فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارضون سوريون في ندوة “المدينة”: تفاؤل ب“سوريا 2012”.. واختلاف حول مرحلة ما بعد بشار

لم يعد الاختلاف حول مستقبل سوريا عام 2012 مقتصرًا على أطياف المعارضة السورية فقط بل امتد إلى داخل الطيف الواحد.. هذه القناعة تبلورت بشكل واضح بمجرد أن بدأ المشاركون فى ندوة «المدينة» نقاشهم حول مستقبل سوريا عام 2012 رغم أن معظم ممن ينتسبون للمجلس الوطني ويشغل بعضهم مناصب قيادية فيه. الاختلاف وصل إلى حد الخلاف بين جبر الشوفي مدير المجلس الوطني السوري بالقاهرة والدكتور سقراط البداح عضو المجلس ورئيس لجنة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية، والشاعرة لينا الطيبي رئيس المكتب الاعلامي للمجلس، وفارس العجيلي عضو الهيئة التنفيذية للمجلس ومعهم السيد عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، ومدير مركز لاهاي لملاحقة مجرمي الحرب فى سوريا، وملهم الخن عضو ائتلاف شباب الثورة السورية فى مصر.
الاختلاف والخلاف طال كل محاور الندوة بما في ذلك تقييم تطورات الداخل وسيناريو التدويل والمبادرة العربية ومصيرها ومعارضو الخارج وتصورهم للمخرج الآمن لسوريا من الأزمة وموقفهم من معارضة الداخل والحوار مع النظام، وفيما يلي أهم ما دار فى الندوة:
لا بديل عن إسقاط النظام
* المدينة: بداية نحاول أن نستشرف سوريا إلى أين عام 2012 عبر سبر أغوار مسارات الأزمة ومحاولات الحل؟
- جبر: دائمًا أقول أن استشراف المستقبل يتم فقط عبر الحراك الثوري ومن هنا فإن الشعب السوري قد حسم خياراته منذ اللحظة الأولى وأن الخيار الوحيد هو إسقاط نظام بشار المستبد، وأنه لا عودة للوراء أبدًا؛ لأن هذا هو خيار الشعب السوري الذى دفع ثمنه غاليًا عشرة آلاف شهيد وأكثر من خمسين ألف معتقل، ولا بديل أمام النظام سوى الرحيل أو الاستمرار فى القتل.... وأقول بالمحصلة الشعب السوري ماضٍ فى طريق الانتصار وأن النظام ماضٍ في طريق السقوط ودائمًا تكون تكلفة الانتصار أقل من تكلفة العودة للوراء واللجوء إلى أنصاف الحلول.
المدينة: هل الحوار مع النظام خيار مستبعد؟
- جبر: الشعب السوري قال كلمته منذ انطلاق ثورته فى 15 مارس وهى لا حوار مع النظام ولا حل للأزمة إلا برحيل النظام وكل رموز القتل من أعوانه، وأن الاسد سيعرض إن عاجلاً أو أجلاً على محكمة الشعب السوري تمهيدًا لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية ليلقى العقاب الرادع.
مسودة وليست وثيقة
* المدينة: لكن المجلس الوطني الذى تديرون مكتبه بالقاهرة وقع مع هيئة تنسيق الثورة وثيقة أو اتفاقًا يمهد لموقف موحد إزاء حوار يشارك فيه النظام؟
- جبر: هذه ليسث وثيقة بمعنى كلمة وثيقة ويمكن تسميتها مسودة موقعة بالأحرف الأولى وهى قابلة للتعديل والتغيير، وأي اتفاقات للمجلس الوطني السوري لا يعتد بها إلا بعد إقرارها من الهيئة العليا للمجلس، وهذا لم يتحقق لهذه الوثيقة.. وأقول أن ما تم الاتفاق عليه وليد حوار جرى بيننا مع هيئة التنسيق السورية على مدار ثمان جلسات وتوصلنا إلى مفاهيم كلية، ولكن ما جاء فى الوثيقة صياغات محرفة وغير متفق عليها وتعكس موقف ورؤية هيئة التنسيق فقط.
