يتوافد عدد من المعتمرين والزائرين إلى مقبرة أمنا حواء الواقعة في وسط مدينة جدة بين الحين والآخر، إذ يشاهد أهالي الحي مجموعات من الزوار في المقبرة الأثرية في حي العمارية، وجلهم من المعتمرين القادمين من جنوب غربي آسيا ومن جنوب شرقي آسيا. عدسة «عكاظ» رصدت بعض المعتمرين حين تجولهم في حي العمارية بعد خروجهم من مقبرة أمنا حواء، وسألتهم عن إحساسهم بالمكان وأثر ذلك على نفسياتهم. وفي هذا السياق، أوضحت أم محمد (معتمرة آسيوية): الموقع قديم جدا، وأمنية حياتي رؤية مقبرة أمنا حواء رحمها الله، وعند تسجيلي في أحد برامج العمرة ورؤية جدول الرحلة طلبت إضافة زيارة مقبرة أمنا حواء من ضمن قائمة الزيارات السياحية التي أزورها حين دخولي المملكة، وفعلا تم إضافة ذلك، وذلك لم يمنعني من إصراري على زيارة الموقع. وأفادت أم محمد: كنت أعتقد أن موقع مقبرة أمنا حواء في مكان أكثر اهتماما، فاكتشفت أن الموقع قديم والمساكن أمامه قديمة جدا، والحي تملؤه العشوائية، وأسوار المقبرة قديمة. وأضافت أم محمد: موقع مقبرة أمنا حواء أثري ويهتم به جميع المسلمين، ويرغبون في زيارته واكتشافه ورؤية القبر الذي يعتقدون أن أمنا حواء مدفونة به كما قيل والتجول في المقبرة. من ناحيته، أفاد أبو صالح العمري أحد سكان حي العمارية بأن الحي يعد من الأحياء العشوائية في جدة، وتنقصه خدمات كثيرة، ولا يرتقي أن يكون حيا تسكن فيه أم البشرية وحي يستقطب وفودا من جميع مدن العالم والمملكة لزيارة المقبرة. وأضاف العمري أنه يشعر بالخجل عند زيارة المعتمرين والحجاج والسائحين من جميع الجنسيات (أوروبيون وأمريكيون وآسيويون وعرب وأفارقة) للحي وسؤالهم عن موقع المقبرة بقصد زيارتها، وتساءل: ألا يخجل المسؤولون في أمانة المحافظة من وضع الحي، لماذا لا يهتمون فيه ويعيدون ترميمه وإصلاح العشوائيات فيه؟. من ناحيته، أفاد ناصر السلمي (أحد سكان حي العمارية) أن شركات السياحة تحضر بشكل يومي بالمعتمرين والحجاج من أجل زيارة مقبرة أمنا حواء، ما يتسبب في زحام خانق في الحي لعدم وجود مواقف خاصة بالمقبرة تكفي المركبات الكبيرة كالباصات ومركبات النقبل المختلفة. وأفاد: مثل تلك الأمور لا ينبغي أن يناشد فيها الأهالي المسؤولين من أجل الاهتمام فيها، فكلنا مسؤول، ومثل تلك المواقع الأثرية التي يهتم المسلمون بزيارتها من المفروض أن تكون في أفضل حال لأنها واجهة للمملكة وتمنح انطباعا إما إيجابيا أو سلبيا. وأضاف السلمي أن سبب التسمية يعود إلى اعتقاد المسلمين بأن حواء توفيت ودفنت في ذلك الموقع من مدينة جدة، وهو أيضا أحد مصادر تسمية مدينة «جدة» نسبة إلى كلمة «جدة» والدة الأب أو الأم. وينسب سكان المدينة التسمية لأم البشر حواء التي يقولون إنها دفنت في هذه المدينة التي نزلت إليها من الجنة بينما نزل جدنا آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفات ودفنت هي في جدة. من جهته، أوضح محمد يوسف طرابلسي مؤلف كتاب «جدة حكاية مدينة» أن جميع المراجع والكتب التي استعان بها لمعرفة تاريخ جدة وتاريخ هذه المقبرة أكدت جميعها على اتفاق المؤرخين على أن حواء أهبطت بأمر الله عز وجل في جدة ولكنهم اختلفوا حول مكان دفنها.. هل القبر الذي يحمل اسم مقبرة أمنا حواء في جدة قد احتوى رفاتها أم لا؟.. ولكن هذا لا يمكن أن ينفي قدم هذه المقبرة.. حيث وصفها عدد من المؤرخين والرحالة في كتبهم وبعض هذه الكتب يعود للقرن التاسع الهجري. وأفاد بعض أهالي سكان حي العمارية أن المقبرة إن كان فيها قبر أمنا حواء أو لم يكن كذلك فإنه لا يشكل فرقا كبيرا بالنسبة للزائرين والسائحين؛ لأنهم يحضرون للمقبرة على مدار السنة وخاصة في شهر رمضان وشهر الحج، لأنهما موسما عمرة وحج، ويستحيل أن يقتنع الزائرون بعدم زيارة المقبرة، بل يعتبرون ذلك واجبا حين وصولهم لأرض المملكة حسب معتقداتهم، ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم دون زيارة المقبرة. مواقف خاصة «عكاظ» حاولت الوصول للناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة لمواجهته بشكاوى الأهالي حول مقبرة أمنا حواء وتطويرها وسورها والحي الذي تسكن فيه وعشوائيته، وسؤاله عن نيتهم في تخصيص مواقف خاصة لزوار المقبرة والسائحين، إلا أن أحدا لم يجب على اتصالاتنا المتكررة خلال عدة أيام.