اكتسبت المملكة مكانة خاصة في العالم الإسلامي بخدمتها للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وخدمتها للمشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى. وتشرفت المملكة بتقديم التسهيلات والخدمات لضيوف الرحمن سنويا أثناء أدائهم لمناسك «الركن الخامس». هذه المكانة الخاصة وهذا الشرف العظيم حملتهما المملكة وساما على صدور أبنائها المخلصين الذين يقدمون كل عام الغالي والنفيس من أجل راحة حجاج بيت الله الحرام. وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين أركان الحج الأربعة وواجباته الثمانية اهتماما خاصا جدا ليتمكن الحاج من أداء فريضة الحج بيسر وسهولة. فعلى صعيد «أركان الحج» التي لا يكتمل الحج إلا بها، والتي منها: الوقوف بعرفات، طواف الإفاضة، والسعي. قامت المملكة بتسهيل الوصول والوقوف بعرفات وتشجيرها، وقامت بإنشاء ثلاث محطات لقطار المشاعر في عرفات لتيسير الوصول لقطار المشاعر من أي منطقة في مشعر عرفات، إضافة الى ترميم وتوسعة مسجد «نمرة»، وكذلك قامت بتوفير المواد الغذائية المجانية التي تقدم عبر مشاريع خيرية ضخمة للواقفين بين يد الله في عرفات الطاهرة. أما «السعي» الركن الرابع من أركان الحج، فقد بات سهلا بعد التوسعة العملاقة ولا يكاد يشهد زحاما على الإطلاق. ويشهد حاليا «صحن المطاف» بدء أعمال التوسعة الكبرى التي ستسهل لحجاج البيت والمعتمرين والطائفين «الطواف» الذي يعتبر ركنا من أركان الحج والعمرة، وستتيح لما يقارب من مئة ألف طائف في الساعة الطواف حول الكعبة بسهولة ويسر. أي أن الطواف سيستوعب أكثر من مليوني طائف في اليوم الواحد. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي (خاصة تويتر) سجالا ونقاشا حادا حول توسعة «المطاف» ظنا من البعض أنه ستتم إزالة «الرواق العثماني» بالكامل وهذا ليس دقيقا. والغريب أن هذا السجال تقريبا حدث إبان توسعة «المسعى»، والآن يدعو كل من يسعى بيسر وسهولة لمن قام بتوسعة «المسعى». وسيتكرر الدعاء الخالص بعد اكتمال «المطاف» الذي كان ضيقا ولا يتسع للأعداد الهائلة التي تقصد «الحرم المكي». ومصلحة المسلمين عامة مقدمة بلا شك على بعض الأفكار والمصالح الضيقة. وعلى صعيد «واجبات الحج» الثمانية التي إذا سقط شيء منها لا يفسد الحج ولكن تجب الفدية، فيعد أهمها على الإطلاق: «رمي الجمرات» الذي كان هاجسا مؤرقا عاما بعد آخر، وبات ولله الحمد أمرا ميسرا بفضل الله ثم بفضل وجهد وتخطيط وتنفيذ عقول وسواعد وطنية تستحق التقدير. فمشروع «جسر الجمرات» يعتبر بلا مبالغة أحد أعظم المشاريع الهندسية العملاقة على مستوى العالم الإسلامي. وهكذا كان «سعي» المملكة مشكورا وجهدها تجاه «الركن الخامس» ملموسا وظاهرا للعيان على كافة الجوانب المكملة للشعائر والمناسك، ومن أهمها أركان وواجبات الحج؛ بهدف تسهيل وتيسيير أداء فريضة ركن الإسلام الخامس لمن استطاع إليه سبيلا من حجاج بيت الله. ونسأل الله أن يوفق القائمين العاملين على خدمة ضيوف الرحمن في بيت الله المحرم دائما وأبدا. Twitter: @hishamkaaki