أعرف أن القيادة الإيرانية بكل عناصرها السياسية والاقتصادية والعسكرية تدار من قبل المرشد الأعلى وكل ما يصدر عن هذه القيادات هو بأمر المرشد الأعلى الذي يتحمل مسؤولية أهداف ثورة الخميني المحددة مبكرا وأول تلك الأهداف بناء قوات مسلحة والثاني تصدير الثورة (المذهب الشيعي). اللافت أن التنمية التي كان الشعب الإيراني أكثر احتياجا إليها لم تكن ذات أهمية ولم تكن كهدف. بدأت إيران بناء قواتها المسلحة ودفعت في سبيل ذلك معظم ثروتها وقد يكون أنها حققت ما تصبو إليه ولكن ليس بالدرجة التي قال بها الإعلام والتي على إثرها ضرب الغرور القيادة الإيرانية. وهذه إحدى جرائم الإعلام التي لم تدرك بها إلا بعد أن يأتي الخطر. وازداد الغرور ودفع بها إلى السلاح النووي وما يدور حوله الآن معروف للجميع. أما الهدف الثاني تصدير الثورة (المذهب الصفوي) فقد بدأت بزرع هذا المذهب في أكثر من دولة عربية علما أنه لم يكن له وجود فيها وذهبت إلى الأقلية الشيعية التي تعيش في بعض الدول التي تعيش فيها بأمن وسلام. إيران ذهبت من أجل هذين الهدفين في كل اتجاه وبذلت خيرات شعبها لتحقق ذلك، وبكل أسف بذرت ما يحتاجه الشعب الإيراني، وكلما تمادت حققت عداء شعوب المنطقة التي كانت تأمل أن تشكل معها إيران قوة أمن وسلام للمنطقة بكاملها. ودون أن تشعر إيران بأهمية استقرار المنطقة بدأت بتصدير ثورتها في محيطها الإقليمي مكونة حزب الله في لبنان وفي اليمن أوجدت ودعمت الحوثيين الذين لم يتركوا لليمن وقتا للاستقرار.. ومبكرا ذهبت إلى سوريا وتوثقت علاقتها مع النظام ومع علمنا بتلك العلاقة إلا أن الترابط بهذه الصورة لم يظهر إلا مع بداية ثورة الشعب السوري لتكون شريكا في المجازر التي حلت بمواطني سوريا. ودون وجل اندفعت القيادة الإيرانية لدعم النظام السوري بكل وسائل الدعم ودفعت علنا بقوة من فيلق القدس ليشارك النظام في قتل الشعب السوري. وبعد تطور الأوضاع واشتداد المقاومة ظهر المرشد الأعلى علي خميني يعلن دعوته لما بقي من فيلق القدس لمن هم موزعون في العالم ليدفع بهم إلى سوريا.. وهنا أسأل المرشد الأعلى هل قدرتم اتساع مساحة الأحداث وهل ضمنتم سلامة كيانكم ؟، فالبلاء يبدأ صغيرا ويأتي الأشرار ليجعلوا منه شرا مستطيرا.. إنني أدعو الله أن يبعدنا عن الشر وعمن يأتون به.