مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي - عمار الجبيري طابع معماري مميز للمسجد الحرام يعد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من أزهى عهود العمارة في المسجد الحرام بمكةالمكرمة على مر التاريخ، كما تعد النقلات المعمارية والتوسعة من أكبر ما شهده المسجد في تاريخه الممتد منذ أكثر من 14 قرناً. ويقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلماً إسلامياً شامخاً شاهداً على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين. وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزاً من حيث التصميم والتنفيذ، وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. توسعة عملاقة وتقنية هندسية عالمية وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرناً، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، إلا أن التوسعة الأخيرة للحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - شهدت تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً، حيث تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام، علاوة لإيمان المملكة العميق بأن عمارة المسجد الحرام وتطويره والإنفاق عليه أمانة ومسئولية. وحظيت منطقة الحرم المكي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز آل سعود - حفظه الله - بالنصيب الوافر من الاهتمام والمتابعة والبذل، فسجلت المشروعات العملاقة أكبر توسعة في تاريخ البلد الحرام، فوُظِفَ العلم الحديث والمعرفة التقنية والهندسية والمعمارية لخدمة هذه المشروعات العملاقة، ومنها مشروع جبل عمر الذي يشتمل على عددٍ من الأبراج والوحدات السكنية والأسواق والمراكز التجارية والمرافق العامة. أنفاق للمشاة ومشروع أنفاق المشاة الذي يربط الساحات الشمالية للمسجد الحرام بمنطقة جرول والذي يجري العمل فيه حالياً، وأنفاق المشاة التي تربط الحجون بالساحات الشمالية كذلك والجاري العمل بها حالياً، ويبلغ عدد العقارات المنزوعة لصالح المشروع 530 عقاراً، إلى جانب عددٍ من المشروعات التطويرية التي وجه خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها كمشروع طريق الملك عبدالعزيز الممتد من خط مكةالمكرمة - جدة السريع غرباً إلى منطقة جبل عمر، ويشتمل على مسجد الملك عبدالله وحديقة عامة إضافة إلى المرافق العامة، إضافة إلى مشروع تطوير منطقة الشامية ومشروع مستشفى أجياد الجديد وغيرها من المشروعات التي تجسد الاهتمام بتوفير الرعاية الشاملة لقاصدي هذه المدينة المقدسة لتكون مكةالمكرمة في مصاف العالم الأول ومدينة نموذجية في كافة المجالات. الساحات الجديدة أكثر من 400 ألف متر مربع ويجري العمل حالياً في تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام وسيكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد اكتمال مشروع التوسعة 400 ألف متر مربع تقريباً وبعمق 380 متراً، ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. أربعون ملياراً لصالح المشروع وتقدر القيمة المالية لأكثر من ألف عقار منزوع لصالح المشروع في مرحلته الأولى والثانية أربعين مليار ريال سيتم صرفها لأصحاب العقارات، فيما تواصل اللجان المكلفة بتقدير العقارات ونزع الملكيات أعمالها، وتواصل الفرق الفنية المكلفة بالتنفيذ أعمالها للانتهاء من المشروع في الوقت المخطط له. ازدياد الحجاج والمعتمرين وجاءت الموافقة السامية على مشروع التوسعة في وقت بلغت الحاجة إليها مع الازدياد المضطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين، الذين غصت بهم جنبات الحرم الشريف في أوقات وخصوصاً في رمضان والأعياد وموسم الحج، كما أن إزالة أكثر من ألف عقار لصالح مشروع تطوير ساحات المسجد الحرام سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للساحات المحيطة بالحرم، وتذويب التكدس العمراني الهائل الموجود حول منطقة المسجد الحرام المتركز في الجهات الشمالية والغربية وفي الجهة الشمالية الشرقية. تسهيل حركة المصلين كما يؤدي إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين ورواد بيت الله الحرام، وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين إضافة إلى تحسين وتجميل منظر شكل البيئة العمرانية بالشكل الذي يواكب التطور العمراني في هذا العصر، مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان. شبكة طرق مخصصة للمركبات ومن المقرر أن يضم المشروع هيكلة إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن ممرات المشاة وأخرى أنفاق داخلية، مخصصة فقط للمشاة، مزودة بسلالم كهربائية تتوافر فيها كافة معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية، وبعيداً أيضاً عن الحركة المرورية، بما يوفر مصليات جديدة واسعة لزوار بيت الله الحرام لأداء الصلاة فيها، ويسهم ذلك في حل الازدحام في أوقات الصلاة خاصة خلال موسم الحج والعمرة وكذلك شهر رمضان. مشروع سقيا زمزم يعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم الذي افتتحه - حفظه الله - في شهر رمضان 1431ه في منطقة كدي بمكةالمكرمة ضماناً لنقاوة مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية، إلى جانب تعبئته وتوزيعه آلياً. وبلغت كلفة المشروع 700 مليون ريال امتداداً لاهتمامه - رعاه الله - بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وذلك إتماماً لما بدأه مؤسس المملكة العربية السعودية وتبعه أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد - يرحمهم الله فيما حظيت المشروعات الحيوية التي نُفذت وتنفذ لعمارة وتوسعة المسجد الحرام باهتمام بالغ من ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -. ففي عهد الملك عبدالعزيز شهد المسجد الحرام العديد من الترميمات وترخيم عموم المسجد ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس، وعمل مظلات ثابتة على حاشية صحن المطاف وأطرافه ليستظل تحتها المصلون، مثبتة بالأروقة تنشر وتلف عند الحاجة، إلى جانب تبليط المسعى بالحجر الصوان المربع، لأول مرة في تاريخ المسجد الحرام منذ فرض الله تعالى الحج على المسلمين، ما كان سبباً في راحة الحجاج والمعتمرين وحمايتهم من الغبار والأتربة، وإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف والأروقة، وتجديد الألوان وإزالة التالف والحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، وتجديد سقف المسعى بطريقة فنية محكمة، وعمل باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة محلاة بآيات قرآنية نقشت بأحرف من الذهب الخالص، وإصلاح عضادتي باب الكعبة بالفضة الخالصة الموشاة بالذهب، وترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته ترخيمًا كاملاً. وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - امتدت مشروعات التوسيع والتطوير لتشمل تنفيذ عددٍ من المشروعات الحيوية مثل فتح شارع خلف الصفا لمرور المشاة والسيارات وفصلها عن شارع المسعى، وتركيب مضخة لرفع مياه زمزم، وإنشاء بناء خاص لسقيا زمزم أمام بئره، واستبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل عليه السلام بخمس أخرى نحاسية تضاء بالكهرباء، إضافة إلى الشروع في توسعة المسجد الحرام التي أمر بها الملك عبدالعزيز وبدئ العمل آنذاك بنزع ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها وتعويض أصحابها، وتضمنت هذه التوسعة بناء ثلاثة طوابق الأقبية، والطابق الأرضي، والطابق الأول مع بناء المسعى بطابقيه وتوسعة المطاف وصار بئر زمزم في القبو، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل. إلى جانب التعديلات الأخرى التي شهدها صحن المطاف في عهد الملك سعود، حيث أزيلت مبانٍ كانت تضيق على المصلين والطائفين مثل مظلة زمزم وباب بني شيبة والمقامات الأربعة وتحويل مجرى مياه السيول والأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني، وإحداث الميادين والشوارع ومواقف للسيارات ودورات للمياه ومواضع للوضوء قريبة من المسجد الحرام في جميع جهاته على أحدث نظام في ذلك الوقت، كما تم عمل سلم متحرك للكعبة المشرفة وكان مغلفًا بالفضة ومنقوشًا بالذهب، وترميم الكعبة المشرفة واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد وأبقى على السقف السفلي بعد ترميمه وتغيير الأخشاب التالفة فيه. وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله - تم مواصلة الإنجازات في توسعة المسجد الحرام وإكمال ما تم البدء بتنفيذه من مشروعات في عهد الملك سعود، يضاف إلى ذلك ما قام به الملك فيصل بتوسعة المطاف لزوار بيت الله الحرام وإزالة البناء القائم على مقام إبراهيم، ووضع المقام في غطاء بلوري، وبناء مبنى جديد لمكتبة الحرم المكي الشريف، إلى جانب بناء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود وتوسيع أعماله. وفي عهد الملك خالد - رحمه الله - استكملت مسيرة التطوير وإعمار المسجد الحرام المتجدد، فنظراً لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين من كل أرجاء