اعتاد سكان منطقة مكةالمكرمة منذ القدم أن يقيموا عقود القران في المسجد الحرام، وهو مشهد يراه مرتادو الحرم المكي الشريف باستمرار داخل أروقته، حيث تأتي الأسر المكية وعدد من الجنسيات المختلفة لعقد قران زواجاتهم داخل ساحاته. وأوضح محمد نتو من سكان مكةالمكرمة، أن إبرام عقود الأنكحة داخل الحرم المكي الشريف هو عرف تقليدي اعتاد عليه الأهالي منذ سنوات طويلة، مبينا أن عقد القران لا يستغرق أكثر من نصف ساعة، حيث يتواجد في الحرم المكي مجموعة كبيرة من كتاب العقود المعتمدين. ولإتمام عقد القران أفاد أنه لابد من حضور ولي أمر العروس وشاهدين إلى جانب إحضار بعض المستندات الرسمية المعتاد احضارها في مثل هذه المناسبات، وبعد أن ينتهي المأذون الشرعي من عقد القران، تقدم القهوة والتمور وتوزع الحلوى على أهل العروسين وبعض رواد المسجد الذين يتوقفون لمشاهدة هذه المراسم. ومن جانبه، أضاف محمد خوج أن عادة عقد القران بالحرم لم تعد مختصة بأهالي مكة فحسب، بل هناك من يأتي من جدة والطائف والقرى المجاورة لمكةالمكرمة لإتمام عقود قرانهم داخل المسجد الحرام، حتى تظل مناسبة جميلة للعروسين تبقى خالدة في ذاكرتهم. أما عاشور عمر فيرى أن حفل عقد القران داخل المسجد المكي يتميز بتوزيع التمر الفاخر الذي يعد خصيصا لهذه المناسبة، من حيث حشوه باللوز والفستق إلى جانب تقديم القهوة العربية، بإلاضافة إلى الحلويات كالمعمول، لافتا إلى أن زوار المسجد الحرام الذين يحرصون على حضور مراسم توقيع عقد النكاح يحظون بأخذ نصيبهم من تلك الحلويات، بل إن العريس يحرص على توزيع الحلوى والقهوة لأكبر عدد من الموجودين داخل الحرم ليعيشوا معه هذه المناسبة ويدعون له بحياة زوجية سعيدة ومباركة، مشيرا إلى أن مثل هذه الاحتفالات تبدو جميلة ومشجعة وغير مكلفة ماديا. وبدروه بين محمد البسيوني أن الأوقات الدارجة لدى الكثير من أهالي العروسين الراغبين في إبرام عقود زواج أبنائهم أو أقاربهم في الحرم المكي الشريف، تكون من بعد صلاة العصر حتى العشاء، ما يتيح فرصة لبعض الحضور لأداء فريضتي المغرب والعشاء داخل المسجد، مؤكدا أن تفاوت نسبة عقود الأنكحة داخل الحرم المكي تتزايد في الإجازة الصيفية والعطل المدرسية خاصة الخميس والجمعة.