أكَّد وزير الخارجيَّة التركي أحمد داود أوغلو أمس الجمعة أن النشر المحتمل لصواريخ باتريوت تابعة للحلف الأطلسي في تركيا على الحدود مع سوريا يرتدي طابعًا دفاعيًّا بحتًا وأنّه على روسيا ألا تقلق. وقال داود أوغلو: «إنه نظام دفاعي، لا داعٍ لقلق أيّ دولة وخصوصًا روسيا» وذلك في مؤتمر صحافي في أنقرة تلا لقاءه مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب. وأوضح الوزير أن بلاده لديها حدود بطول 900 كلم مع سوريا التي تشهد مواجهات بين النظام ومعارضة مسلحة وأنَّها تعرَّضت «لانتهاكات حدودية» من طرف دمشق. وأسفرت قذائف سورية سقطت في تركيا عن مقتل خمسة أتراك في الشهر الفائت مما أدَّى إلى رد الجيش التركي. وقال داود أوغلو: إن «تركيا قادرة على ضمان أمنها بقدراتها الخاصَّة وبقدرات الحلف الأطلسي». وتابع «روسيا تعلم جيّدًا أن صواريخ باتريوت دفاعية بحتة». في غضون ذلك أدان النظام الأسدي طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سوريا وذلك في أول رد فعل على التحرك الذي اتخذته أنقرة هذا الأسبوع. إلى ذلك اتفقت المجموعات الكردية الرئيسة في سوريا على تشكيل قوة عسكريَّة موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين في شمال شرق سوريا، بحسب ما أفاد أمس الجمعة ناشط كردي معارض. وقال ناشط قدَّم نفسه باسم هفيدار: إنّه «تم الاتفاق في إقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكريَّة كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرًا على أمنها». وأوضح أن القُوَّة «مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والمنشقين الأكراد الموجودين في إقليم كردستان». وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اشتباكات في الأيام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من «جبهة النصرة» و»تجمع غرباء الشام» ومقاتلين أكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق). وأدَّت الاشتباكات الخميس إلى مقتل تسعة مقاتلين بينهم ثمانية من جبهة النصرة وغرباء الشام ومقاتل من اللجان الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإِنسان، وذلك بعد أيام من مقتل 34 شخصًا جرَّاء اشتباكات بين الطرفين وقعت الاثنين في المدينة نفسها. ويتبع مقاتلو «لجان حماية الشعب الكردي» للهيئة الكردية العليا التي يُعدُّ حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، أبرز مكوِّناتها. وكان المرصد أفاد الخميس عن حشد متبادل بين الطرفين، مشيرًا إلى أن «جبهة النصرة» استقدَّمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل أبيض إلى الغرب من رأس العين، في حين استقدَّمت «غرباء الشام» أكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات، في مقابل نحو 400 مقاتل كردي.