على رغم اختلاف المؤرخين بين مؤيد ومعارض لوجود قبر أم البشرية حواء في إحدى المقابر التاريخية في جدة، ألا أن هذا لم يمنع آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة من زيارة مقبرة «أمنا حواء»، التي ما زالت تستقبل الجنائز حتى الآن. ووفقاً لمؤرخين فإن قبر «حواء» يقع في المقبرة التي تحمل اسمها في حي العمارية العتيق في جدة. كما أن بعض الباحثين أخذ اسم مدينة «جدة»، دليلاً على أن حواء دفنت فيها، «إذ سمي المكان بجدة، تيمناً بأم البشرية». وكانت المقبرة قديماً ملاصقة لسور جدة قبل أن يزال تماشياً مع توسّع المدينة بعد انضمامها إلى الدولة السعودية قبل نحو 86 عاماً. وقبل سنوات تمت إحاطة المقبرة بسور رخامي، وبدأت تستقبل في جزء منها بعد توسعتها الجنائز التي يرغب كثير من مشيعيها في دفن «موتاهم» ب«القرب من أم البشرية». وقال المواطن محمد الصادق، وهو يسكن بجوار مقبرة أمنا حواء، ل«الحياة»: «إن كثيرين من داخل السعودية وخارجها يأتون إلى المقبرة اعتقاداً منهم بأنها تضم قبر أمنا حواء، خصوصاً أن المقبرة تحمل اسمها»، ويضيف الصادق: «بعض الحجاج لا يتحرجون من التبرك بالمقبرة، وهو أمر يزعج السكان». ويؤكد المواطن أحمد باربيق، وهو أحد السكان المجاورين للمقبرة، أن «مقبرة أمنا حواء استطاعت أن تصبح أسطورة شعبية، بعد أن تم تداولها لفترة طويلة بين سكان جدة والزوار القادمين إليها». وقال: «مساحتها لم تكن تزيد على كيلومتر واحد فقط، وتحيطها أسوار عالية تحميها من الغزو البرتغالي الآتي من البحر الأحمر بحسب ما ذكره بعض الرواة»، مشيراً إلى أن هناك اعتقاداً يسود بأن «قبرها» سبب وراء نشوء مدينة جدة. يذكر أن هذه المقبرة أثارت جدلاً بين بعض التيارات الفكرية، بعدما طالب مسؤولون في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإزالتها. وكان رئيس «الهيئة» في منطقة مكةالمكرمة أحمد القاسم ورئيس «هيئة» جدة علي آل حيان قال في تصريحات صحافية: «إن الأمر بالمعروف أبلغت إدارة المقبرة بضرورة عدم السماح للزوار بالتبرّك». وثار غضب بين مجموعة من الحجاج بعدما منعتهم «الهيئة» من دخول المقبرة قبل نحو ثلاثة أشهر.