الدنيا أمر الملك خالد بتوسيع المطاف في شكله الحالي وفرش أرضيته برخام مقاوم للحرارة مما زاد من راحة المصلين والطائفين في الظهيرة، ونقل منبر الجمعة والمكبرية، وتوسيع قبو زمزم وجُعل مدخله قريباً من حافة المسجد القديم في جهة المسعى، وأضيفت إليه الأقسام الرجالية والنسائية، وركبت صنابير لشرب الماء البارد، وجعل للبئر حاجز زجاجي. وتم في عهد الملك خالد أيضاً افتتاح مصنع الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث، وصنع باب للكعبة المشرفة بشكل بديع وبنفقات عظيمة، وصنع باب للسلم الداخلي للكعبة الموصل إلى سطحها وإزالة باب بني شيبة والمنبر الرخامي من المطاف، وتبليط المطاف كاملاً بالرخام الأبيض وتنظيف شامل لبئر زمزم. وفي عهد الملك فهد - رحمه الله - شهد المسجد الحرام المرحلة الثانية للتوسعة، حيث أمر بنزع ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام وتعويض أصحابها، إذ بلغت مساحة أراضي العقارات المنزوع ملكياتها 30.000 متر مربع وهيئت ساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها، إلى جانب تبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة لأداء الصلاة فيه، وقد بلغت مساحة السطح 61.000 متر مربع، يتسع لتسعين ألف مصلٍ وكان من قبلُ غير مهيأ للصلاة فيه، إضافة إلى إنشاء خمسة سلالم كهربائية لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول، كما تم بناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال، ووضع حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية. ويقع مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في الناحية الغربية بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبد العزيز، ويتألف مبنى التوسعة من القبو (البدروم)، والطابق الأرضي والطابق الأول، وقد صممت التوسعة بنظام التكييف الشامل، حيث تم عمل محطة للتبريد في أجياد وروعي في الأقبية تركيب التمديدات والقنوات الضرورية، وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن وفتحات أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد ومبنى التوسعة منسجم تماماً في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى. وقد أضيف في هذه التوسعة أربعة عشر باباً، وبذلك أصبح عدد أبواب المسجد الحرام (112) باباً بعضها يشتمل على ثلاث وأربع فتحات، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، والنوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط ومعدن مصقول بحليات نحاسية، وتم في هذه التوسعة إنشاء مبنى للسلالم الكهربائية في الشمال وآخر في الجهة الجنوبية وسلمين داخليين، وبذلك أصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام، كما أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام وهيئت للصلاة لا سيما في أوقات الزحام، وذلك بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة وإنارتها وفرشها، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات 88 ألف متر مربع. توسعة المسعى كما تم في عهد الملك فهد توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا، وتم هدم وإزالة بعض المباني حول منطقة المروة وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي والأول فيها لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع حتى صارت مساحة المنطقة (375) متراً مربعاً بدلاً من المساحة السابقة وهي (245) متراً مربعاً بالإضافة لتوسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة، وتم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. كما تم أيضاً توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا ويبلغ طوله سبعين متراً. تجديد غطاء مقام إبراهيم وتم ترميم الكعبة ترميماً شاملاً وتجديد غطاء مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، ووضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم عليه السلام وشكله مثل القبة نصف الكرة. وقد بدأت فكرة إيجاد ميادين وساحات حول المسجد الحرام في عام 1375ه حيث كان ضمن تخطيط التوسعة السعودية الأولى والعمارة الجديدة للمسجد الحرام إنشاء ميادين وساحات مكشوفة حول المسجد الحرام للاستفادة منها لأكثر من غرض سواء باستخدام سطح المساحة وعمقها أو استخدام السطح الأرضي كميادين تعطي للحرم بعداً جمالياً، وتستخدم في نفس الوقت لتخفيف الزحام وتأمين حركة المرور، وتوفير مكان لوقوف السيارات والاستفادة منها كأماكن لأداء الصلاة عند الذروة واستثمار الجزء التحتي سرداباً للأنظمة الخدمية، منها ما يحتوي على خدمات الحرم بما فيها أجهزة تلطيف الهواء وكذا حاويات سفلية لتجميع النفايات. وقد أنشئت في التوسعة السعودية الأولى ساحات في باب الملك عبدالعزيز وتبلغ مساحتها 10800 متر مربع، وفي ساحة باب إبراهيم وتبلغ مساحتها 7150 متراً مربعاً، وفي ساحة باب العمرة وتبلغ مساحتها 4900 متر مربع، وتقع مقابل باب العمرة وبها موقف للسيارات، وفي ساحة المسعى وتبلغ مساحتها 7000 متر مربع. كما أنشئت دورات مياه للحجاج حول المسجد الحرام في هذه الساحات بعضها تحت الأرض وبعضها بمستوى الشارع. وفي مخطط التوسعة السعودية الثانية ازدان المخطط بساحات وميادين فسيحة حول المسجد الحرام تميزت عن سابقاتها بالتنسيق وجمال المنظر وفسحة المكان، ما زاد منطقة المسجد الحرام بهاءً وجمالاً وقد تطلب إيجاد هذه الساحات إزالة كل المرافق الموجودة عليها وتحويلها وإيجاد مرافق أخرى جديدة تخدم الساحات بشكل أفضل، كما فصلت حركة السير بإنشاء أنفاق لتفريغ هذه المناطق للصلوات والمشاة، وقد زودت الساحات الجديدة بالإنارة المناسبة ووسائل النظافة المطلوبة حتى تظهر دوماً نظيفة طاهرة من أجل استخدامها للصلاة في أوقات الازدحام، وقد أدى هذا التغيير في بنية الساحات إلى إعادة صياغة المنطقة بشكل كامل. ساحة المسعى الشرقية والساحات التي أنشئت في التوسعة السعودية الثانية حول المسجد الحرام هي ساحة المسعى الساحة الشرقية وتبلغ مساحتها 46 ألف متر مربع وتقع شرق المسعى، وساحة السوق الصغير الساحة الغربية وتبلغ مساحتها 28 ألف متر مربع، وساحة الشامية وتبلغ مساحتها 14 ألف متر مربع وتمتد مقابل المسجد الحرام جهة الشامية. ويبلغ إجمالي مساحة كل الساحات حول المسجد الحرام 88 ألف متر مربع مزودة بمداخل واسعة تسهل الحركة والتنقل من وإلى المسجد الحرام، كما أنشئت بها عدة مداخل ومخارج أرضية تفضي إلى نفق السوق الصغير، وزودت هذه المداخل بسلالم ثابتة وأخرى متحركة لتسهيل الانتقال. دورات مياه وتصريف مياه السيول ومن المرافق المهمة التي أنشئت ضمن هذه الساحات دورات للمياه منها ما هو للرجال وما هو للنساء، إضافة إلى شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول وشبكات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات والمرافق العامة. مشروع قطار المشاعر كما نفذت المملكة العديد من المشروعات في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام، ومن أبرز وأهم هذه المشروعات مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي انطلق خلال حج العام الماضي في أولى رحلاته بين المشاعر المقدسة (منى ومزدلفة فعرفات) مروراً بجسر الجمرات، من المسار الأول عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 حاج، وصولاً عبر طريق الملك عبدالعزيز إلى مشعر مزدلفة. ويستمر القطار مرتفعاً عن الأرض إلى عرفات على الطريق رقم 3 لينتهي عند الدائري الشرقي في المحطة الثالثة بعرفات. وبانطلاق قطار المشاعر تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطوير، حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولاً عند الجمرات في حركة ترددية آلية بدون سائق، وقدرة استيعابية عالية، حيث ينقل 100 ألف حاج من جموع الحجيج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل خصوصاً في وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، بحيث ينقل حوالي نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط، في طاقة استيعابية تُوصف أنها الأعلى في العالم في حال اكتمال تشغيل القطار العام القادم بكامل طاقته الاستعابية. وعمل قطار المشاعر خلال موسم الحج الماضي بثلث طاقته الاستيعابية أي بنسبة 35%، بينما سيعمل في موسم حج هذا العام 1432ه بكامل طاقته الاستيعابية إن شاء الله تعالى. وينقل القطار ضيوف الرحمن عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة، وهو يسير على سكةٍ طولها عشرين كيلو متراً، تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تخلو الشوارع من دخول 35 ألف مركبة وحافلة إلى المشاعر، ويخف الضغط على حركة المرور، ما سينعكس على حركة السير في الطرقات وسيخفف من الازدحام والاختناقات المرورية، والاستفادة من المنطقة الخالية لسيارات الطوارئ والخدمات. يقف القطار في المشاعر في (9) محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر، حيث يوجد في كل مشعر ثلاث محطات اختيارية يبلغ طول الواحدة منها (300) متر، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، إضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، كما تضم تلك المحطات ساحات للانتظار بقدرة استيعابية تقدر ب(3000) حاج. وزودت المحطات بجميع وسائل السلامة وخدمات التبريد عن طريق ملطفات الجو، إضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج عن طريقها تباعاً. وقد شارك في اختيار مواقع المحطات جميع الجهات ذات العلاقة بما يضمن سهولة الوصول إليها وانسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن تواجد الحجاج المستهدفين بشكل سليم. تكلفة القطار 6 مليارات ويعد مشروع قطار المشاعر من أضخم مشروعات النقل في المملكة بتكلفة تتجاوز 6 مليارات ريال وستمائة مليون، وقد انتهى العمل من المرحلة الأولى لخدمة حجيج العام الماضي 1431ه، وعمل القطار بثلث قوته الاستيعابية بنسبة تشغيل تعادل 35%، منذ بداية مرحلته الأولى في التاسع من شهر محرم عام 1430ه. وجاء تصميم القطار بطريقة مرنة تكفل معالجة الازدحام، حيث يتكون جسم القطار من عشرين قاطرة، كل منها تسحب اثنتي عشرة عربة بطول 300 متر، وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قل مثيلها في العالم، كما تم تصميم محطات القطار لتكون مرتفعة أيضاً عن الأرض وتخدم بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات. وطبقاً للمواصفات والمقاييس الأوروبية في عدد الركاب، فالعربة الواحدة تتسع ل(250) راكباً 20% منهم جلوساً و80% وقوفاً، وتبلغ سرعة القطار من 80 إلى 120 كم في الساعة، ويحتوي كل قطار على كابينتين للقيادة آلية التحكم وثنائية الاتجاه. الاستغناء عن دخول 30 ألف سيارة ويسهم قطار المشاعر الاستغناء عن دخول 30 ألف سيارة إلى شبكة الطرق الداخلية، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما يخفف الضغط على شبكة الطرق ويسهم في حل مشكلة ازدحام السيارات في المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي الشريف. ويدخل قطار المشاعر منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتقدم، ضمن خطة تفويج دقيق ومنظم، بطاقة استيعابية كبيرة ما بين عرفات ومزدلفة ومنى، معززا آليات الحركة والتفويج والحركة بين المشاعر. وحددت سرعة القطار ب(120) كيلو متراً في الساعة، وبالتالي يصل زمن التقاطر ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق، ويمكن أن تقل إلى دقيقة ونصف الدقيقة، ويتوقف ذلك على سرعة حركة الركاب في الركوب والنزول من العربات. وتبلغ الطاقة الدنيا المتوقعة للقطار عندما يكون زمن التقاطر ثلاث دقائق والزمن المتاح ست ساعات 360 ألف حاج (20 قطار في الساعة × 12عربة ×250 حاجاً × 6 ساعات = 360 ألف حاج). فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية الدنيا المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر ثلاث دقائق والزمن المتاح ثمان ساعات 480 ألف حاج (20 قطاراً في الساعة × 12 عربة × 250 حاجاً × 8 ساعات = 480 ألف حاج). كما تبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر دقيقتين والزمن المتاح ست ساعات 540 ألف حاج (30 قطاراً في الساعة × 12عربة × 250 حاجاً × 6 ساعات = 540 ألف حاج). والطاقة الاستيعابية القصوى المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر دقيقتين والزمن المتاح ثمان ساعات 720 ألف حاج (30 قطاراً في الساعة × 12 عربة × 250 حاجاً × 8 ساعات = 720 ألف حاج). نقل خمسة ملايين حاج وكلما تسارعت حركة الحجاج في الصعود والنزول وضبط التفويج، كلما أمكن نقل ما يقرب من مليون حاج في الخط الواحد في عشر ساعات، فيما يمكن بالخطوط الخمسة المستهدفة بالمشروع نقل (5) ملايين حاج. وخصص قطار العام الماضي في مرحلته الأولى بنقل حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، عبر رحلة كاملة من التصعيد وحتى الانتهاء من الحج، كما بالإمكان استخدام القطار لنقل الحجاج الراغبين في أيام التشريق إلى المستوى الخامس من الجمرات. أما في المرحلة الثانية والأخيرة خلال العام القادم سيكون الخط المستقبلي الثاني بعد الخط الجنوبي هو الخط الذي يخدم وسط منى، ويستعمل للوصول إلى الحرم والمنطقة المركزية بترددية الحافلات وبالقطار مستقبلاً لتخفيف الضغط عن المنطقة المركزية، وستخدم هذه المرحلة حجاج الدول العربية وأفريقيا. على صعيد ذي صلة واجه القائمون على سكة قطار المشاعر صعوبات عدة خصوصاً فيما يتعلق بطبقات الأرض، وعامل الوقت الذي كان التحدي الأول، إلى جانب تضاريس الأرض المرتفعة جداً والمنخفضة، ومراعاة النواحي الاقتصادية في تكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة. ويشترط لركوب القطار شراء تذاكر لرحلة حج كاملة بقيمة (250) ريالا و(100) ريال للتنقل بالقطار يوم العيد، وأيام التشريق، وتباع التذاكر المسبقة لكامل رحلة الحج لفئات الحجاج المستهدفين لهذا العام، وللفئات النظامية، ولمنسوبي الجهات الحكومية، ولشركات حجاج الداخل من قبل وزارة الشئون البلدية والقروية. يلبس الحجاج بعد شرائهم التذاكر عن طريق حملات الحج المعتمدة من قبل وزارة الحج أسواراً بلاستيكية ذات ألوان متعددة، كل لون يشير إلى جهة العمل ومنطقة الوصول أو المغادرة. أسعار خاصة للقطارات وهناك مجموعة من الأساور الملونة مخصصة للمحطات الثلاث كل محطة لها لون مختلف عن الأخرى؛ المحطة الأولى تم تخصيصها باللون الأزرق، والمحطة الثانية اللون الأصفر, والثالثة اللون الأخضر. هذه الألوان الثلاثة ستستخدم في يد الحجاج عن طريق الأساور في معصم اليد، وتم اختيارها لسهولة عدم اختلاط الحجاج من محطة إلى أخرى، وفقاً لتحرك القطار عبر المحطات الثلاث, وهي وسيلة سهلة جداً لتفويج الحجاج إلى محطاتهم المختلفة عن طريق اختيار الألوان. أما اللون الرابع وهو (البمبي) - أزرق فاتح - ويعطى للحجاج غير المستهدفين الذين يرغبون في رمي الجمرات أيام التشريق, واللون الخامس هو البرتقالي وهو مخصص للمشرفين, ومجموعها خمسة ألوان ثلاثة منها خاصة بالحجاج المستهدفين هذا العام حجاج الداخل وحجاج مجلس التعاون الخليجي (الأزرق والأخضر والأصفر) واللون الرابع (البمبي) للحجاج غير المستهدفين فقط في أيام التشريق والبرتقالي مخصص للمشرفين. وتهدف هذه الطريقة إلى تنظيم التفويج وسرعة الدخول والخروج من البوابات وإلى المشاعر، ومراعاة للجوانب الأمنية لضبط ومراقبة التفويج، وفحص الركاب بدقة عن طريق منسوبي البلدية وبمساعدة الأمن العام على مداخل المحطات، ويمر كل راكب بجهاز آلي لفحص ومراقبة صلاحية التذكرة. ومن أجل دقة عمل التذاكر وضعت الجهات المسئولة أجهزة للكشف على كل الأساور الموجودة وتقرأ المزور منها. على جانب آخر، يتكون مشروع القطار من ثلاثة عناصر أساسية وهي سكة «مسار» القطار ومحطات والوقوف والتخزين، والعنصر الثاني القطارات والثالث التشغيل. أما المسار فهو عبارة عن سكة مزدوجة بطول (20) كلم ويبدأ من منطقة التخزين شرق عرفات، وينتهي بمحطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز جنوب منشأة الجمرات الحديثة بمحاذاة الدور الرابع، منها (18.5) كلم على جسر علوي، وهو عبارة عن مسار مرتفع عن الأرض، ومحمول على أعمدة أحادية وسط الشارع، عدا بعض المناطق التي تستقر على مرتفعات في أجزاء من منى ومزدلفة بطول إجمالي في حدود (1.5) كم. 1466 عموداً وتمتد عبر المشاعر المقدسة سكة القطار القائمة على (1466) عموداً تنتصب في الأودية وعلى سفوح الجبال مستخدمة (350.000م) مكعباً من الخرسانة في الجسور، وتم تنفيذ حوالي (52.500) طن من الحديد المسلح في الجسور، وتم تنفيذ عشرة تقاطعات خاصة عند الطرق الرئيسية بفتحات بعرض (70-50) متراً؛ لضمان انسيابية الطرق القائمة. أما المحطات فهي متوزعة في ثلاثة مواقع بعرفات ومنى ومزدلفة، حيث تم تصميم رصيف المحطة بحيث يشتمل على ثلاث مناطق منها ما هو مخصص للانتظار يفصل بينهما باب أوتوماتيكي، ومنطقة وصول من الجهة المقابلة. بالإضافة إلى ذلك يوجد محطة انتظار أخرى أسفل المحطة للمساهمة في تنظيم عملية تدفق وتفويج الحجاج إلى المحطات، ويبلغ طول المحطة (300م) تقريباً وملحق به مبنى الإدارة والتقنية في نهاية الرصيف، ما يجعل إجمالي الطول حوالي (340) متراً، ويبلغ متوسط عرض المحطات (36) متراً. ويوجد في كل محطة ستة منحدرات للدخول والخروج بعرض أربعة أمتار لكل منحدر، عدا محطة الجمرات الرئيسية التي يتم الوصول إليها والخروج منها بواسطة جسور يبلغ عرض الواحد منها حوالي (20) متراً، ومتوسط عدد المصاعد بكل محطة (16) مصعداً سعة كل مصعد (50) شخصاً. إلى ذلك فقد زودت جميع المحطات بأنظمة السلامة والحماية بما في ذلك سلالم ومخارج الطوارئ حسب أعلى المواصفات والمعايير الهندسية المطبقة في المحطات العالمية، كما زودت المحطة بالتكييف الصحراوي، ويتم تغطية المحطات بأسقف من مادة التفلون غير قابلة للاحتراق، وهي نفس المادة المستخدمة في مشروع خيام منى. أما محطة تخزين القطارات فتقع في نهاية مسار القطار من جهة عرفات وتبلغ مساحتها (630.000) ألف متر مربع، وتحتوي على مبنى للتحكم والصيانة والتشغيل والمبنى الإداري ومستودع تخزين القاطرات، وورش وسكن للعاملين ومحطة كهرباء الضغط المنخفض. القطار آلي التحكم وقد عُني المشروع بوسائل السلامة في القطار، بوصفه آلي التحكم إذ يتحرك بدون سائق، ما يضفي مزيداً من الأمن والأمان على الركاب، فيما سيكون هناك سائق للمراقبة والتحكم في حالات الطوارئ، بينما التحكم الآلي في القطار قادر على السيطرة تماماً على سرعة القطار والفرامل والأبواب. ويوجد في القطار نظام خاص لنقل المعلومات، والقادرة على تقديم المساعدة للسائق لرصد حالة القطار، كما زود القطار بمقياس لدرجة الحرارة في مقصورة الركاب بحيث لا تتجاوز 24 درجة مئوية. تضم مقصورة الركاب أجهزة عرض تقدمية للحصول على المعلومات الضرورية من مركز التحكم والتشغيل، كما توجد دوائر تلفزيونية بالقطار ووحدة تسجيل وإرسال وكاميرات للمراقبة، ونظام مراقبة وتحكم واتصال للتشغيل التلقائي للقطار. كما يمكن إجراء اتصال بين غرف التحكم بالمحطات والغرفة الرئيسية للتحكم مع مركز القيادة والسيطرة التابع للأمن العام بمشعر منى. وأبرز ما يدعم القطار بالمشاعر آلية التفويج المنظمة والمنضبطة بأعلى المواصفات العالمية من خلال الدخول والخروج وتنظيم الحشود بواسطة مستويات التذاكر التي توضع على معصم اليد لتوفر السرعة في الأداء وتلبي الدقة في موعد انطلاق القطار في دقيقته المحددة. اختصار عجلة الزمن في نظام تفويج الحجاج سوف تسهم آلية التفويج في اختصار عجلة الزمن في دقائق معدودة واختزال المراحل، حيث يتميز نظام التفويج بدقته وأمانه عن طريق أبعاد السلالم والمصاعد المتوافقة مع سعة القطارات، وتنظيم خدمة النقل بالقطار بما يتناسب مع أوقات الاستخدام حيث يتم النقل في أوقات الذروة (التصعيد والنفرة) بنظام المجموعات عبر ثلاث محطات مغادرة إلى ثلاث محطات وصول، أما باقي الأوقات فبنظام المترو العادي. ويتم العمل بنظام التفويج، والتحكم بالحشود على غرار ما تم في منشأة الجمرات الحديثة، وسوف يستخدم العدّ الإلكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتتم المراقبة بالكاميرات الحاسوبية الحرارية. ونال شكل عربات قطار المشاعر تصميماً يخدم أهداف التشغيل مماثلة لأغلبية أنظمة القطارات الحديثة على مستوى العالم، إذ تم اختيار شكل القطار بناءً على متطلبات السعة العالية لتحميل وتنزيل الركاب بوقت قياسي (5 أبواب) وأي شكل آخر لا يمكن معه تحقيق متطلبات هذه السعة، مع التصميم الداخلي الذي يتسم بالعملية أكثر. فما يتصل باللون تم اختياره من خلال لجنة مشكلة من الوزارة والاستشاريين المختصين، حيث إن الألوان لها علاقة بأذواق الناس، فبيّنت التجارب أن الناس تعتاد على الألوان المختارة بعد فترة زمنية. ويعتمد القطار على عدة جهات تشغيلية تشرف على سير القطار، فهناك تكامل بين وزارات الدولة والمؤسسات المعنية بذلك، حيث تعمل بشكل تكاملي خلال موسم الحج وتحت منظومة واحدة, فدور الأمن العام المحافظة على أمن المحطة بالدرجة الأولى, ويساعد على عدم دخول غير المستهدفين للمحطات. بينما تتولى الشركة المشغلة نقل الحجاج من المحطات وفي المصاعد ونقلهم إلى الدور الأعلى في المحطة ومن ثم القطار. ويتولى فريق التفويج ضمان خروج الحاج الذي يحمل الأسورة الصحيحة وتسليمهم إلى منطقة الشركة التي تتولى التصعيد وفق الجداول الزمنية المحددة. ويتوقع أن يتم تشغيل القطار بصيغته النهائية في مواسم العمرة، في شهر رمضان المبارك لإيصال المعتمرين والقادمين إلى مكة من محطات القطار والمواقف بجانبها إلى شارع الملك عبدالعزيز، ومنه إلى الحرم بالحافلات لتخفيف الازدحام على المنطقة المركزية بمكةالمكرمة. مساهمة الدفاع المدني على صعيد آخر ومن أجل متابعة سلامة الحجاج عند استعمال القطار فقد جند الدفاع المدني (12) فرقة لمتابعة مسار قطار المشاعر، تنتشر في محطات القطار لمتابعة سير القطار في منى ومزدلفة وعرفات؛ لمتابعة متطلبات السلامة, ونشر عدد من الوحدات التي تم تدريبها في محطات القطار بالمشاعر. وتعد الفرق المخصصة لقطار المشاعر وحدات متخصصة, اجتازت دورات تدريبية في التعامل مع حوادث القطارات, إضافة إلى إمكانية دعم هذه الوحدات لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة الحجاج من مستخدمي القطار, متى كانت هناك حاجة لذلك. في الاتجاه ذاته تم نشر أكثر من 250 من ضباط وأفراد وحدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف في المناطق الخاصة بقطار المشاعر داخل مشعر عرفة, تتولى مسؤولية محطات القطار