هي من مظاهر التكافل الاجتماعي ومن أنواع الصدقة الجارية، ولكنها تفتقر لأبسط الخدمات ومقومات الحياة الكريمة.. إنها الأربطة الخيرية المخصصة للارامل والمطلقات، التي أجبرتهن الظروف للتواجد بهذه المساكن التي شيدت قبل عشرات السنوات وقد لا تناسب كبيرات السن والمريضات ولا تتوفر بها وسائل السلامة كطفايات الحريق وغيرها وأيضا لا أحد يسأل عن من يسكنها، وكأنهن منبذوات ومحكوم عليهن بالموت داخل تلك الأربطة الرديئة. والسكن في تلك الأربطة المتهالكة ليس مجانًا كما يظن البعض، حيث تؤكد احدى النزيلات أنها تدفع مبلغا شهريا للمسؤول عن الوقف وقدره 150 ريالًا أي ما يعادل 1800 ريال سنويا، ولكنها الآن لم تستطع الدفع لذلك هي مهددة بالطرد من تلك الشقة المتهالكة. وتضيف: من لا يدفع يستخدمون معه طرقًا لا إنسانية وتتمثل في قطع الماء والكهرباء عن شقته حتى يتضرر ويخرج مرغمًا مع أن أكثر سكان تلك النزل هم من كبار السن والفقراء والمرضى، وقد تجبرهم ظروفهم على التأخر في الدفع. وأكدت أنهن يتحملن تلك المعاملة لأنهن لا يجدن مكانًا للذهاب له فيتحملن الحر والظلام والحرمان من الماء مقابل تلك الشقق المتهالكة. والغريب والعجيب أن هناك من يتاجر بآلام النزيلات.. فإحدى القنوات الفضائية طلبت من إحداهن التصوير لتحكي عن الوضع مقابل مبلغ كبير قيل انه 200 ألف ريال إلا أنها صورت بالفعل ولم تتقاض ريالًا واحدًا من تلك القناة. “المدينة” وقفت على معاناة تلك السيدات وقامت بزيارة لبعض الأربطة في مكةالمكرمة لنتفاجأ بتلك الحالة التي وصلت لها هذه الأماكن. في البداية التقينا أم وليد وهي أرملة تسكن الرباط منذ 8 سنوات تقول إنهن يعانين من شح الخدمات وتكبد معاناة سداد فاتورة الكهرباء وسحب الصرف الصحي ونظافة الرباط والأخيرة تتوزع بين قاطنات الرباط فلا نجد من يوفر لنا بيئة نظيفة، خاصة أن أغلب النزيلات هنا هن من كبار السن، التي يصعب عليهن تدبر امورهن بمفردهن. وتشير فاطمة إلى أنها تعاني من الضغط والسكر وبعض مشكلات المعدة في ظل انعدام الخدمات الصحية وتوفير عيادة لنزيلات. كما تعاني من قلة الدخل المادي ولبلوغها العقد الخامس من العمر فهي غير قادرة على العمل أو إيجاد مصدر دخل يضمن لها عيشًا كريمًا. وتقول إنها لا تستطيع حتى القيام بنظافة شقتها الصغيرة المكونة من غرفة وصالة ودورة مياه ضيقة ومتهالكة فكان واضحًا رداءة المسكن وتهالك جدرانه. وتؤكد فاطمة أنهن لا يتلقين أي معونة من الجمعيات الخيرية أو زيارات من موظفات وزارة الشؤون الاجتماعية وأنهن معزولات عن العالم. غير صالح للسكن واتجهنا الى رباط آخر لا يقل سوءًا عن سابقه فكان واضحًا من مظهر الرباط الخارجي ومدخل العمارة أنه غير صالح للسكن وتكدس القمامة أمام المدخل قد يتسبب في تفشي الأمراض بين كبيرات السن التي يقطن ذلك الرباط. والتقينا إحدى النزيلات وهي امرأة مطلقة وتدعى أم قاسم كانت تشتكي من تدني الخدمات ومنزعجة من تكدس المخلفات على السلالم وأمام المدخل مما يصعب على الكبيرات الصعود بسهولة وهي نزيلة منذ 19 عامًا وأفراد أسرتها 9 أشخاص يعيشون في ثلاث غرف فقط وضيق ذات اليد حرم أبناءها من مواصلة تعليمهم فتوقفوا عند المرحلة الثانوية لذلك لم يجدوا اعمالا تقبل تلك الشهادة المتدنية فبقوا عالة على تلك المطلقة. من ثم استوقفتنا حالة تلك العجوز المريضة، التي تبلغ من العمر 75 عاما وتعاني من مرض السرطان وهي تسكن الرباط منذ 19 عاما. وكانت تعاني من مصاريف العلاج الباهظة، التي لا تستطيع توفيرها وايضا فواتير الكهرباء التي أثقلت كاهلها فهي امرأة فقيرة ومسنة وتعول 6 اشخاص هم ابناؤها. وتعاني هي وأبناءها من تكدس القمامة امام الشقة المخصصة لها وعلى السلالم وفي المداخل التي لا تجد من يعتني بها. وتقول عائشة حسن وهي أرملة وتعاني من ارتفاع في الضغط وتعول 9 أبناء، مما صعب مهمتها وحملها همًا فوق همّ الوحدة والمرض مع أنها كانت امرأة قنوعة وتظهر عليها ملامح الرضا إلا أن حال الرباط يحتاج للاهتمام وتوفير بعض الخدمات لهذة الفئة. خديجة محمد أو أم احمد تلك الارملة صاحبة العقد الرابع وهي نزيلة منذ 12 عاما وتعيش في ثلاث غرف هي وأبناؤها ال 12 كانت تعاني من تدني الدخل، خاصة أن عدد افراد اسرتها كبير جدا وهي امرأة غير عاملة وتعتمد فقط على راتب التقاعد لزوجها المتوفي الذي لا يزيد على ألفي ريال. وهي كغيرها من قاطنات الأربطة مستاءة من انعدام النظافة وسداد فواتير الكهرباء وتحمل إصلاح أي عطل داخل ذلك الرباط. وفي رباط آخر لا يقل بؤسًا عن سابقيه التقينا بإحدى النزيلات وتدعى أم ياسين لم يمض على تواجدها سوى ثلاث سنوات فقط ولكنها امرأة مسنة ومقعدة وتحتاج لتوفير الكثير من الخدمات فهي مصابة بانزلاق في الظهر واحتكاك بقدميها، بالإضافة إلى الضغط والسكر ومصاريف العلاج باهظة وتلك السيدة ليس لديها مصدر دخل وتقول إنها منذ تواجدها لم تر أي زيارة للجمعيات الخيرية أو المسؤولين عن الوقف والغريب انها لاتعرف شيئًا عن جمعية حقوق الإنسان. تشققات في الأسقف والجدران وفي مكان آخر وجدنا تلك السيدة التي تقطن شقة متهالكة وتظهر عليها اثار الإهمال وتبدو تشققات واضحة على الاسقف والجدران، ولكن لضيق ذات اليد فهي لا تستطيع ترميم شقتها أو حتى إصلاح تمديدات الكهرباء الرديئة أو مواسير المياه المتآكلة. وهذا النزل يبدو غير مهيأ للسكن الآدمي لقدم المباني وانعدام الصيانة وظهور تصدعات في جدران المنزل وينقصه الكثير من مقومات الحياة ليصبح ملائمًا لتلك الحالات المتواجدة بداخله. أم عادل تسكن هنا منذ عاما تعول 8 ابناء، ولكنها تخاف عليهم من انهيار المبنى فهي لا تستطع تحمل إيجار مسكن بديل فسلمت الأمر وكأنها تنتظر الموت تحت ركام تلك المباني العتيقة. وتوضح إحدى النزيلات وتدعى أم رايد أنها تعول 4 أبناء بعد أن طلقها زوجها وتخلى عن مسؤولية تربية أبنائه، وزاد من معاناتها تحملها ديون بلغت ال 20 ألف ريال فطردت من شقتها وبقيت في خيمة من القماش لا تقيها حرارة الشمس إلى أن حصلت على شقة في أحد الاربطة عن طريق جمعية حقوق الانسان التي قامت بتوفير السكن وتأثيثه ومنحها مبلغ 3000 ريال، ولكن هي امرأة غير عاملة وتعاني من عبء مصاريف الدراسة لابنائها الاربعة، خاصة مع الارتفاع الجنوني للاسعار، وتبحث عن فاعل خير ليساعدها في سداد ديونها التي أثقلت كاهلها. تقول هذه السيدة إنها تعرضت للاتهام بأنها تقاضت من إحدى القنوات الفضائية 200 ألف ريال مقابل الظهور في أحد البرامج، وظهرت بالفعل ولكنها لم تستلم ريالا واحد كانت تصف تلك الاتهامات بحسرة فهي لا تكاد تجد قوت يومها، ومع ذلك صبرت وتحملت تلك المعاناة التي تبدو أكبر من عمرها بعشرات السنوات. من ثم توجهنا لمكان آخر واستقبلتنا تلك السيدة العجوز، التي تقطن ذلك الرباط منذ أكثر من عقدين وهي شارفت على دخول العقد السابع من عمرها وتعول أيتامًا “ست بنات” منهن مصابات بمرض السكر وإحداهن مصابة بفشل كلوي وهي امراة طاعنة في السن ولا يوجد لديها مصدر دخل وما زاد الحال سوءًا أنها مصابة بمرض في شبكية العين، بالإضافة لمرض السكر. ولا يعمل احد من افراد اسرتها ومع ذلك هي متحملة إعالة 10 اشخاص في شقتها الصغيرة والمكونة من 3 غرف ضيقة خاصة أن بناتها جميعهن يعانين من مرض السكر ومصاريف العلاج تفوق قدرتها على التحمل. وطلبت هذه السيدة من الجهات المعنية أن يتم توفير سكن يتسع لبناتها المرضى. وقالت: اعول ابنتي المعلقة منذ فترة بعد أن اصيبت بفشل كلوي فتخلى عنها زوجها وتزوج بأخرى فعادت إليّ مع ابنائها لتزيد همي، ولكن أنا أثق أن ملك الإنسانية لن يخذلنا. الدفع أو الطرد!! وتواجد هذه الام الفقيرة ليس مجانا بل تدفع مبلغا شهريا للمسؤول عن الوقف وقدره 150 ريالًا أي ما يعادل 1800 ريال سنويا، ولكنها لم تستطع الدفع لذلك هي مهددة بالطرد من تلك الشقة المتهالكة. ومن لا يدفع يستخدمون معه طرقًا لا إنسانية وتتمثل في قطع الماء والكهرباء عن شقته حتى يتضرر ويخرج مرغمًا مع أن أكثر سكان تلك النزل هم من كبار السن والفقراء والمرضى، وقد تجبرهم ظروفهم على التأخر في الدفع. وأكدت أنهن يتحملن تلك المعاملة لأنهن لا يجدن مكانًا للذهاب له فيتحملن الحر والظلام والحرمان من الماء مقابل تلك الشقق المتهالكة. وتقول أم أكرم إحدى نزيلات الاربطة أنها ارملة وتسكن هنا منذ 9 سنوات وتعول 7 ابناء، ولا يوجد أحد عامل بالمنزل وهذا الرباط كغيره من اربطة مكة يعاني من شح الماء والانقطاعات المتكررة للكهرباء، مما يكبد السكان عناء جلب الماء على حسابهم الخاص ولأن أغلبهم من كبار السن، فهم لا يستطيعون خدمة أنفسهم. كما أنها تقوم بدفع مبلغ 1800 ريال سنويا مقابل توفير السكن الخالي من الخدمات أو حتى مستلزمات منزلية تفي باحتياجات الاسرة ولو تأخروا عن الدفع سيحرمون من الماء والكهرباء. وفي رباط آخر ولعله الأكثر إهمالًا فهو يعاني من تكدس الغبار وتمديدات الكهرباء كانت مكشوفة بشكل قد يسبب الأذى للنزيلات، فقد وصلنا لشقق النزيلات بصعوبة بسبب الظلام الدامس الذي يسيطر على الدرج والممرات الضيقة التي يصعب على كبيرات السن الصعود والنزول من خلالها. استقبلتنا تلك السيدة وتدعى خديجة محمد وهي أرملة وتسكن هذا الرباط منذ سنة تقريبًا، وتقول إنه يفتقر لأبسط الخدمات وأنهن لم يزرهن أحد من الجمعيات الخيرية أو وزارة الشؤون وهي ايضًا لا تعرف شيئًا عن حقوق الانسان وبسبب تهالك الرباط كان الكل يعيش في رعب ولكن ولا يوجد لديهن مأوى آخر ولا دخل يؤمن لهن حياة كريمة. وتوقفنا عند حالة انسانية مؤثرة فهذه النزيلة لم يسبق لها الزواج وتدعى فاطمة وتقطن الرباط منذ 13 سنة قضتها ما بين الوحدة والفقر فهي امرأة غير عاملة ولا تستطيع توفير متطلباتها الشخصية وتعجز حتى عن تسديد فاتورة الكهرباء والجميع في هذا المكان العتيق يصعب عليهم جلب حاجياتهم لأن السلالم غير مهيأة لكبار السن فهي ضيقة وعالية جدًا ومتكدسة بالمخلفات والقمامة. ثم توجهنا لحالة أخرى وهي لسيدة مريضة تدعى طيبة تسكن هنا منذ فترة طويلة وتعاني منذ عامين تعاني من عسر الهضم ومشكلات صحية أخرى وكانت لا تستطيع الوقوف فتحدث لنا وهي تجثو على ركبتيها أمام الباب كانت فقط تتمنى أن تجد من يأخذ بيدها لأحد المستشفيات فهي لا تملك مصاريف العلاج ومنذ تواجدها هنا لم يزرها أحد وكأن من يقطن خلف تلك الابواب لا يحتاج للسؤال والاهتمام والرعاية. وفي مكان آخر التقينا خديجة وهي فتاة عجوز، حيث لم يسبق لها الزواج ولا يوجد لها عائل خديجة البالغة من العمر 60 عامًا كانت تتحدث بصعوبة وهي كغيرها تبحث عمن يوفر لها لقمة عيش كريمة ويساعدها على توفير مستلزماتها المنزلية من تكييف وإضاءة وجلب الغاز وغيره من الاحتياجات الاسرية تقول إنها تسكن هذا النزل منذ 20 عامًا ولكنه يفتقر لأبسط مقومات الحياة ومن هنا يشعرون أن الكل نسوهم وتخلوا عنهم ظنًا منهم أن وجود مأوى قد يساهم في حل أزماتهم دون معرفة بمدى احتياجاتهم وعدم قدرتهم حتى على خدمة انفسهم. توفير الدواء.. مطلبي غادرنا ذلك المكان الرديء لمكان آخر يخلو من توفير حاجات من تواجدن به. ذهبنا لتلك العجوز التي كانت تراقب صعودنا الى شقتها وأثناء وصولنا كنا نلتقط أنفاسنا بصعوبة بسبب السلالم غير الصالحة للصعود والمتعبة جدًا فكيف بمن هن اكبر سنًا أن يتحملن عناء الوصول لمنازلهن، تقول فايزة عبدالحق 70 سنة أنها تسكن هنا منذ زمن وهي تعاني مرض أجبرها على الجلوس في مكانها فهي تجد صعوبة حتى في الذهاب لدورة المياه ولا تجد أي معونة من أي جهة ولا تعرف شيئًا عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان كانت مطالبها تتلخص في توفير الدواء ولا تريد سوى أن تعود لها عافيتها لتستطيع خدمة نفسها فهي وحيدة ولا يوجد لها أقارب ولا أبناء. من ثم توجهنا إلى السيدة مصباح أحمد، التي تقطن هنا منذ 10 سنوات وتعاني من السكر منذ 15 سنة وأمراض أخرى وهي لا تختلف حالًا عن سابقاتها، من حيث المعاناة مع الوحدة والحاج والإهمال من قبل المسؤولين عن الوقف وهي من الحالات المحزنة فلم يسبق لها الزواج وقد شارفت على نهاية خريفها