طالب عدد من المسنين والمسنات والمطلقات والأرامل الملازمين للأربطة الخيرية بجدة، بشمولهم بالتأمين الصحي والخدمات الصحية الشاملة لمواجهة الأمراض، التي تداهمهم نتيجة مرحلة الشيخوخة. وكشفت جولة واحدة نفذتها «عكاظ»على الأربطة في جدة، للوقوف على حال هذه الفئة الغالية على مجتمعنا، كشفت مدى معاناة ساكنيها، من الحرمان وافتقادهم للحنان، فلا أحد يزورهم إلا فيما ندر، مأواهم غرفة ضيقة في مبنى متهالك يشكو عوامل الزمن ويفتقر للخدمات، متاعهم أسرة صغيرة وأغطية بالية وأوعية طبخ متناثرة هنا وهناك، يقتاتون بما يجود به المحسنون ويشكون أمرهم لله. وتحدثت عيشة سمكري أرملة في السبعين من عمرها نزيلة في أحد الأربطة بمنطقة البلد، تسكن وحيدة بإحدى غرف الرباط قالت «لا أريد أن أتحدث عن معاناتي فيكفي ماعانيت منه منذ أن دخلت إلى هذا الرباط، ونحن لا ننكر المعروف فهناك الكثير من المحسنين الذي يغدقون علينا بكرمهم، ولكننا نريد رعاية صحية شاملة لأن الكثير من المسنين يعانون من الأمراض المزمنة»، وأشارت السمكري إلى أنها تحتاج لأمور عدة هنا منها المكيف والثلاجة وبقية الأجهزة الكهربائية وتغيير السرير الذى تنام عليه لاسيما وأنها مريضة بالمرض (الخبيث) في الرئتين. من جهتها قالت س، م، «إننا كمسنات وأرامل ومطلقات نحتاج لرعاية صحية متواصلة فكثيرات منا لا تقوى على الذهاب إلى المستشفيات من أجل العلاج بسبب الظروف الصحية والمعيشية التي نعانيها»، مشيرة إلى نقص حاد في المتطلبات المعيشية داخل الرباط كافة وعلى رأسها الدواء حتى الأجهزة الكهربائية الأساسية. وتتفق معها أم محمد التي فقدت ابنها وزوجها وجاءت إلى الرباط الذي احتضنها، تقول: نحن كمسنات داخل الأربطة نعاني من الأمراض خصوصا أمراض الشيخوخة، بعد سن الستين، آلام في المفاصل وضيق في التنفس وقلة الحركة، فهناك من يحتاج إلى الدواء والمتابعة الصحية المستمرة، وأضافت: إنني أشعر بآلام في الليل وأثناء النوم خصوصا في المفاصل.