كشف ل«عكاظ» المشرف العام على مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعادة إعمار عين زبيدة في مكةالمكرمة، الدكتور عمر أبو رزيزة عن الانتهاء من إعداد التصاميم الهندسية والخرائط التفصيلية لمشروع إنشاء سد جوفي في وادي ملكان في العاصمة المقدسة، لحجز مياه الامطار والسيول المتدفقة من الوادي، وتسخيرها الى مصبات قنوات عين زبيدة لزيادة كميات منسوب المياه للعين، مشيراً إلى الانتهاء من الدراسات الأولية لإعادة إعمار العين والتي شملت 3 أجزاء هي: دراسات الإعمار، سبل زيادة منسوب المياه والدراسات الخاصة بحرم العين، الدراسات الخاصة بأعمال التعديات على الأراضي التابعة للعين، وضع الآليات التنفيذية للقضاء على تلك التعديات ومنع تكرارها. وأوضح الدكتور أبو رزيزة، أن منسوب المياه الحالى للعين يصل إلى 30 كيلو متر يومياً، يزداد الى 40 كيلو متر يومياً خلال هطول الامطار، أي مايشكل10% من حجم الاستهلاك لسكان مكةالمكرمة من المياه الصالحة للاستعمال. مشيرا أن الدراسة ستتم مناقشتها خلال اجتماعات لجنة الاشراف العليا للعين في المرحلة المقبلة من هذا العام، برئاسة رئيس لجنة الاشراف العليا لمشروع إعادة إعمار العين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل وأعضاء اللجنة الاشرافية. من جهته اكد ل«عكاظ» المشرف العام على اوقاف عين زبيدة العميد متقاعد توفيق جوهرجي، أن الدراسات التي اجراها فريق العمل المختص بمشروع إعادة اعمار العين تتركز على إزالة جميع التعديات على اراضي العين الممتدة من عرفات حتى منطقة العزيزية، وسيتم تقنين آليات تنفيذ مع الجهات المختصة حول عمليات الازالة لتلك التعديات، مؤكدا وجود أوقاف عقارية استثمارية كبيرة تابعة للعين في عدد من مناطق وأحياء العاصمة المقدسة وتدور على العين عوائد مالية كبيرة. وأضاف جوهرجي، أن عين زبيدة التي تعد أحد اقدم العيون المائية في الجزيرة العربية حظيت باهتمام بالغ وعناية فائقة من قبل الحكومة، وذلك من خلال مشروع إعادة إعمارها، إلى جانب المتابعة المستمرة لكافة أعمال الدراسات الميدانية للمشروع من قبل امير منطقة مكةالمكرمة. إلى ذلك، أكد ل«عكاظ» وكيل جامعة أم القرى عضو فريق العمل لمشروع اعادة اعمار عين زبيدة الدكتور عادل غباشي، أن عين زبيدة تعد من الآثار الاسلامية المهمة، وربما يكون الاول من حيث الاهمية نظرا لعمره الزمني الذي تجاوز 1200 عام، وأثره في إرواء سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام بالماء الذي هو أساس الحياة. يشار الى أن عين زبيدة كانت تسقي أهل مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام على مدى أكثر من 1200 عام، وأنشأتها السيدة زبيدة بنت الخليفة جعفر المنصور وحفيدة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وزوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد عام 184 هجرية، حينما قدمت من الكوفة الى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج وحينها شعرت بحاجة أهل مكة والحجاج إلى الماء، فأمرت بإنشاء تلك العين في منطقة وادي نعمان التي امتدت قنواتها المائية الى عرفات ومزدلفة ومنى، بالاضافة الى أحياء مكةالمكرمة عبر إمداد البرك والخزانات المائية المنتشرة على طرق الحجيج في تلك المناطق بسقياهم وسقيا الدواب.