الحمد لله الذي جعل للإنسان مواسم خير يتزود فيها من التقوى والإيمان والحمد لله القائل في محكم التنزيل " وأذن بالناس في الحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍ عميق " الآية. أنه موسم الحج موسم الخيرات والدعوات .. موسم يتكرر في العمر مرة واحدة فقط .. فيجب أن تؤدى الشعيرة رقم خمسة في اركان الاسلام وفقاً لمناسكها التي أوجبها الله تعالى. اقبلوا الى الله زرافات ووحدانا... بمختلف مشاربهم وسحناتهم والسنتهم، وتوجهاتهم، ووجهاتهم الجغرافية واوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ..الخ، يلبسون زيا موحدا ويرددون ادعية موحدة ان لبيك اللهم بحج مبرورا .. اعداد تتزايد كل عام وتحتاج الى مقدرات مالية وبشرية وتنظيمية هائلة والتزام متجدد لمقابلة هذه الاعداد المتزايدة التي لا تنقطع على مدار العام من عمرة الى حج الى عمرة.. وكان للمملكة شأن كبير في مقابلة هذا الالتزام والايفاء به بصورة تدعو الى العجب والاعجاب. إن المتأمل لجهود المملكة العربية السعودية في المشاعر المقدسة تبهر العالم عاماً بعد آخر .. مشروعات تطويرية مستمرة على طوال الأزمان رغبة في الأجر والمثوبة من الله العلي القدير وطمعاً في تيسير أداء هذه الشعيرة لضيوف الرحمن بيسر وسهولة .. جهود مباركة تتنوع بتنوع الأصقاع والمشاعر فتوسعة بالحرم المكي لرفع الطاقة الاستيعابية للطائفين وأخرى في الجمرات وثالثة في منى ورابعة في مزدلفة وخامسة في عرفات .. وغيرها في مختلف المجالات .. جهود تتكرر ومشروعات تنمو وتزدهر في كل عام بعيداُ عن الكلل والملل .. نعم إنها طموحات قيادة رشيدة تسهر لراحة ضيوف الرحمن من كل بقاع الأرض وتبذل الغالي والنفيس خوفاً من التقصير في خدمة زوار البيت العتيق .
من يتابع جحافل الحجيج تقف في المشاعر المختلفة يأمل في أن يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً مؤدين شعيرتهم بكل طمأنينة وراحة ، كما يأمل في أن يتقبل الله منهم صالح أعمالهم ودعواتهم .. إضافة إلى أن الأمنيات دوماً تتوق إلى تأدية فريضة الحج عاماً بعد آخر .