• كافة مباريات البطولة العربية التاسعة لمنتخبات كرة القدم، من المباراة الافتتاحية بين المنتخب السعودي (مستضيف البطولة) والمنتخب الكويتي مساء الجمعة 2 شعبان 1433ه، حتى المباراة الختامية بين «بطلي» البطولة المنتخب المغربي والمنتخب الليبي مساء الجمعة 16 شعبان 1433ه كافة تلك المباريات لعبتها المنتخبات في ظل مدرجات خاوية من الجماهير، ولم يكن ذلك مستغربا، أو يدعو لإلقاء اللائمة على الجماهير الرياضية، وخاصة الجماهير السعودية المشهود لها على كل المستويات والمحافل الرياضية بحبها واهتمامها ومتابعتها وتفانيها حضورا ومؤازرة وتفاعلا: لكن كما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب، وإذا أردت أن تطاع «فاطلب المستطاع. والأسباب شرحت وطرحت وأشبعت قراءة وتحليلا من قبل إقامة البطولة بوقت مبكر.. ولكن! •• الإعلام الرياضي: التعميم بأن كله غير مشجع، فيه ما فيه، لأن هذا «الكل» فيه ما فيه من المتفانين في جعل مخافة الله نصب أعينهم، وفي بؤرة ضمائرهم أمام كل كلمة ومقصد وغاية تتخلل ثقل الأمانة التي حملوها في أعناقهم، ومن هذا ديدنهم لن يأتي منهم، إلا كل إسهام أمين وبناء بما تمليه عليهم أمانة رسالتهم وأهدافها فيما يخدم رياضة وطنهم، أما فرز هؤلاء من بين سواهم فلم يعد عصيا (وخاصة في هذا الزمان) كما أن معرفة «النموذج الآخر» لم تعد خافية أو متخفية إلا على ممثليه. أما الإعلام الرياضي السوي، فشواهد تفاعله الأمين لا حصر لها، حتى في البطولة العربية كم كانت مساحات ابتهاجه وتحفيزه في أعقاب ذلك الفوز اليتيم الذي حققه المنتخب السعودي أمام منتخب الكويت، لكن أن يلي ذلك الفوز ما تلاه من انتكاسة بتعادل مع فلسطين وهزيمتين من ليبيا والعراق» ما الذي كان ينتظر من الإعلام الرياضي الأمين؟! •• منتخب المغرب الذي توج بلقب البطولة خاض مبارياته ووصل للنهائي، وحقق الكأس، دون جماهير، وكان المنتخب المغربي ومدربه تحت وطأة إعلامهم الرياضي الساخط، إلا أن ذلك لم يمت همم لاعبيه. أو يحبط روحهم القتالية الحية فحققوا الأهم وأسعدوا المهم. •• منتخب ليبيا الوصيف، والذي لو كان هناك كأس أخرى لاستحقها، ما الذي يمكن قوله في وصف نجومه الأشاوس، الذين لم يكن على لسان كل نجم منهم طوال تصريحاتهم بعد كل مباراة إلا التفاني من أجل تحقيق البطولة، من أجل ماذا؟! حتى نفرح بلادنا وشعبنا الليبي المناضل!!، ما الذي يمكن قوله لمدربهم «الوطني» عبد الحفيظ أربيش، ما الذي يمكن قوله لهذا المنتخب الهمام الذي غيب وحرم من كل شيء قرابة عامين. تحت جحيم الحروب والدمار والتشتت؟! بماذا حققوا ذلك التفوق؟! •• الأندية الرياضية: أقحمت في ولوج محيط الاحتراف، وقيل لها: هاكم اللوائح، وعليكم الإبحار، بينما وسائل الإبحار وعدته وعتاده ترك أمرها لمن «يسخرهم الله» لقيادة ونفع بعض هذه الأندية، أو لمن يسخر قيادة البعض الآخر منها لنفعهم ومنافعهم الشخصية، مما جعل كراسي رئاستها «مزادا» للكسب والتكسب وسط مسلسلات من المشاحنات. وفي نهاية كل مسلسل يغرق النادي بينما ينجو «البطل» بمغانمه ليأتي دور بطل جديد.. وهكذا يتواصل السيناريو ومن خلال ما يسمى «انتخابات» لا تصان ولا تحترم. •• وفي النموذجين ظل المال هو العامل المشترك، واللاعب هو محور المزاد والمزايدات بملايين لم يكن بعضهم يجيد كتابتها، ناهيك أن يحلم بامتلاكها، فأصبحت هي كل ثقافتهم وما حفظوه من لوائح الاحتراف، وأصبح المزايدون هم كل شغل اللاعبين وانشغالهم. فما الذي بقي فيهم للمنتخب غير أجساد، وإلا متى وأين سمعنا عن لاعب يعلن توقفه عن تمثيل منتخب بلاده ليتفرغ للعب لفريقه؟ والله من وراء القصد. تأمل: «ما عقب شرب الصبر والمر والعلقم شيء على طاري الفرقا يودينا» فاكس 6923348 !!Article.extended.picture_caption!!