تحركت لجنة وزارية رباعية لحماية عين زبيدة من الاندثار والتعديات التي طالتها في العقود الأخيرة، وتعمل اللجنة المكونة من وزارات العدل، الزراعة، الداخلية والمياه والكهرباء وفق توجيه من المقام السامي بمسح هندسي لحماية حرم عين زبيدة من التعديات وتحديد المساحة المقننة للعين ومجراها.يأتي ذلك في وقت كشفت جولة «عكاظ» الميدانية على مجرى العين في حي العزيزية وجود تعد واضح وإهمال قد يقود صوب اندثار بعض الخرز من المجرى الحالي. وعلمت «عكاظ» أن فريقا بحثيا ينفذ مشروعا متكاملا لتطوير وحماية عين زبيدة ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار عيون مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويتضمن دراسة إنشاء خزان جوفي استراتيجي يمد مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بالمياه وقت الطوارئ، وإنشاء دارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأوقاف عين زبيدة للمحافظة على أملاك العين وأوقافها وإدارتها واستثمارها وفق منهجية علمية للإنفاق عليها، والتوسع في زيادة عطائها أو عطاء أودية ذات صلة بها، مع تحديد حرم منشآت عين زبيدة التحتية والفوقية ومغاذي مياهها وشعابها وروافدها وأوديتها، والعمل على ترميم منشآت عين زبيدة بما يتناسب مع قيمتها لتكون صرحا تعليميا، ومعلما إسلاميا حضاريا، وكذلك دراسة عين حنين وتوابعها. وكشف ل«عكاظ» المشرف العام على مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعادة إعمار عين زبيدة في مكةالمكرمة الدكتور عمر أبو رزيزة عن الانتهاء من إعداد التصاميم الهندسية والخرائط التفصيلية لمشروع إنشاء سد جوفي في وادي ملكان في العاصمة المقدسة، لحجز مياه الأمطار والسيول المتدفقة من الوادي، وتسخيرها إلى مصبات قنوات عين زبيدة لزيادة كميات منسوب المياه للعين، مشيرا إلى الانتهاء من الدراسات الأولية لإعادة إعمار العين والتي شملت 3 أجزاء هي: دراسات الإعمار، سبل زيادة منسوب المياه والدراسات الخاصة بحرم العين، الدراسات الخاصة بأعمال التعديات على الأراضي التابعة للعين، وضع الآليات التنفيذية للقضاء على تلك التعديات ومنع تكرارها. وأوضح الدكتور أبو رزيزة أن منسوب المياه الحالي للعين يصل إلى 30 كيلومترا يوميا، يزداد إلى 40 كيلومترا يوميا خلال هطول الأمطار، ما يشكل 10% من حجم الاستهلاك لسكان مكةالمكرمة من المياه الصالحة للاستعمال. وأفاد أبو رزيزة أنه ستجري مناقشة الدراسة خلال اجتماعات لجنة الإشراف العليا للعين في المرحلة المقبلة من هذا العام، برئاسة رئيس لجنة الإشراف العليا لمشروع إعادة إعمار العين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وأعضاء اللجنة الإشرافية.إلى ذلك، أكد ل«عكاظ» المشرف العام على أوقاف عين زبيدة العميد متقاعد توفيق جوهرجي أن الدراسات التي أجراها فريق العمل المختص بمشروع إعادة إعمار العين تتركز على إزالة جميع التعديات على أراضي العين الممتدة من عرفات حتى منطقة العزيزية، لافتا إلى أنه سيجري تقنين آليات تنفيذ مع الجهات المختصة حول عمليات الإزالة لتلك التعديات، مؤكدا وجود أوقاف عقارية استثمارية كبيرة تابعة للعين في عدد من مناطق وأحياء العاصمة المقدسة وتدور على العين عوائد مالية كبيرة. وألمح جوهرجي إلى أن عين زبيدة التي تعد أحد أقدم العيون المائية في الجزيرة العربية حظيت باهتمام بالغ وعناية فائقة من قبل الحكومة، وذلك من خلال مشروع إعادة إعمارها، إلى جانب المتابعة المستمرة لكافة أعمال الدراسات الميدانية للمشروع من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة. وقال الجوهرجي: «عانينا كثيرا من التعديات على مجرى العين من مواطنين ومن جهات حكومية نفذت مشاريع دون مراعاة للعين، واعتدت شركات التنفيذ على مجرى العين وخصوصا في منطقة العزيزية ومنى»، مبينا أنهم خاطبوا الجهات المختصة رسميا لحماية تلك المواقع. وكشف الجوهرجي تشكيل لجنة وزارية رباعية وفق توجيهات المقام السامي مكونة من وزارات العدل، الزراعة، الداخلية، والمياه والكهرباء تعمل وفق توجيه من المقام السامي بمسح هندسي لحماية حرم عين زبيدة من التعديات ووضع رفع مساحي يحدد المساحة المقننة للعين ومجراها. سقت الحجيج 1200 عام سقت عين زبيدة أهل مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام على مدى أكثر من 1200 عام، وأنشأتها السيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد عام 184 هجرية، حينما قدمت من الكوفة إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، شعرت حينها بحاجة أهل مكة والحجاج إلى الماء، فأمرت بإنشاء تلك العين في منطقة وادي نعمان التي امتدت قنواتها المائية إلى عرفات ومزدلفة ومنى، إضافة إلى أحياء مكةالمكرمة عبر إمداد البرك والخزانات المائية المنتشرة على طرق الحجيج في تلك المناطق بسقياهم وسقيا الدواب.