انتقد محمد الحداد والد الطفلة رنيم، 12 عاما والغائبة عن الوعي منذ 20 يوما في مستشفى خاص، إثر مضاعفات عملية استئصال ورم خبيث في الدماغ، مديرية الشؤون الصحية في جدة، موضحا أن تصريحات المسؤولين في صحة جدة غير دقيقة حول نقلها إلى مستشفى الملك فهد العام بجدة. وبين والد الطفلة المريضة بقوله، «حضر مندوب من الصحة أمس الأول وطلب مني نقلها لمستشفى الملك فهد العام، فرفضت نقلها لأنني طلبت منهم مسبقا نقلها إلى المستشفى التخصصي أو الحرس الوطني، لأنها في حالة خطرة»، مشيرا إلى أنه سيعمل على علاجها على حسابه الخاص. ومناشدا في نفس الوقت إمارة منطقة مكةالمكرمة بالتدخل لعلاج ابنته. وأضاف أن القصة بدأت عندما دخلت ابنته رنيم في حالة صداع مستمر لمدة خمسة أيام، إذ لم تفلح المسكنات في تخفيفه، وأجرينا بعض الفحوصات الطبية التي لم تفلح في أي تشخيص رغم أن الصداع مستمر، فخضعت بعد ذلك للكشف بالرنين المغناطيسي الذي أكد وجود ورم كبير بنسبة 90 بالمائة ولا بد من الجراحة العاجلة لإنقاذها، وهي تحت المراقبة الطبية وربما قد تموت خلال 24 ساعة، وطلبوا مني الموافقة على إجراء العملية الجراحية وتوقيع الأوراق تحت ضغوط نفسية، اذ أوهموني أن ابنتي سوف تموت لمجرد العطاس، فاضطررت على الموافقة، وأجريت لها العملية وأبلغنا الطبيب أنها ستفيق خلال ساعة ولكنها دخلت في غيبوبة حتى هذا اليوم، كما أجريت لها عملية أخرى وهي قسطرة أثناء غيبوبتها وأخيرا أخبروني أن نبض القلب والحرارة والضغط عادية إلا أن جذع المخ لا يستجيب. وقال يوسف، جد الطفلة رنيم، إن لديهم خطابا بنقلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، لكن صحة جدة تقف عاجزة لعدم قبولهم الحالة، مشيرا إلى أن طبيبا في مستشفى عرفان أبلغهم أن رنيم متوفاة ولكنها تعيش على السوائل لوقت محدد فقط، وهذا ما أثار غضب العائلة ودفعهم لتقديم شكوى ضده لمدير المستشفى. من جانبه قال استشاري جراحة المخ والأعصاب والمشرف على العملية الدكتور نرمر محمد عزام، إن الطفلة رنيم دخلت المستشفى وكانت تعاني من صداع مستمر لأكثر من أسبوع، وبالرنين المغناطيسي اتضح وجود ورم خبيث وضخم، وتم شرح الحالة للعائلة والمضاعفات التي سوف تنتج عن العملية وتم أخذ الموافقة من والدها على ذلك، حصلت «عكاظ» على نسخة من الموافقة. وأضاف الطبيب أنه أثناء العملية حدث نزيف مفاجئ فاضطررنا إلى عمل جزء من الورم وتركنا جزءا آخر، ولكن الحالة تدهورت بعد 24 ساعة من نقلها، حيث توقف جذع المخ نتيجة انقباض في شرايين المخ وعدم وصول الدم مما أدى إلى توقفه تماما. مؤكدا أن والد الطفلة رنيم يعلم أن هناك مضاعفات للعملية بمقدار 20 بالمائة وهي نسبة عالية في العمليات، مشيرا إلى أن العائلة طلبت مناظرة عدة أطباء من خارج المستشفى وتم حضور ثمانية أطباء من مستشفيات حكومية وخاصة وهم استشاريو جراحة المخ والأعصاب الأطباء طارق درويش، أندرو وايلد، محمد أبو رمش، حسام قطب، السقاف، إسلام، مرمر عزام وجميعهم أكدوا أن العملية أجريت بطريقة سليمة ما عدا طبيب واحد فضل أن تجرى العملية بالاستئصال دون المنظار. وبين الدكتور عزام أن الطفلة لا زالت في غيبوبتها، والعائلة تتوهم بسبب الصدمة النفسية بوجود خطأ طبي وهي في الحقيقة مضاعفات ما بعد العملية وجراء الموافقة عليها. من جهته قال مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، «المريضة تم حجز سرير عناية مركزة وسيارة إسعاف لنقلها لمستشفى الملك فهد إلا أن والدها رفض النقل وطلب سريرا بمستشفى الملك فيصل التخصصي والمستشفى لا يتبع لصحة جدة إداريا». وكانت صحة جدة أصدرت بيانا أمس الأول جاء فيه، إن الطفلة رنيم خضعت من قبل استشاريين وأخصائيين لمتابعة حالتها بعد نقلها لمستشفى الملك فهد العام بجدة، كما أن فريقا متكاملا يدرس حالتها الصحية.