في خطوة جديدة للقضاء على ارتفاع أسعار المواشي التي تشهدها الأسواق حاليا، ابتكر مواطنان في المنطقة الشرقية مزادا أطلقا عليه اسم «مزاد التسامح» تيمنا بالحديث النبوي (رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى)، وانطلاقا من القاعدة المعروفة « تسامح البائع والمشتري أساس لاستمرار التجارة». وأوضح ل «عكاظ» مؤسس المزاد أبو الحسن أن هذه الفكرة كانت تراوده منذ ثلاثين عاما، وتميز فيها فعليا منذ سنتين، حيث استفاد منها في تمضية الوقت مع من يمارسون هذه التجارة، وفيها خير وبركة. وقال «ساعدني على التأسيس أحد أقاربي أبو علي ودعمني في ذلك صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية. حيث يحرص مربو الماشية والمهتمون بتجارتها على الحضور أسبوعيا إلى مزرعة على طريق (أبو حدرية) الدولي وفيها مخيم، حيث يقام هذا المزاد الأسبوعي كل أحد وجمعة، في بيع وشراء مختلف الأنعام، وهناك مزاد شهري يقام كل شهر، وما يميز كل المزادات أنها تجمع جميع الطوائف في مكان واحد « بيع وشراء وتعارف ومحبة بين الجميع» كما يحرص على حضور المزاد أشقاء من دول الخليج كافة. وعن طريقة المزاد قال أبو الحسن إنها تقوم على حضور التجار قبيل صلاة المغرب، والتسجيل باسم وعدد الحيوانات المراد بيعها، إضافة إلى حضور من يرغب الشراء إلى المجلس، وبعد صلاة المغرب يبدأ المزاد بإدخال البهائم واحدة أو مجموعات حسب كل مالك، حيث تكون بطريقة القرعة منعا للحرج، وتستمر المزايدة بعد ذلك حتى يصل السعر إلى مستوى معين ومعقول، وللبائع بعد ذلك الخيار في إمضاء البيعة، أو رفضه إذا لم يكن السعر مقنعا بالدرجة الكافية. مشيرا إلى أن هناك رسما قدره عشرون ريالا على الأغنام، وثلاثون للرخول والنعاج الدوافع. تؤخذ فقط في حال تم البيع. مبينا أن هناك مزادا كبيرا يقام أول خميس من كل شهر هجري، يتجاوز حضوره المئتي شخص أحيانا، منهم من دولة الكويت، إضافة للزوار من مختلف القرى والهجر المحيطة.