مخالفو أنظمة الإقامة والعمل يتسللون إلى حي الشهداء في مكة، إذ يجدونه مكانا خصبا للتكسب من تشليح السيارات مجهولة الهوية، السكان يعتقدون أن تلك السيارات مسروقة أو ستكون الورش الخلفية لإصلاح السيارات مكانا خصبا لتمرير السيارات المسروقة، وفضلا على ذلك أصبح الأهالي يتذمرون من الإزعاج الذي تصدره مطارق الحديد لمنازلهم. وفي الوقت الذي يؤكد فيه مرور العاصمة المقدسة تنفيذ حملات مفاجئة للمخالفين يطالب السكان بتكثيفها خوفا من أن يتحول الحي إلى ملاذ آمن للمخالفين. وفي البداية شكا بدر الغامدي من انتشار ورش عشوائية لإصلاح السيارات في شوارع حي الشهداء، مشيرا إلى أنها أصبحت مواقع لضعاف النفوس من مخالفي أنظمة العمل والإقامة فضلا عن الإزعاج الصادر عنها. وأكد أن الميكانيكيين المخالفين يتسترون خلفها لارتكاب تجاوزات عدة داخل الحي إضافة إلى أنهم يتخذون من المركبات الكبيرة المعطلة سكنا لهم ومخازن لأدواتهم، مشيرا إلى أن تلك الورش تمارس نشاطها المخالف منذ سنوات عدة. إلى ذلك، أفاد غانم المحمدي أن أهالي الحي اعتادوا منذ سنوات على رؤية عدد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة يدخلون سيارات من ماركات مختلفة وجديدة في ورشهم ليستخرجوا منها قطعا ويركبوها في مركبات أخرى، متوقعا أنهم يقدمون على ذلك الفعل لإخفاء معالم سيارات مسروقة. وطالب المحمدي من الجهات المختصة تكثيف الجولات الأمنية على الحي لرصد التجاوزات التي تقع فيه بكثرة، متمنيا وضع حد لها وإنهاء الإزعاج الصادر من تلك الورش. بدوره، رأى أنور جار الله أن عددا من مخالفي أنظمة العمل والإقامة شوهوا حي الشهداء الذي يعتبر مخططا نموذجيا لاحتضانه السجن العام في مكةالمكرمة، لافتا إلى أن الميكانيكيين المخالفين يمارسون العديد من التجاوزات فيه ويصدرون الإزعاج والروائح الكريهة لأبناء الحي. وذكر جارالله أن العديد من أقاربه اضطروا إلى الانتقال من حي الشهداء والتوجه إلى مناطق أكثر هدوءا وتنظيما، لافتا إلى أنهم لا ينعمون بالسكينة إلا بوصول دوريات الأمن داخل الحي ما يدفع بالمخالفين إلى الفرار منه عبر الأزقة والشوارع. وحذر جار الله من انتشار السيارات التالفة أمام تلك الورش، مشيرا إلى أنها تحولت إلى ملاجئ للقطط والكلاب الضالة. في المقابل، أرجع الناطق الإعلامي في مرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري توجه أصحاب السيارات إلى تلك الورش إلى انخفاض الأجر الذي تتقاضاه وليس من أجل الجودة أو سرعة الأداء، مؤكدا أن قسم البحث التابع لشعبة السير في المرور ينفذ جولات ميدانية لرصد ومكافحة الورش في الأحياء العشوائية وكتابة تقارير عنها وإحالتها إلى الجهات المعنية تمهيدا لمداهمتها. بينما أعلن مصدر مسؤول من قسم العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة عن جولات تنفذها الأمانة لمداهمة هذه الورش التي تعمل بطرق غير نظامية، لافتا إلى أنه في حال تقدم أهالي الحي ببلاغ رسمي إلى الأمانة سيتم التوجه فورا إلى مكان البلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين.