أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني على أن المجلس سيقوم بتشكيل حكومة انتقالية وفقا لما اتفق عليه في وثيقة القاهرة، مشيرة إلى أن لا عودة عن موقف المعارضة السورية بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وجميع أركان نظامه. ولفتت قضماني في حديث ل«عكاظ» إلى أن إيران اتخذت قرارها بدعم نظام الإجرام في سوريا وأنها ستتحمل نتائج هذا الموقف في السنوات المقبلة. وفي ما يلي نص المقابلة: • هناك من يتحدث عن تشكيل حكومة انتقالية قريبا جدا؟ ما حقيقة ذلك؟ • وثيقة القاهرة تتضمن هذه الرؤية التي توحدت حولها المعارضة السورية في مؤتمر القاهرة في يوليو الماضي، حيث كان هناك طرح لفكرة الحكومة الانتقالية في الوقت المناسب والآن يجري التشاور مع كل أطراف المعارضة داخل المجلس الوطني السوري ومع الأطراف الأخرى أيضا من أجل طرح التوقيت المناسب لهذه الحكومة الانتقالية، خصوصا أن هذا المبدأ مقبول ومتفق عليه من الجميع. • هل سيكون الجيش السوري الحر تحت إشراف الحكومة السورية أم أنه سيعمل بشكل منفصل؟ • الجيش السوري الحر له قيادات عسكرية ميدانية وله قيادات عسكرية أيضا في تركيا، وهذه القيادة هي أيضا في تشاور مع المعارضة السياسية والمجلس الوطني بالتحديد، والمشاورات الآن تدور حول الصيغة المناسبة لتكون هناك قيادة عسكرية تنسيقها المباشر مع القيادة السياسية على مجموعة من المبادىء، ومنها أن هذه القيادة العسكرية تكون في حال تنسيق كامل على المستوى الاستراتيجي مع القيادة السياسية. • الحكومة الانتقالية بحاجة إلى اعتراف دولي، هل تعتقدين أن مجلس الأمن والدول الفاعلة على استعداد للاعتراف بحكومة انتقالية في ظل استمرار الأسد في الحكم؟ • نحن نستند إلى وثيقة القاهرة والحكومة الانتقالية ستشكل على هذا الأساس وليس إلى أي وثائق أخرى، علما أن بعض الأطراف ومنهم الروس لديهم تفسير للحكومة الانتقالية فهم لا يرون إلا حكومة تستند إلى وثيقة جنيف، أما نحن فنستند إلى وثيقة القاهرة، وبالتالي فالحكومة الانتقالية لن تكون مع النظام ولن تنتظر بالضرورة سقوط النظام وإنما ستشكل لتكون هناك رسالة واضحة إلى الشعب السوري أن القيادة السياسية البديلة أصبحت جاهزة والعالم بإمكانه أن يتعامل معها. • هل تعتقدين أن مجلس الأمن قادر على الوصول إلى قرار تحت الفصل السابع للخروج من هذه الأزمة؟ • مع الأسف حتى الآن وجدنا أن مجلس الأمن عاجز بشكل تام، وعمليا الملف السوري لم يعد يعالج من قبل مجلس الأمن، ولذلك نفكر بمساعدة الدول التي ترى أن هناك ضرورة لحماية الشعب السوري، علما بأن الحلول السياسية ما زالت مطروحة والجامعة العربية لديها طروحات سابقة أيضا، ونحن بحثنا باستمرار عن الحلول السياسية منذ البداية ولا زلنا نبحث عنها، ولكن على النظام أن يعطي ولو إشارة واحدة على أنه مستعد للحل السلمي. • تحضر المملكة لمشروع قرار حول سوريا ستقدمه للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما أهمية هذا القرار؟ • إن الخطوة السعودية التي نقدرها تأتي بعد فشل مجلس الأمن وهي في سياق شرعية الأممالمتحدة، حيث يمكن اللجوء للجمعية العامة إن فشل مجلس الأمن باتخاذ قرار. نحن نحيي المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مواقفه المساندة للشعب السوري في أزمته، فكل تحرك دولي هو لمصلحة الشعب. • كيف تنظرين إلى التدخل الإيراني الفاضح في السياسة السورية وتبني إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ • أعتقد أن إيران حسمت خياراتها في المنطقة وقررت أن تدعم نظاما مجرما، وإن كانت ستدعمه إلى النهاية فهي تضع نفسها في دائرة تحمل نتائج هذه الخيارات لسنين طويلة، وفي الوقت عينه عندما نقول إنها ستتحمل مسؤوليات خياراتها نقول إنه في أي وقت يتوقف النظام الإيراني عن دعم النظام السوري القائم سنجد أن إيران ستعود إلى التعاون الإقليمي كما ترغب كل دول المنطقة في أن يكون دور إيران. • هل تعتقدين أن سوريا هي في حرب أهلية طويلة الأمد؟ • لا أعتقد أن سوريا دخلت حربا أهلية أساسا وإنما أعتقد أن المجتمع السوري بأكمله اليوم يقاوم محاولات النظام تمزيق النسيج الاجتماعي وتجييش النزاعات الطائفية في المجتمع، ولكن رأينا حقيقة مناعة عالية المستوى ومذهلة من قبل الشعب الذي يقاوم هذه الاستراتيجية وبالتالي فهي ليست حربا أهلية، ونحن نشدد على ضرورة حسم الموقف بسرعة كي لا ننزلق نحوها.