للتخفيف من قلق اختبارت نهاية العام الدراسي تتوجه بعض الطالبات في مجموعات صغيرة عقب أداء اختباراتهن هذه الأيام إلى المراكز التجارية «المولات»، لاحتساء القهوة، في ظاهرة يرى البعض فيها سلوكا طبيعيا بينما ينتقدها البعض الآخر. «عكاظ» رصدت ملامح هذه الظاهرة والتقت عددا من الطالبات ومختصة في التنمية البشرية.. حيث قالت روان طلال «طالبة ثانوية عامة» إنها تخرج مع صديقاتها بمعرفة أسرتها التي تخصص لها مصروفا للتنزه والتسوق بعد كل اختبار نظرا لأنها لا تتمتع بإجازة نهاية الأسبوع في أيام الاختبارات. بينما أشارت منار محمد «طالبة بالصف الثاني الثانوي» إلى أنها وزميلاتها يخرجن إلى «المولات» بهدف التعارف والتنفيس عن الضغط النفسي الذي يعانين منه هذه الأيام، منتقدة من يخرجن بدون علم أسرهن، وهو ما قد يعرضهن إلى مواقف محرجة. وروت حسناء أحمد تجربة سابقة تعرضت لها مع صديقاتها للحرج، مبينة أنها خرجت ذات مرة مع صديقاتها إلى «المول» بعد أداء اختبار صعب، وبعد تناول الإفطار طلب مسؤول المطعم منهن مبلغا أكبر من الذي كان بحوزتهن، ما أوقعهن في موقف حرج للغاية، واضطرت للاتصال بوالدها الذي حضر وأنقذهن من الورطة، لكنه عاقبها بالحرمان من مصروفها الشهري. من جهتها قالت المستشارة والمدرب في التنمية البشرية الدكتورة وجنات الثقفي إن التحليل النفسي لسلوكيات توجه الطالبات إلى «المولات» بعد أداء الاختبارات يعتبر من الجانب النفسي سلوكا طبيعيا، ما لم يكن فيه ضرر نفسي أو مجتمعي، وهو نوع من التفريغ النفسي الانفعالي للضغوط التي تسيطر عليهن أثناء فترة الاختبارات في ظل عدم وجود متنفس لهن داخل المنازل لممارسة هواياتهن، إضافة إلى كونه نوعا من كسر النمط والتغيير استعدادا للاختبار التالي. وأشارت وجنات الثقفي إلى أن هذا الأمر يرتبط نفسيا بمدى صعوبة المادة أو سهولتها، فمثلا نادرا ما تخرج الطالبات إلى المراكز التجارية بعد اختبارات مادة الرياضيات، لأنهن يحتجن بعده إلى فترة راحة من السهر في استذكار المادة، بينما تكون هناك فرصة للتنفيس بعد اختبارات المواد السهلة نسبيا. وأضافت من الناحية التربوية نلاحظ أن الأمر ينطوي على سلوك لا يتناسب مع الفترة التي تمر بها الطالبات وتحتاج إلى راحة وتركيز، وتتطلب جهدا مضاعفا واهتماما أكثر بدلا من إضاعة الوقت والجهد الذي قد يأتي بنتائج عكسية. أما من الجانب الاجتماعي فقد تتعاطف بعض وجهات النظر مع الطالبات وتشجعهن على الخروج ل«المولات» كنوع من الدعم النفسي لتهيئتهن لاختبار اليوم التالي، وفي نفس الوقت هناك وجهات نظر ترفض هذا السلوك من منطلق تأثيره السلبي على مستواهن الدراسي في هذه الفترة المصيرية الحرجة.