الوثيقة مخالفة والجامعة متواطئة
* المدينة: لكنها ليست مسودة.. إنها موقعة من الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني وهيثم مناع رئيس هيئة التنسيق؟
- سقراط: ما تحدث عنه الأخ جبر يمثل الموقف الرسمي، وأنا سأتحدث عنها بشكل شخصي رغم أنني انضممت للمجلس الوطني مؤخرًا، لكن ما جاء بالوثيقة يخالف ما اتفقنا عليه كمؤتمر المجلس الوطني فى تونس وطرحنا أكثر من مبادرة للحوار والتوافق وبالمجمل أرى أن الجامعة العربية متواطئة مع النظام السوري، وأيضًا هيئة التنسيق جاءت للحوار من أجل شق صف المعارضة، وعندنا ما يؤكد أن هيئة التنسيق السورية هى صنيعة النظام السوري وهدفها محاربة المجلس الوطني، وقدمنا الأدلة على ذلك فى مؤتمر تونس ولا يمكن التعويل على هيئة التنسيق؛ لأنها لا تنتمي للثورة السورية والحوار معها مضيعة للوقت، إضافة إلى الوقت الذي تضيعه الجامعة العربية من خلال إصرارها على مشاركة هيئة التنسيق السورية وعلى أنها جزء من المعارضة السورية، ولا تدرك الجامعة العربية أن هيئة التنسيق جماعة معزولة من قبل الشعب السوري ولا وجود لها على أرض الواقع رغم احترامنا لبعض الشخصيات الوطنية فى الهيئة، لكن هناك ملاحظات على قيادات الهيئة، ولنا ملاحظات أيضًا على المجلس الوطني.
المبادرة وأوسلو
* المدينة: ما هى ملاحظاتكم على المجلس الوطني؟
- سقراط: الشعب السوري بايع المجلس الوطني ككيان سياسي وكفكرة وطنية، لكنه لم يبايع الشخصيات التى تقود المجلس الوطني... وعندما يكون أداء هذه الشخصيات سيئًا يمكن للشعب أن يفرض كلمته وخياراته على تلك الشخصيات وعلى المجلس الوطني والمفترض أن يكون المجلس وسيلة للتعبير عن الشعب الثائر وبلورة أفكاره وأهدافه، ومن الملاحظات أن المجلس الوطني أعطى شرعية للمبادرة العربية وهى فى نظري مبادرة «كاريكارتية» وهى مكافأة للنظام القاتل في سوريا، ومضيعة للوقت، كما أن دخول مراقبي بعثة الجامعة العربية إلى سوريا مضيعة للوقت أيضًا، والأمر الحادث الآن فى سوريا بين الجامعة العربية ونظام الأسد هو استنساخ للسياسة الإسرائيلية تجاه اتفاقيات السلام التي وقعتها فى أوسلو ومدريد مع الفلسطينين ولم تنفذ منها شيئًا رغم مرور ما يقارب عقدين من الزمان؛ نظرًا لإصرار إسرائيل على الدخول فى تفاصيل ثم فى تفاصيل أخرى، وهذا نفس سلوك النظام السوري مع المبادرة العربية حيث أغرق الجامعة فى تفاصيل وملاحظات لإضاعة الوقت، وما كان للجامعة العربية أن تستجيب للنظام السوري وكان عليها أن تصر على دخول الإعلام العربي والعالمي مع دخول البعثة والتحرك بحرية فى كل المناطق السورية.
الجامعة ليست متواطئة
* المدينة: إذا كانت المبادرة العربية مضيعة للوقت.. لماذا رحبت المعارضة السورية بها؟
- لينا الطيبي: الجامعة العربية فى حالة تخوفٍ من مسارات الوضع فى سوريا وتحاول أن تعطيَ لنفسها مهلة حتى يتم إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن وهناك يتم الحسم، كما أن موقف الجامعة العربية يعود إلى مواقف بعض الدول العربية التى تحفظت على المبادرة وتحفظت على العقوبات وما زالت تدعم نظام بشار. وأعتقد أن المبادرة العربية ليست متواطئة وتحاول أن تفعل شيئًا على الأرض وبغض النظر عن تصريحات المراقبين وبعض مسؤولي الجامعة، خاصة أن مراقبي الجامعة سجلوا الكثير من مذابح بشار وذهبوا إلى سجن حمص المركزي وقامت بعثة المراقبة بعدة تحركات فى سوريا من أجل تجهيز الملف إلى مجلس الأمن حتى ترفع الجامعة عن نفسها المسؤولية وتتبرأ أمام الرأي العام العربي من التدويل الذي تسبب فيه النظام.
توقيع دون تنفيذ
- عبدالكريم ريحاوى مقاطعًا: رغم اتفاقي مع الكثير مما قالته الأخت لينا خاصة قولها أن المبادرة العربية جاءت من باب سد الذرائع؛ لأن الجامعة لا تملك أي آلية لحماية المدنيين ولا تملك القوة التى تمكنها من ذلك، إلا أننى أختلف معها فى تقييم المبادرة العربية، وأرى أن تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السورية سيسقط النظام السوري ويوقف القتل.. وأعتقد أن الجامعة العربية تدرك تمامًا أن النظام السوري لن يوقف القتل ولن ينفذ المبادرة، ووقع نظام بشار فقط بعد الضغوط التي مارستها روسيا عليه وهي الحليف القوي له.
* المدينة : برتوكول بعثة مراقبي الجامعة مجرد آلية.. وليس كل المبادرة؟
- عبدالكريم: نعم لكن الكل ركز على البرتوكول وهو مجرد آلية للتحقق من تنفيذ النظام السوري للمبادرة العربية وتم تسليط الضوء عليه، حيث أصبح هدفًا فى حد ذاته وانزوت المبادرة التي هي الأصل، وهذا يؤكد تفسير دكتور سقراط بسلوك النظام السوري بالإغراق فى التفاصيل حتى يتم نسيان الأصل، وهذا ما تحقق حتى الآن، وتم صرف الأنظار عن المبادرة.
الفرصة الأخيرة
* المدينة : ما تصوركم لتقرير لجنة المراقبين؟
- لينا: اللجنة تعرضت إلى ضغوط وتهديدات من النظام، وتم منع المراقبين من الوصول إلى المناطق الملتهبة، ورغم ذلك نأمل أن تأتي ببعض الحقائق عما يجري فى سوريا ولا نتوقع أن تأتي بكل الوقائع.
- عبدالكريم: حاولنا نحن فى لجنة حقوق الإنسان فى سوريا تزويد المراقبين بكل المعلومات المتوفرة لدينا وطلبنا منها الذهاب إلى تلك المواقع للتأكد والتحقق.. ورغم صعوبة التواصل مع بعثة المراقبين، إلا أننا حاولنا بقدر المستطاع لإدراكنا أن النظام السوري سيضللهم ويقدم لهم معلومات مغلوطة مثل البطاقات المزورة وتغيير أسماء الشوارع والمدن.. وبالنتيجة أعتقد أن التقرير الأول لبعثة المراقبين الذى سيصدر سيكون ناقصًا وهذه آخر فرصة للنظام، ومن الواضح أن الجامعة العربية ستحول الملف بشكل كامل إلى مجلس الأمن حتى تقول الجامعة للشارع العربي: إننا بذلنا كل الجهد واستنفدنا كل الوسائل ولم يستجب النظام السوري ونحن أمام مسؤولية قانويية دولية لحماية المدنيين ومحاكمة أركان النظام أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- جبر مقاطعًا: النظام اعتاد التضليل ولن يتوقف عن ذلك، فقد ظل يضلل الشعب السوري على مدار عدة عقود وسيواصل التضليل مع بعثة المراقبة، وهناك عدة نماذج لمثل هذا التضليل مثل تغيير أماكن توافد المعتقلين واستخدام الترهيب والتخويف لبعثة المراقبين حتى لا يتماسوا مع المتظاهرين.
- لينا : نظام الأسد زور بطاقات المعتقلين الجنائيين وقدمهم على أنهم معتقلين سياسيين، وأن ما جرى الحديث عنه من إفراج عن معتقلين أكذوبة فما زال في المعتقلات السورية أكثر من خمسين ألف معتقل فى سجون بشار.
* المدينة: إذا كنتم تتحدثون عن تضليل وتزوير وموقف مساندين روسيا... كيف يمكن إحالة أركان النظام إلى الجنائية الدولية رغم الفيتو فى مجلس الأمن؟
- عبدالكريم: سوريا وقعت على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية ولكنها لم تصادق عليها، وطبقًا لميثاق المحكمة الجنائية الدولية فإن ولاية المحكمة تنسحب على الدول التى صادقت على الاتفاقية فقط، لكن هذا لا يعني أن الرئيس السوري محصن من المثول أمام الجنائية الدولية حيث يوجد طريق آخر يفضى ببشار إلى الجنائية الدولية وهو أن يصدر قرار من مجلس الأمن بإحالة ملف جرائم الرئيس السوري إلى المحكمة وهذا أيضًا قد يبدو صعبًا فى وجود الفيتو الروسي، ويبقى الأمل فى تفعيل مبدأ المسؤلية القانويية الدولية لحماية المدنيين وهذه كفيلة بأن تضع الرئيس بشار أمام الجنائية الدولية .
التدويل قادم
* المدينة: إذا كان هذا تصوركم عن المبادرة.. فهل تعتقدون أن التدويل قادم لا محالة؟
- فارس: نعم التدويل لابد منه؛ لأن النظام السوري وضع عراقيل كثيرة أمام مبادرة الحل العربي، ونحن ماضون للتدويل، فالشعب السوري يريد حماية والنظام يمنع المتظاهرين وبعثة المراقبين، فالمخرج الوحيد هو التدويل.
* المدينة: لكن التدويل له توابع واستحقاقات؟
- فارس: نطالب تحويل الملف إلى مجلس الامن وهذا لا يعني بالضرورة التدخل العسكرى البري كما حدث في ليبيا، وهناك طرق قانونية يمكن أن يلجأ إليها مجلس الأمن مثل المناطق العازلة.
* المدينة : هذا يعنى حظرًا جويًا؟
- جبر: نعم ولابد من أن تتوفر الحماية للمدنيين وليس من خلال تدخل عسكري بري بالضرورة وهناك الممرات الإنسانية الآمنة والمناطق العازلة وغيرها.
- لينا: أيضًا المزيد من العقوبات من قبل مجلس الأمن ومن قبل الجامعة العربية على النظام السوري حتى يضعف ثم يسقط.
* المدينة : إذن هل تنتظرون سوريا بدون النظام القائم حاليًا خلال عام 2012؟
- لينا : أعتقد مع نهاية الفصل الأول من العام الجاري ستكون بنهاية النظام وليس بنهاية العام.
القاتل والمقتول
* المدينة : ألا يمكن أن يفلت بشار من خلال إصلاحات جذرية وحوار شفاف وانتخابات نزيهة تحت إشراف دولي ببشار أو بدونه؟
- لينا: كيف يتفق على إصلاحات جذرية بين القاتل والمقتول، منذ 15 مارس والرئيس بشار يتحدث عن إصلاحات ولكن يبدو أن بشار يريد إصلاح الشعب السوري قبل أن ينجز أية إصلاحات، كيف تكون هناك إصلاحات وهناك خمسون إلف مفقود حتى الآن وهم فى حكم الشهداء.. لا أحد يقبل أن يبقى اسم بشار في المرحلة القادمة.
الشرع جزء من النظام
* المدينة: هل الشرع يصلح بديلاً مقبولاً لبشار؟
- جبر: المتفق عليه بين جميع أطياف الشارع السوري هو تغيير النظام وكل رموز النظام وتغيير حزب البعث والشرع جزء من هذا النظام ، والإصلاح السياسي يمكن أن يضم رموز من النظام السابق غير متهمين بالفساد أو القتل، حيث تقتضي المرحلة الانتقالية مشاركة بعض الشخصيات فى النظام الحالي للعمل فقط على تسليم السلطة.
* المدينة: هل يعني هذا الحوار مع النظام؟
- جبر: نحن رافضون للحوار مع النظام ولكن الحوار مع بعض الشخصيات المدنية غير المتهمة بالقتل أو الفساد للمساهمة فى عملية الانتقال السلمي للسلطة وهذا لا يعنى أن يبقى بشار.. وقال الشعب السوري قولاً واحدًا: يسقط بشار.
* المدينة: إذا سقوط بشار فى الربع الأول من العام؟
- لينا: نعم وهذا توقعي ويعززه ان فى الجمعة الماضية شهدت سوريا خروج ستة ملايين متظاهر فى الشوارع والميادين من إجمالي عدد سوريا البالغ 23 مليونًا وهذا يعنى أن كل الشعب السوري يشارك فى المظاهرات، ولم تشارك النساء حتى الآن بسبب حوادث الاغتصاب من قبل زبانية بشار، وما يعزز سقوط النظام أن أفراد الجيش السوري (الخدمة الإلزامية) يشاركون فى المظاهرات عند عودتهم إلى منازلهم ، وأتوقع أن يهرب بشار.
- فارس: هناك معلومات لم تتأكد بعد تحكي عن هروب بشار ولجوئه إلى روسيا ويسعى لحصول على ضمانات بعدم الملاحقة.
- عبد الكريم : لدينا تسريبات عن مبادرة لم تكتمل بعد تسعى لخروج آمن لبشار وأسرته وبعض القيادات من نظام حكمه ويجرى التفاوض على نقطة رئيسة وهي الإفراج عن أموال سوريا فى الخارج لصالح بشار، وربما نشهد فى الأيام القادمة مبادرة شبيهة للمبادرة الخليجية التي أوجدت مخرج آمن للرئيس اليمني، وأن هذه المبادرة ربما تكون عراقية أو روسية لخروج بشار بسبب وجود تحفظ دولي على أي عمل عسكري ضد سوريا لانعكاسات مثل هذا العمل على العراق ولبنان وتركيا.
أيضا هناك تخوف لدى إسرائيل لما بعد بشار وخاصة بعد فشل المجلس الوطني السوري فى إرسال تطمينات لإسرائيل ولذلك إسرائيل قلقة لما بعد بشار.
* المدينة مقاطعة: هل تعني أنه كان على المجلس أن يرسل رسائل تطمين لإسرائيل؟
- عبدالكريم: هذا ما قصدته بالضبط، والتقيت دبلوماسين من عدة دول كانوا يؤكدون دائما أنه كان على المجلس الوطني السوري ان يكون لديه رؤية للمستقبل وتطمينات للإطرف الدولية والإقليمية .
* المدينة: المجلس أم المعارضة برمتها؟
- عبدالكريم: المجلس هو المعول عليه أن يرسل مثل هذه الرسائل والتطمينات، وحتى يستطيع أن ينتزع الدعم الدولي خاصة فى مرحلة المخاض هذه.
* المدينة: انتقال آمن للسلطة كيف يكون؟
- سقراط: هناك قراءة سياسية صحيحة كانت ترجح سقوط نظام بشار فى شهر يوليو 2011 حيث كان النظام مدمرًا ولكن أنقذه من السقوط فى هذا التوقيت أن المعارضة لم يكن لديها مشروع لإدارة سوريا .
* المدينة: ماذا كان على المعارضة أن تفعل؟
- سقراط: أن تنفي الطائفية وتسعي لاستيعابها وأن تتواصل مع الطوائف وتقدم تطمينات للخارج وأن تدعو لتفعيل الدور الغربي.
- لينا : الطائفية غير موجودة فى سوريا والنظام السوري هو الذى ابتدعها لتكون فزاعة فى الداخل والخارج والشعب السوري لا يعرف الطائفية.
* المدينة: أين اسرائيل من سوريا؟
- سقراط : هذا النظام جزء من نظام صهيوني عالمي ومدعوم من إسرائيل وسيسقط متى توقفت إسرائيل عن دعمه.
* المدينة : هل الحرب الأهلية سيناريو قابل للتوقع؟
- سقراط: لا أستبعد وأنا متفائل أن نظام بشار سيسقط وبعد السقوط سيكون البناء صعبًا.
* ملهم: عندما خرج الشعب السوري لم يكن ينتظر من المعارضة شيئًا والأطفال هم المحرك الرئيس للثورة السورية كانوا يكتبون على الحوائط ولكن لدينا نحن الشباب تشاؤمًا نحو المستقبل وعلى الشعب أن يقاوم النظام المستبد بكل ما يملك ولا ينتظر المجلس الوطني الذى لم يقدم شيئًا حتى الآن والشعب السوري ما زال يرفع اسم مجلس الوطن ليتحدث باسمه وعلى المجلس اأن يكون على قدر المسؤولية أو يرحل. مصدر تشاؤمي ما شهدته خلال اليومين الماضين من تفجر الخلافات بين المعارضة ليزيد من وطأة المؤامرة على الشعب السوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.