أوردت وكالة الاسوشيتد برس تقريرا عن مقبرة أم البشر حواء في مدينة جدة ، وجاء في التقرير انه لا دليل علميا حتى الآن يثبت أنّ القبر موجود فعلا في مدينة جدة السعودية، ولكن هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر، لا ترفض البتة أن تكون مسرحا لهذه الأسطورة. ومع زيادة المعتمرين في شهر رمضان، الذين بلغ عددهم هذا العام مليونين، ينتهز الكثير منهم الفرصة ليقرن مناسكه الدينية مع زيارة ما يقول البعض إنّه القبر الذي ترقد فيه "حواء." هل اسم جدة هو ان حواء جدة للبشر يقول البعض إنّ اسم المدينة "جدّة" هو إشارة واضحة لاستضافتها قبر "جدّة" البشرية حواء. وداخل المقبرة، كان معتمرون إيرانيون يقرؤون لافتة كتبت باللون الأزرق وعليها "قبر أمّنا حوّاء" في إشارة إلى القصة التي يتناقلها سكان المدينة أجيالا بعد أجيال، من دون أن تجد سندا علميا لها. وليس هناك أي دليل أثري يؤكّد هويّة من يرقد في القبر وما إذا كان فيه أحد أصلا ولا دليل أيضا عن المكان الذي دفنت فيه حواء، وفق العلماء المختصين، كما لا يعرف أحد على وجه التدقيق منبع القصة وأصلها وكيف انتشرت وصمدت إلى هذا الزمن. كما يقول الكثير من سكّان جدة إنّ الأمر لا يتجاوز الأسطورة. صارت الأسطورة وثيقة سياحية ويقول مدير الثقافة والسياحة في جدة سامي نوار "إنها أسطورة ولكنها قصة تناقلها الكثير من المؤرخين والرحالة."ورغم أنّه واحد من أبرز الخبراء بتاريخ جدة، إلا أنّ سمير يحرص على استخدام جزء ولو يسير من القصة، عندما يقوم بدور الدليل لسياح قادمين إليها.ويضيف "جدّة أكثر مدن العالم أنثوية لأنّ لها حوّاء." آدم في مكة ، وحواء في جدة أم الهند ويتحدث القرآن عن آدم و حواء وطردهما من الجنة بعد أن تناولا ثمرة من شجرة نهاهما الله عنها، ولكنه لا يشير إلى المكان الذي ظهرا فيه على الأرض. غير أنّ التراث السعودي يضع آدم في مكة التي تقع على بعد 70 كلم شرق جدة، كما أنّ بعض التراث العربي يضعه في الهند. وذكر الطبري "أن آدم هبط بالهند وحواء في جدة فجاء في طلبها حتى اجتمعا فأزلفت إليه حواء فلذلك سمي المكان مزدلفة وتعارفا بعرفات ولذلك سمي المكان عرفات واجتمعا بجمع ولذلك سمي المكان جمعا وهي الأماكن المعروفة في مناسك الحج." وعن إبن اسحاق قال "وأما أهل التوراة فإنهم قالوا: أهبط آدم بالهند على جبل يقال له واسم وأهبط حواء بجدة من أرض مكة." بل عرفات كان مكان التعارف بعد الهبوط من الجنة أما نوار فيقول إنّ آدم نزل بمكة أين أمره الله ببناء الكعبة التي يتوجه إليها المسلمون خمس مرات في اليوم أثناء صلاتهم. ويضيف أنّ الله أمر آدم إثر ذلك بالصعود على تلة في مكة حتى يكفّر عن خطاياه وإثر ذلك أرسل له حواء حيث تعارفا على جبل عرفات. والقبر لم يعد موجودا أصلا كما أنه ليس واضحا كيف تمّ تدميره، وأولئك الذين كانوا زاروا المقبرة يقولون إن يوجد بداخلها صفّ من القبور لا علامة على أي منها وأنه لا توجد علامة على أنّ قبر حواء من ضمنها، حيث أنّ "الوهّابية" تمنع كتابة أسماء الموتى على القبور. ويقول الأستاذ في ثقافات الشرق الأدنى في جامعة أريزونا، ويليام ديفر، الذي هو واحدا من أبرز علماء الآثار الأمريكيين "ليس هناك أي دليل أثري يمكن أن يدعم القصة بقوة." وأضاف "المشكل أنّها مجرد قصص أو أساطير لا يمكننا تقفي أثرها. واعتقادي هو أنّ القصة تعود إلى ألفي أو ثلاثة آلاف عام ولكن ليس لدينا أي دليل علمي." وبسؤاله عمّا إذا كان لديه علم بشأن المكان الأخير المحتمل لحوّاء، قال ديفر "لا. هناك الكثير من قبور إبراهيم في جميع مناطق الشرق الأوسط، ولكن بصدق، لا أعرف ما إذا كان هناك قبر لحواء في إسرائيل أو الضفة الغربية أو الأردن." ومن جهته، يقول البقّال صالح باعقيل إنّ المئات من المعتمرين الإيرانيين وإندونيسيا ومن دول أخرى يزورون المقبرة وخاصة قبل وبعد الحجّ. وأضاف "عندما يأتون ويسألونني عمّا إذا كانت حواء دفنت حقا هنا، أجيبهم بأنّ الله وحده من يعلم."