حذر عدد من الاختصاصيين من الاكتفاء بالتقنية الحديثة كالواتس آب وال SMS في التواصل مع الأقارب والأصدقاء، لافتين إلى أن تلك الوسائل لا تغني من الالتقاء بالأرحام والأهل بطريقة مباشرة، مذكرين أن كل من يتواصل مع معارفه ويتلمس حاجاتهم عن قرب ينال الأجر العظيم في الدنيا والآخرة. ورأى عبدالحكيم لافي أن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وراء إقبال الشباب على الرسائل المجانية في الواتس آب والبلاك بيري، لأنها تتيح التواصل مع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء وبسهولة، لكنها لا تغني عن التواصل مع الأقارب. إلى ذلك، أوضحت الطالبة الجامعية نورة العمري أن رسائل الواتس آب أصبحت الوسيلة الأكثر حراكا بين المجتمع، لافتة إلى أنها تستخدمها في نقل كل ما يعتمل في نفسها، والتعبير عنها بأسلوب جميل، خصوصا أنها خجولة خلال التعامل المباشر مع الآخرين. بينما، أفادت سعدية العبدالله أن رسائل الجوال تتناسب مع عصر السرعة الذي نعيشه اليوم، لافتة إلى أنها تمنح الشباب مساحة واسعة في التعبير والإبداع التقني من خلال التفنن بالعبارات والتصاميم، إضافة إلى التفاعل الفوري من قبل الآخرين. وعلى خط مواز، اعتبرت الاخصائية الاجتماعية مها محيي الدين بخاري وسائل التواصل الحديثة مفيدة، لكنها لا تغني أبدا عن التواصل المباشر الذي يمنح الدفء للإنسان ويعطيه ثقة أعلى بنفسه. وحذرت من أن انتشار وسائل التواصل الحديثة قد يؤثر سلبا على تماسك المجتمع وقطع روابط الصلة والمحبة، مشيرة إلى أن التواصل المباشر مع الأهل والأقارب دليل على التماسك بين العائلة. وقالت: «الملاحظ أن غالبية الناس يكتفون بالرسائل عن الزيارات والتواصل المباشر وهذا يخلق نوعا من الفجوة بين الأجيال، لأن كبار السن عادة لايستخدمون هذه التقنيات الحديثة ولا يجيدونها». بدوره، أكد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في تبوك الشيخ عبد الله المبارك على صلة ذوي القربى، مشيرا إلى أن حقهم عظيم وأجر وصلهم أعظم. وقال: «لا شك أن مثل هذه الرسائل تحقق صلة الرحم إذا تعذر التواصل المباشر وزيارتهم، كأن يكون الأهل في مدينة أخرى، أو كان هناك عائق حال دون الزيارة، ولكنها لاتحقق الغرض من التواصل، والإسلام حثنا على صلة الرحم، ومشاركة الأقرباء في المناسبات». وشدد على أهمية أن يعرف الشباب أن الصلة أمر إلهي والله تعالى قال: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا»، مؤكدا أن الواجب على الإنسان دائما أن يصل رحمه، «ولا يكتفى بالرسائل فإن كان أهله وأقرباؤه في نفس مدينته ولم يزرهم فقد يأثم والله أعلم، لأن لهم حق الزيارة والوصل». وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:«من عاد مريضا أو زار أخا له في الله تعالى ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا»، محذرا من التساهل في صلة الأرحام والاعتماد على رسائل الواتس آب في التواصل.