ينشط مربو الماشية والمهتمون بتجارتها في الحضور أسبوعيا إلى مزرعة»أبوالحسن اليامي» على طريق (أبوحدرية) الدولي، حيث يقام مزاد (التسامح) الأسبوعي كل أحد وجمعة، في بيع وشراء مختلف الأنعام. وتقوم طريقة المزاد على حضور التجار قبيل صلاة المغرب، والتسجيل باسم وعدد الحيوانات المراد بيعها، إضافة إلى حضور من يرغب الشراء إلى المجلس، وبعد صلاة المغرب يبدأ المزاد بإدخال البهائم واحدة أو مجموعات حسب كل مالك، حيث تكون بطريقة القرعة منعا للحرج.وتستمر المزايدة بعد ذلك حتى يصل السعر إلى مستوى معين ومعقول، وللبائع بعد ذلك الخيار في إمضاء البيعة، أو رفضها إذا لم يكن السعر مقنعا بالدرجة الكافية.يقول أبوالحسن وهو أحد التجار» إن هذه الفكرة بدأت معي منذ ثلاثين عاما، وبها بركة وخير، وتميزت فيها فعليا منذ سنتين، حيث أستفيد منها في تمضية الوقت مع أحبابي ممن يمارسون هذه التجارة، وهناك رسم قدره عشرون ريالا على الأغنام وثلاثون للرخول والنعاج الدوافع، آخذه فقط في حال تم البيع»، مبينا أن هناك مزادا كبيرا يقام أول خميس من كل شهر هجري، يتجاوز حضوره المائتي شخص أحيانا، منهم من دولة الكويت، إضافة للزوار من مختلف القرى والهجر المحيطة، منوها بأنه اختار له هذه التسمية، تيمنا بحديث (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى)، وتسامح البائع والمشتري أساس لاستمرار أي تجارة. ويحرص جاسم الدحيم والذي يعمل في شركة أرامكو على حضور المزاد كل فترة بصحبة ابنه، مشيرا إلى اختلاف الربح، فقد يتجاوز مكسبه في الرأس الواحد مائة ريال، وأحيانا برأس مالها أو مكسب بسيط جدا.أما سعد القحطاني والذي يحضر من حي الثقبة فيقول إنه يجد في هذا المزاد متعته هو وأبناؤه، مبينا أن لديه (حوش) – مكان تجمع فيه الحيوانات – في منطقة «غونان» إلا أنه يفضل هذا المزاد لما فيه من خير كثير لمن يرغب في التربية أو البيع، فيشتري منه أحيانا إذا ناسبه السعر، ويبيع فيه كلما احتاج إلى المال.ويعتبر الكثيرون هذا المزاد فرصة لاقتناء اللحوم الحمراء بسعر (قد يقل قليلا) عن سعر السوق، مع الأخذ بالاعتبار مشورة الموجودين في جودة وصحة الماشية، وسلامتها من العيوب، وهذا ماقد لايتوفر في سوق المواشي المركزي.