صعد النظام السوري قصفه امس بالطيران والمدفعية لمناطق في دمشق وريفها وقرب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، حيث تحاول المعارضة السيطرة على قاعدتين عسكريتين بعدما تمكنت الاسبوع الماضي من كسب المعركة للسيطرة على قاعدة تفتناز الجوية. كما استمرت المعارك بين مقاتلين اكراد ومن المعارضة في منطقة رأس العين القريبة من الحدود التركية. وتابع «الائتلاف الوطني» السوري اجتماعاته في اسطنبول، وذكر مصدر مشارك ان النقاش تركز على اعلان حكومة موقتة، في ظل خلاف على التوقيت والاسماء، وبينما طرح اسم رئيس الحكومة السابق المنشق رياض حجاب او وزير الزراعة السابق اسعد مصطفى لرئاسة الحكومة، اعترضت جهات اخرى بحجة ان من الضروري الحصول على ضمانات بالاعتراف الدولي بهذه الحكومة وتمكينها من اقامة موقع لها على الاراضي التي تسيطر عيلها المعارضة قبل الاعلان عنها. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 33 شخصاً قتلوا في معارك رأس العين، غالبيتهم من المعارضة في الاشتباكات الجارية منذ 48 ساعة بين مجموعات مسلحة ومقاتلين اكراد. ويشارك من جانب المعارضة مقاتلون اسلاميون من غير «جبهة النصرة» وآخرون من «الجيش السوري الحر». فيما ترتبط «لجان حماية الشعب الكردي» بالهيئة الكردية العليا التي يعتبر «حزب الاتحاد الديموقراطي» ابرز مكوناتها. وطالب المجلس المحلي في رأس العين في بيان امس الائتلاف الوطني والمجلس الوطني السوري والجيش الحر ب «الضغط على المسلحين لوقف هذه الحرب الاجرامية كونها تسيء لمبادئ وأهداف الثورة السورية». وتشير تقارير الى ان عدداً كبيراً من المقاتلين المعارضين يدخلون رأس العين من الاراضي التركية المحاذية للمدينة. وذكر سكان لوكالة «فرانس برس» ان الطرفين يستقدمان تعزيزات بالسلاح والرجال وحفر خنادق وتحصينات. وتركز القصف العنيف امس على مدينة داريا في ريف دمشق التي لا تزال اجزاء منها تحت سيطرة المعارضة، على رغم اعلان النظام اكثر من مرة انه يقترب من استعادتها. وترافق هذا القصف مع اشتباكات عنيفة وقصف الطيران لمناطق في دوما والغوطة الشرقية وعربين والزبداني، ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى لم تتأكد ارقامهم والى دمار كبير في الابنية والممتلكات. كما وقعت مواجهات بين قوات النظام والمعارضة في منطقة السبينة وفي محيط بلدة عقربا وبلدة مليحة وعلى اطراف مخيم خان الشيخ في ريف دمشق. من جهة اخرى خاض النظام معارك عنيفة مع المعارضة في محافطة ادلب. وتحاول المعارضة السيطرة على قاعدتين عسكريتين في وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان التي وقعت بيد المعارضة منذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. وكانت سيطرت في الاسبوع الماضي على قاعدة تفتناز الجوية في ريف ادلب، ما شكل ضربة قاسية للنظام في تلك المنطقة. وأوضح المرصد السوري ان المجموعات المقاتلة المعارضة تحاول قطع الامداد عن القاعدتين. وتعرض حي جوبر وبابا عمرو في مدينة حمص للقصف من قبل القوات النظامية. وفي محافظة الحسكة دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات النظام في محيط كتيبة تابعة لهذه القوات قرب من قرية كرزيرو شرقي مدينة الرميلان بريف الحسكة. وتحدثت انباء عن تراجع للقوات النظامية من المنطقة كما انشق 23 جندياً خلال ال48 ساعة الماضية. على صعيد آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قائد «لواء أحفاد الرسول» في دمشق وريفها النقيب «ابو علي» قتل في قذيفة صاروخية مصدرها القوات النظامية استهدفت منزله في ريف دمشق الجنوبي اول امس الجمعة. وتتركز عمليات هذا اللواء بشكل اساسي في أحياء دمشق الجنوبية وريف دمشق الجنوبي. واغتال مسلحون الشيخ خالد الهلال، عضو لجنة المصالحة الوطنية في محافظة درعا وثلاثة من مرافقيه على طريق الشهيب - تل اصفر. وشكل النظام بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية لجاناً للمصالحة الوطنية في مختلف المناطق في محاولة لاستيعاب الحركة المناهضة له.