ومخارج الطوارئ وذلك بالتنسيق مع الشركة المشغلة للمشروع, وتم تصميم شبكة الإطفاء بعرفات، وتصميم شبكات الإطفاء بعرفة من مأخذ المياه بالقرب من مسار القطار داخل عرفة, وكذلك في خطة انتشار دوريات السلامة والوحدات الإسعافية. وتتمركز فرق الدفاع المدني على جانبي مسار قطار المشاعر أثناء دخوله إلى مشعر مزدلفة، وكذلك في محطة القطار بالمشعر. وأعد الدفاع المدني خطة معايير للسلامة منذ بداية سير القطار تشمل تطبيق إجراءات السلامة في استخدام الحجاج للقطار بما يحول دون مخاطر التدافع والزحام, وكذلك حالات انقطاع التيار الكهربائي وتوقف القطار أو تعرض مسار القطار للسيول. وتتضمن معايير سلامة الحجاج وضع خطط وقائية لتفادي حدوث تكدس أو زحام شديد, أمام البوابات والمداخل، إلى جانب تفقد سلامة المحطات ومخارج الطوارئ بما في ذلك المحطات التي لم يتم تشغيلها بعد في عرفات التي يمكن استخدامها لتفادي الزحام, حيث تم نشر أكثر من 60 رجل دفاع مدني بكل محطة, تحت إشراف مشرف من ركن السلامة. ويعد مشروع قطار المشاعر المقدسة أمنية كل حاج سواء كان مواطناً من داخل المملكة أو من خارجها سيستفيد منه الحجاج النظاميون التابعون لمؤسسات الحج الداخلي والخليجي ومستقبلاً الخارجي، كما أن القطار سيعمل في موسم حج هذا العام، وبعدها يعمل على مدار العام. ربط قطار المشاعر بقطار الحرمين ومن المؤمل أن يكون هناك شبكة ربط بين قطار المشاعر وقطار الحرمين عبر منظومة متكاملة من شبكة القطارات تلتقي عند المسجد الحرام إن شاء الله تعالى، وتتوزع منه إلى المدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، رغم أن قطار المشاعر المقدسة من قطارات المترو، ويختلف عن القطارات التي سوف تستخدم في قطار الحرمين الشريفين. الجدير بالذكر أن قطار المشاعر المقدسة تتولى تصميمه شركات عالمية متخصصة مثل شركة سيسترا وايجزريل الفرنسية، وأتكنز ولويدز وريجستر الإنجليزية، وأشرف على التنفيذ دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية بالتضامن مع المؤسسة الاتحادية الفيدرالية الألمانية للسكك الحديدية DBL. أما المقاولون العاملون على المشروع فهم الشركة الصينية للسكك الحديدية CRCC، وبومباردية الكندية لتصنيع محركات القطارات، وسينمس الألمانية لتنفيذ أعمال الطاقة الكهربائية ومحولات القطارات، وتاليس الفرنسية الكندية لتنفيذ أنظمة الاتصالات والمراقبة التلفزيونية والتحكم، وستين هاوس الإنجليزية لتنفيذ بوابات المحطات المؤدية للقطارات، وكنور الألمانية لتصنيع كوابح القطارات، وskf الألمانية لتصنيع وحدات دوران عجلات القطار، وأوتيس لتصنيع وتنفيذ المصاعد والسلالم الكهربائية، وفوسلو الألمانية لأعمال عناصر تربيط قضبان القطارات. وسيتم تشغيل وصيانة المشروع من قبل مقاول المشروع لمدة ثلاث سنوات تحت إشراف الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية بوزارة الشئون البلدية والقروية والجهات المعنية بنقل الحجاج مثل إمارة منطقة مكةالمكرمة، ووزارة الحج، ووزارة النقل، والأمن العام. مشروع جسر الجمرات ومن المشروعات التي تم تنفيذها بالمشاعر المقدسة مشروع جسر الجمرات وتطوير منطقة الجمرات والذي بلغت تكاليفه أكثر من 4مليارات و200 مليون ريال ويتكون من أربعة أدوار، وقد ساهم مساهمة فعالة في تسهيل وتيسير رمي الجمرات والقضاء على ظاهرة الازدحام والتدافع عند رمي الجمار، وقد تمت الاستفادة منه بالكامل خلال موسم الحج الماضي. ومن المشروعات التي تم تنفيذها في المشاعر المقدسة مشروع الخيام المطورة، ومشروع إنشاء دورات للمياه وشبكة للطرق وشبكة إنشاء خزانات لسقيا الحجاج ولإطفاء الحريق وتسوية وتهذيب مسطحات عرفات ومنى لزيادة الطاقة الاستيعابية، وإنشاء خزانات لسقيا ضيوف الرحمن وإنشاء العديد من الجسور والأنفاق لتيسير وتسهيل الحركة المرورية وتسهيل تنقلات الحجاج من مشعر لآخر دون عناء أو مشقة، وغير ذلك من المشروعات الحيوية التي حرصت المملكة على تنفيذها لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وأنفقت عليها مليارات من الريالات إيماناً من ولاة الأمر - حفظهم الله - واستشعاراً منهم بأن خدمة الحجاج وقاصدي هذه الديار المقدسة شرف عظيم ونعمة أنعم الله بها على قادة وشعب المملكة. ولن تتوقف هذه المشروعات، ففي كل عام يشاهد القادم إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة العديد من المشروعات الجديدة التي تضاف إلى سابقها من المشروعات التي أنجزت ونفذت سواء في مكةالمكرمة أو المشاعر المقدسة.