالمنورة مع والدي رحمهما الله منذ نحو ربع قرن، خصوصا أن كثيرا من أقاربي يقطنون طيبة الطيبة، ما يتيح لنا فرصة اللقاء بهم واكتمال فرحة العيد، مشيرا إلى أن العيد في المدينةالمنورة له روحانية خاصة، تبعث الراحة والاطمئنان في النفوس. وبين أنه يحرص على أداء صلاة العيد في المسجد النبوي ومن ثم زيارة مقبرة البقيع للسلام على الأموات ثم بعد ذلك التوجة الى البيت لتناول طعام الإفطار وهو عبارة عن اللحم بإيدام الطحين والهريسة وهي أكلات مدينية اشتهر بها أهل الحجاز قديما. بينما ذكر خالد البكري صاحب محل حلوى أن العيد موسم كبير بالنسبة له، لافتا إلى أن عمله ينتعش فيه، موضحا أن حلاوة الحلقوم تحظى بإقبال كثيف من الأهالي حيث يصل سعر الكيلو إلى 20 ريالا فقط. من جهتها، ترى ربة المنزل أم مصطفى أن العيد في الماضي كان أجمل بكثير من وضعه حاليا، ملمحة إلى أنه في السابق كانوا يتزاورون وتعزز الروابط الاجتماعية. وأوضحت أنه في السابق كانوا يؤدون الصلاة في المسجد النبوي ومن ثم الذهاب إلى البيت الكبير لزيارة الوالد والوالدة لتناول الإفطار معهم ثم نعود للمنزل لقضاء بقية العيد، مشيرة إلى أنها تستعد للعيد بترتيب المنزل وتزيينه وتنظيمه بعناية ليظهر بحلة جديدة. وذكرت أنها تشتري الحلوى والألعاب من أجل الأطفال ليشعروا بفرحة العيد، سائلة الله أن يعيد المناسبة السعيدة على الأمة الإسلامية وهي في خير ورخاء وأن يديم الأمن والأمان على وطننا الغالي. بدوره، قال أبو وائل: إن من حكمة الله أن شرع لنا الأعياد لما فيها من إدخال الفرح على قلوب المسلمين، لافتا إلى أن جميع شرائح المجتمع تحتفل بالمناسبة السعيدة، بينما أفادت أم صالح نيازي أن فرحة أطفالها لا تكتمل إلا بالحلوى والملابس والألعاب الجديدة، موضحة أنه عادة ما يقضون العيد في الملاهي والمولات بعد زيارة الأهل والأقارب، إضافه إلى تفننهم في طهي أطيب أنواع المأكولات الشعبية القديمة مثل الجريش والقرصان والمرقوق. بينما أشارت مريم عباسي إلى أن الدبيازة والكنافة وكرات الجبن من أشهر أنواع الحلوى المدينية القديمة التي تصنع في البيوت في مناسبات الأعياد.