السابع، ومع ذلك لا تجد الرعاية من أي جهة. وأخيرا توقفنا عند المسنة مصلحة، التي تظهر عليها ملامح الشيخوخة وأمراضها وجسدها الهزيل لا يكاد يحملها لقضاء حاجاتها حتى أنها لا تقدر على خدمة نفسها، وقد تعرضت لتماس كهربائي من قبل وتسبب في تردي حالتها إهمال وحالات تحتاج لمد يد العون وعيون غارقة بالدمع وحناجر تغص بالشكوى خلف تلك الابواب المؤصدة على الكثير من معاناة الارامل والمطلقات والعوانس من المسنات ذهب الشباب وتساقطت أوراقه وأتى الخريف محملا بثقله وهرمه ليجثم على صدورهن ويعزلهن عن المجتمع، وكأنهن غادرن الحياة رغم أنهن لازلن يتنفسن إلا أنهن لا يعرفن شيئًا عما يدور خارج تلك الاربطة المتهالكة، التي لا تتوفر بها أبسط مقومات الحياة. -------------------------- الدفاع المدني: 69 رباطا في مكة تفتقر لاشتراطات السلامة قال العميد جميل أربعين مدير الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة: إنه تم رصد 69 رباطًا خيريًّا تفتقر لاشتراطات السلامة التي تم التنويه عنها مسبقًا وقد تم التعامل وفقا للرؤى التطلعية من حيث إنزالها على نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وإدخال جميع المعلومات عنها وعمل الزيارات الميدانية للفرق والوحدات الميدانية مع عدم إغفال الجانب التدريبي والميداني والنظري للعاملين بالفرق من حيث طرق وأسس المواجهة الأولية للحدث ومكمن أولية وأهمية من يحتاج من الساكنين بتقديم المساعدة حسب الوضع الصحي فمن يقيم ويسكن بها من كبار السن والعجزة هذا مايخص الجانب الاحترازي من الدفاع المدني أما ما يخص الجهات المسؤولة عنها فهي تندرج تحت مسؤولية جهة معنية تم التواصل معها من خلال القنوات الرسمية بتزويدهم بالملاحظات التي رصدت وماهو المطلوب توفيره من متطلبات السلامة وأخرى يصعب الوصول للمسؤول عنها لأسباب لاتخفى على الجميع باعتبار أنها أوقاف خيرية. وأضاف أنه يتم التعامل مع جميع الأنشطة التجارية والمجمعات السكنية والتي منها الأربطة والمساكن الخيرية إنفاذًا لمنصوص ماورد بلائحة شروط السلامة وسبل الوقاية. -------------------------- الأوقاف: إعانة من غلال الأربطة ل 500 حالة نفى مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية المكلف مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمكةالمكرمة بكر بن حامد ميره حصول إدارته على أي رسوم أو أجور مقابل السكن في الأربطة. وأكّد أن الإدارة تقوم بصرف إعانة سكن سنوية من غلال الأربطة المستثمرة وقد وصل عدد الحالات التي تم الصرف لها 500 حالة. وقال: إن عدد الأربطة بمكة يبلغ 40 رباطًا منها ماهو مسكّن بالفعل ومنها المستثمر وقد أزيل منها مؤخرًا 10 أربطة لصالح المشاريع الحالية. أما فيما يخص مجالات الإشراف على الأربطة وتتعلق بالعناية بهذه الأربطة من حيث البناء والصيانة والحراسة والأمور الإدارية المتعلقة بسكان الأربطة. وعن ضوابط القبول للسكن في الأربطه قال: إن هناك مجموعة من الضوابط منها أن تكون الحالة مستحقة للسكن من حيث ثبوت الحاجة وموافقة شرط الواقف. وأضاف أن الأربطة منها ماهو موقوف لإسكان الحجاج ومنها ماهو موقوف لإسكان الأرامل ومنها الموقوف لإسكان العوائل الفقيرة. و يُصرف على الأربطة من غلال بعض الأوقاف الخيرية علمًا بأنه يتم التعاقد بشكل مستمر مع مؤسسات متخصصه للصيانة العامة والحراسة والنظافة. -------------------------- جمعيات خيرية تحول مباني الفقراء إلى سكن للحجاج بدأت ظاهرة تلوح في الأفق في مكة وهي تحويل مباني الأوقاف لسكن حجاج ومنع المستحقين من الاستفادة من هذه المرافق المخصصة لهم. ونجد الكثير من الفقراء بحاجة ماسة لتوفير السكن ومع ذلك تبقى هذه الأوقاف التابعة للجمعية الخيرية بمكة خالية من ساكنيها طوال العام وفي شهر ذي الحجة تمتلئ بالحجاج الأفارقة وتؤجر عليهم بشكل علني مع أن مؤسسات الطوافة تكفلت بتوفير السكن للحجيج ومع ذلك لازال العديد منهم يقطنون تلك المباني المخصصة للفقراء والمعوزين. كنا نمر من بين الحجاج المتكدسين على مدخل الوقف بصعوبة حتى استطعنا الوصول إلى بعض الساكنات لنكتشف أنهم يعانون من قلة الخدمات ومضايقة الحجاج الذين قاموا بوضع بسطات بطول السياج المحيط بالجمعية تقول تلك العجوز: إنها لا تستطيع الخروج أو الدخول بسبب تكدس الحجاج الأفارقة على سلالم العمارة ومدخلها وتقول: إن جميع السكان يعانون من الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء مما يكبدهم خسائر مادية باهظة. وفي ذات الشأن تقول الأرملة أم أحمد: إن جميع السكان مستاؤون من تأجير مباني الوقف للحجاج وهناك من هم أحق بذلك وعن معاناتهم تقول: إنهم يعانون من جلب الماء خاصة بسبب الانقطاع. وتقول إحدى النزيلات وتدعى آمنة: إن جميع النزلاء يدفعون مبلغ سنوي وقدره 1800 وإن لم يدفعون سيتعرضون للحرمان من الماء والكهرباء إلى أن يضطروا للخروج من السكن. ------------------------ مسؤول السكن الخيري: اتفاق لرفع مستوى الرباط قال حسن عاشور المسؤول عن السكن الخيري النموذجي للسيدات بمكةالمكرمة: اتفقنا مع صاحب الوقف لرفع مستوى السكن من رباط عادي إلى سكن نموذجي يقدم العديد من الخدمات الاجتماعية والطبية والنفسية والمالية. ويعتبر هذا النُزل هو الأول من نوعه على مستوى المملكة ويحوي مكتب للاشراف الإجتماعي يقدم للنزيلات الكثير من الخدمات وأيضًا هذا المكتب هو الأول من نوعه في المنطقه. ويحتوي السكن على 23 غرفة مقسمة على مرافق النزل منها غرفة للحارس وأخرى للنادي الاجتماعي ومثيلتها لتحفيظ القرآن وغرفتان للحالات الطارئة وتكون الإقامة بها بشكل مؤقت إلى أن تنتهي قضية النزيلة وأماكن للنزيلات الدائمات وعددهن الآن 18سيدة 9 منهن سعوديات ومثلهن أجنبيات. ويوجد بينهن 16 حالة مصابة بمرض السكري مع أمراض أخرى وحالة واحدة معاقة وتصرف لها إعانة من الشؤون الاجتماعية. ---------------------- المشرفة الاجتماعية: 15خدمة نقدمها للنزيلات قالت المشرفة الاجتماعية في السكن النموذجي للسيدات بمكة: إن المكتب الاجتماعي المرفق بالنزل يقدم 15 خدمة للنزيلات هي: إدارة وتطوير وتنظيم السكن الخيري وتمثيله لدى الأجهزة الحكومية - تحقيق (شرط الواقف)المدون في صك الوقفية وفق الأصول الشرعية وتوضح أن الشرط هنا أن يكون السكن للسيدات فقط - تحقيق المعيار الأمني في السكن الخيري وفق متطلبات الجهات الأمنية - تحقيق شروط السلامة في السكن الخيري حسب متطلبات الدفاع المدني - تصحيح أوضاع الساكنات المقيمات بالسكن الخيري وفق الأنظمة والتعليمات- إجراء البحوث الإجتماعية بطرق علمية لتقديم أفضل الخدمات لمستحقيها - إنشاء ملف لكل حالة يحوي الأوراق الثبوتية والدراسة الإجتماعية وعقد السكن - تسجيل الحالات المستحقة للمساعدات والإعانات المالية والعينية من الجمعيات الخيرية - تسجيل المعاقات والمصابات بالأمراض المزمنة وربطهن بالمساعدات المخصصة لهن - تقديم أوراق الأسر المستحقة للمساعدت والإعانات المقدمة من الضمان الإجتماعي - فتح ملف صحي لكل حالة من الحالات الساكنة لدى مركز الرعاية الصحية الأولية - التنسيق مع مركز علاج القلب وغسيل الكلى لإعطاء الساكنات الأولوية في العلاجية - متابعة الحالات النفسية وحالات الاكتئاب التي تنتاب كثيرًا من الأرامل والمطلقات - حفظ وتوثيق حقوق الأرامل والمطلقات لدى الغير (المالية والعقارية) خشية ضياعها - المحافظة على المنشأة السكنية وتعريف النزيلات بأنها ملك من أملاك الواقف يجب المحافظة عليها واستخدامها للغرض الذي خصصت له. ------------------------ السكري والضغط أبرز ما يؤرق ساكنات الأربطة “المدينة” توقفت على الحالات المرضية للنزيلات .. فبعضهن مصابات بمرض السكري ويأتي إليهن الطبيب في غرفهن للكشف عليهن ومراقبة حالاتهن الصحية مما سهل عليهن متابعة حالاتهن بالمستشفيات وخفف من معاناة الخروج والتي أصبحت صعبة على كبيرات السن منهن. وكانت إحدى الحالات وهي الوحيده المصابه بإعاقة، فقد تعرضت قبل عام لجلطه أفقدتها القدره على النطق ولكن رغم حالتها الصحيه إلا أنها كانت تتسم بالمرح وحبها لروح المشاركه فهي تقوم بتوزيع ماتصنعه من أكل لجاراتها في السكن لأنها مؤمنه أنهن أسرة واحدة. وأيضًا توقفنا عن إحدى النزيلات وتدعى عائشة وهي مقيمه وتحفظ أجزاء كبيرة من القرآن الكريم وتواظب على حضور حلقات التحفيظ في الرباط تقول هذه السيدة المسنة إنها تعامل بإنسانية كغيرها من النزيلات ولم تشعر بيوم من الأيام بالفرق بينها وبين النزيلا السعوديات فالجميع هنا يشعرن بالألفة والأخوة. ثم توجهنا لغرفة الخالة خيرية تلك المسنة التي أدركت العقد السابع من العمر وتعاني من مرض السكري والضغط، وهي أرمله تتواجد هنا منذ ثمانية أعوام، تقول هذه السيده إنها بحاجه لتوفير كرسي كهربائي ليساعدها على الحركة فهي لاتستطيع التنقل و(العربيه) التي وفرت لها من قِبل إدارة السكن تحتاج لمن يقوم بدفعها لتتحرك وهذا مزعج بالنسبة لها فهي تناشد أهل الخير أن يوفروا لها كرسي كهربائي ليكتمل حلمها وتقوم هي بخدمة نفسها.