من حق الفرح أن يصافح الشارع الرياضي السعودي، بعد طول غياب، ابتهاجا بفوز المنتخب الوطني الأول لكرة القدم على المنتخب الصيني (2/1) في أولى مباريات المنتخبين لمنافسات المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015م في استراليا. ومن حق هذه «البارقة» أن تحاط برؤية إعلامية تحفيزية مواكبة ومجدية. وليسأل كل منا نفسه «بكل أمانة»: كم أمضينا من السنين. وجنينا من الإخفاقات، ونحن ندير نفس «أسطوانة كان وكنا..»؟!، تنطلق أي بطولة يشارك فيها منتخبنا، وقد سبقها «التحفيز الإعلامي» بنفس الأسطوانة، واستعراض كل (ما كان) في قصة الأمس البعيد، ويخسر منتخبنا البطولة، فيتخلل «النعي الإعلامي» بعض مضامين أسطوانة كان وكنا.!! هذه «الوصفة» أشبعت إسهابا واجترارا. بالكلمة والصوت والصورة، وتواصل الإصرار على مواصلة «تجريعها» لا «الحالة»، بينما الحالة تزداد انتكاسا، ويتضاعف عدد السنين الفاصلة بينها وبين آخر عهد لها «بطعم العافية»!! تلك «الحالة» يمثلها ما كان عليه منتخبنا السعودي الأول لكرة القدم إلى «ما بعد خليجي 21» وقبل ظهوره المتجدد، وحضوره المبشر، واستعادته لبعض الوهج والروح المتقدة، واستشعار أمانة المسؤولية الرياضية الوطنية. التي كان عليها صقور منتخبنا، إبان تلك المرحلة الزمنية التي لم تقتصر على ما تحقق خلالها من إنجازات مشرفة، بل أيضا بما بلغته الرياضة السعودية عامة، وكرة القدم خاصة آنذاك من مكانة وهيبة وتأثير، والفضل بعد الله لأولئك اللاعبين الذين كان منتهى حلمهم تمثيل منتخب الوطن، والذود في سبيل أمجاده بمنتهى التفاني والعزيمة؛ ذلك لأنهم سبقوا زمن «لوثة الاحتراف» باحتراق من أجل رفع راية الوطن في سماء المحافل الرياضية. لذلك من حق الشارع الرياضي السعودي أن يحتضن بشائر تلك الفرحة بذلك الفوز الذي حققه المنتخب المتجدد، ولأن ذلك الفوز لا يقف عند حدود الظفر بنتيجة مستحقة في مباراة هامة ومنافسة أهم، أو تلك التهاني والتبريكات المتبادلة بين الجماهير السعودية بعبارات احتاجوا «لإعادة تنشيط مفر داتها» بعد أن عطلها متخبنا طوال سنين مضت، بل يعني فوق كل هذه الاعتبارات الهامة، بارقة أمل لغيث مأمول وآمال مرتقبة. فهل يعقل أن يتسلل من بين إعلامنا الرياضي من يقول: (هل أصبح مجرد الفوز في مباراة هو منتهى طموحنا..؟!)!!!. المساحة المتبقية تضيق بالرد عليه، لكنها تختتم بشديد الرجاء أن يسعى المسؤولون عن هذا المنتخب لتعزيزه بكل ما يبقي على هذه الفرحة، ويجنبها صدمة الانكسار.... والله من وراء القصد. تأمل: المتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها. والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. فاكس 6923348 !!Article.extended.picture_caption!!