قتل عشرات الأشخاص في غارات جوية وقصف ومعارك في سوريا، لا سيما في منطقة دمشق وفي محافظات الرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحمص (وسط)، في وقت سجلت مواجهات مسلحة بين مقاتلين من أكراد وقوات الأسد في إحدى مناطق الحسكة وأخرى بين المقاتلين الأكراد ومجموعات مسلحة معارضة في منطقة أخرى من المحافظة نفسها، في حين اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أمام القمة العربية الاقتصادية في الرياض أنه لا توجد حتى الآن «أي بارقة أمل» بنجاح مهمة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وقال العربي في كلمته «أجد نفسي مضطرا لأن أقر بأن جميع الاتصالات التي أجراها الإبراهيمي لم تسفر حتى الآن عن أي بارقة أمل لوضع هذه الأزمة على طريق الانفراج وبدء المرحلة الانتقالية التي تقررت منذ أكثر من ستة شهور». وأضاف «أضع أمام هذا المحفل طرحا ضروريا هو دعوة مجلس الأمن لأن يجتمع فورا ويصدر قرارا ملزما بوقف إطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سورية». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس عن مقتل 112 شخصا في مناطق مختلفة من سورية أمس. كما أعلن المرصد في بيان لاحق مقتل أكثر من 30 شخصا مساء أمس، في التفجير الانتحاري الذي استهدف مبنى يضم عناصر من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري في بلدة السلمية في محافظة حماة بوسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد مصدر رسمي سوري أن «التفجير الإرهابي الانتحاري تسبب بمقتل العشرات». وقال المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن 30 شخصا إثر تفجير رجل سيارة مفخخة أمام مقر للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام في معمل السجاد القديم في منطقة السلمية في ريف حماة الشرقي». ونقل عن مصادر طبية «وجود شهداء مدنيين»، مشيرا إلى أن «عدد الوفيات قد يصل إلى 50 وأن هناك عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطرة». وفي موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الطوارئ قولها أمس إن روسيا بصدد إرسال طائرتين إلى بيروت اليوم الثلاثاء لإجلاء أكثر من 100 من رعاياها من سورية. إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أن بعثة إنسانية من المنظمة الدولية زارت أمس مدينة حمص في وسط سورية وانتقلت بعدها إلى مدينة مجاورة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون بهدف تقييم الحاجات الإنسانية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي إن البعثة التي تمثل سبع وكالات إنسانية زارت حمص ثم عبرت إلى تلبيسة. من جهة ثانية، وصلت الدفعة الأولى من ست بطاريات صواريخ باتريوت سيرسلها حلف شمال الأطلسي لحماية تركيا من أي هجوم قد تشنه سوريا قادمة من ألمانيا بحرا أمس. سياسيا، أرجأت المعارضة السورية اتخاذ قرار بتشكيل حكومة في المنفى في انتظار ضمان التزام الأطراف المؤيدين لها بدعم هذه الخطوة، وقال المجلس الوطني، وهو أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن اجتماع الائتلاف الذي عقد أمس الأول في اسطنبول قرر تشكيل لجنة من خمسة أشخاص «لإجراء المشاورات مع قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر والدول الصديقة والشقيقة لاستكشاف آراء الأطراف حول تشكيل الحكومة المؤقتة ومدى الوفاء بالالتزامات الضرورية لعملها ماديا وسياسيا». وأوضح في بيان أن اللجنة ستعد تقريرها خلال عشرة أيام وتقدمه للهيئة العامة. وبين أعضاء أن اللجنة تضم رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا ورئيس المجلس الوطني سابقا برهان غليون. وينظر بعض أعضاء الائتلاف لتشكيل حكومة على أنه مصدر تهديد. والمحادثات التي بدأت السبت في اسطنبول هي ثاني محاولة للائتلاف لتشكيل حكومة وأبرزت الانقسامات داخل الائتلاف وأصبحت مصداقيته معرضة للخطر.