أصبح الوصول إلى المنطقة المركزية ومحيط المسجد الحرام بسيارة خاصة يشكل معاناة لأصحاب تلك السيارات في ظل قلة المواقف أو انعدامها حول المنطقة المركزية. وفيما باتت المشروعات الجبارة التي توفر المزيد من المساحات للصلاة أمرا يدفع الكثير من الزوار إلى البقاء لساعات طويلة في جنبات المسجد الحرام، بعدما يصلون بسياراتهم، سارع الكثير من الزوار بالمطالبة بتوفير مواقف برسوم على غرار مواقف المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، بدلا من رحلات المطاردة وسحب السيارات لمخالفتها الوقوف في الأماكن الممنوعة. يرى محسن العتيبي أن هناك الآلاف يعانون من إشكالية المواقف في المنطقة المركزية، حيث إذا أردت الصلاة في الحرم أو التسوق في المنطقة المركزية، فإنه يصعب عليك إيجاد موقف لسيارتك، وأغلب من يضطر لتوقيف سياراتهم فإنهم يتعرضون للسحب من قبل المرور وما يترتب على ذلك من دفع رسوم لفك حجز سياراتهم من (حوش) المرور . وطالب العتيبي الجهات المختصة بإيجاد حلول جذرية لأزمة المواقف التي أصبحت تشكل معاناة واضحة لزوار بيت الله الحرام، خاصة للقادمين من المدن المختلفة سواء جدة أو الطائف، مشيرا إلى أن المواقف المتوفرة محدودة ولا تكفي، فيما ترتفع قيمة الإيجار إلى أكثر من ثلاثين ريالا للساعة، فيما تعد مواقف محصورة ولا تتسع سوى لثلاثين سيارة تقريبا، حتى الزوار الذين يسكنون الفنادق والشقق المفروشة التي توفر بعضها مواقف محدودة أيضا، فيضطر البعض منهم إلى توقيف سياراتهم خارج المنطقة المركزية ويستأجرون سيارة للوصول إلى الحرم، مما يجعلهم يفقدون أمر الاستفادة من سياراتهم التي اصطحبوها خصيصا لتفادي أمر غلاء سيارات الأجرة. ولا يختلف الحال بالنسبة للمعتمر صالح الحواسني، والذي يؤكد بقوله: «لا أدري أين أضع سيارتي، حيث إن لي ساعتين وأنا أصول وأجول بها في المنطقة المركزية ولم أجد موقفا، وكلها ممنوعة بالطبع، ولا سبيل إلا في أعلى الجبال والتي عادة ما تزدحم، فيما سيارات المرور ترفع أي سيارة حول المنطقة المركزية حتى ولو لم تشكل عائقا أمام حركة المرور لأنها في شوارع جانبية». وطالب الحواسني الجهات المختصة أن يحددوا مواقف للسيارات من خلال هذه المشاريع التنموية وتكون برسوم رمزية كحال مواقف المسجد النبوي وتكون مفتوحة فقط في موسم العمرة». واعتبر معيلي المالكي أن مشروع مواقف السيارات يعد من المشاريع الاستثمارية المهمة لما تعد عوائد مادية مجدية بالإضافة إلى أنها تساهم في فك الاختناقات المرورية التي تشهد المنطقة المركزية خلال المواسم. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي والمتحدث الرسمي ورئيس شعبة السلامة المهندس المقدم فوزي الأنصاري أن هناك خطة منظمة من قبل إدارة المرور بالعاصمة المقدسة في المنطقة المركزية لفك الاختناقات وانسيابية الحركة المرورية والقضاء على الوقوف العشوائي، مشيرا إلى أن هناك انتشارا لفرق ميدانية تتولى متابعة السيارات التي تقف لفترات طويلة في الأماكن التي يمنع فيها الوقوف بحيث يتم سحب المركبة المخالفة إلى مواقف حجز السيارات، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع الشركات التي تعمل في المنطقة المركزية أو مشروع توسعة الحرم المكي أو مشروع الشامية أو مشروع الساحات لدخول المعدات وخروجها دون أي حدوث اختناقات في الحركة المرورية، مما جعل هذا التنسيق في انسيابية الحركة المرورية في المنطقة المركزية. توقفوا بعيدا بين المقدم الأنصاري أنه بالنسبة لوقوف سيارات المعتمرين أو الزوار فهناك مواقف معدة خارج المنطقة المركزية وضعت من أجل وقوف سيارات المعتمرين والزوار فيها، ومن بعد ذلك يتم نقلهم بواسطة النقل العام إلى المنطقة المركزية، وذلك حفاظا على سلامة الحركة المرورية، مشددا على عدم الوقوف في المنطقة المركزية.