الفل والكادي من النباتات العطرية الجميلة التي تداعب الوجدان وتناجي العشاق والمحبين، وتنادم السمار مع نسمات الليل العليلة، يهديهم شذاه الطيب الفواح على أيقاع النغم واللحن الطروب في تناغم وانسجام وتمازج في لوحة بديعة رائعة الجمال، كجزء لا يتجزأ من فنون وتراث جازان. علامة الجمال يعتبر الفل والكادي علامة من علامات الجمال للنساء في جازان، ولذلك يفاخر بها في مواسم الأعراس والأفراح، كما أنه تحية أهالي جازان «مساء الفل والكادي»، والذي يجلب السرور على الأسر، وفال خير على أصحاب المناسبات السعيدة، وهو جزء من العادات والتقاليد في مثل تلك المناسبات التي تكون ناقصة، إذا لم تكن حاضرة فيها، كما أن لبعض النباتات العطرية مسميات مثل«البعيثران البياض ولب الطيب والشيح والكاذي والوالة والنرجس والغليم والشذاب والمخضارة»، وجميعها ذات روائح عطرية تجمع وتضاف مع الفل والكادي في تزيين العروسة، حيث نجد ذلك من قديم الزمان ولا يزال باقيا رغما عن ظهور المكياج بأنواعه، إلا أنه يظل جزءا من التقاليد والعادات في تزين العروس، حتى تتميز عن غيرها من النساء الحاضرات في الفرح، ولن يقف الأمر عند ذلك، بل أصبح يستخدم كباقات وسلال تصنع بتشكيلات فنية تقدم كهدايا. طقوس الزواج أما الكبش أو عقود الفل، فلها مسميات منها الكبش المبروم بالورد، ومبروم بدون ورد، والسلسلة والهندي وكبش خلايا، وأفضلها كبش رصاص للعروس من الفل البلدي، لما يتمتع به من رائحة قوية إذ يصل سعره إلى 800 و500 ريال، وكل أسم من هذه الأسماء له سعره الخاص، وتتم صناعته وفقا للطلب، وحسب إمكانية العريس، ومهما غلاء سعره فهو لا مفر منه إذ أنه جزء من طقوس حفلات الزواج في منطقة جازان. مظهر جمالي أما مصر الفل يقول عنه منظم الفل تركي عايش، بأنه يوجد به أكثر من 70 مسبحة منضومة بطريقة فنية وخاصة، ليوضع على رأس العروس في ليلة استقبال عريسها، وقد يصل سعره لأكثر من 400 ريال، هذا في حالة توفره، ويضيف، كنوع من التنظيم للفل يوضع في أذان العروس وهو مظهر جمالي، وهناك سحلات تعتبر موضة جديدة تتألف من أكثر من 50 مسبحة ذات رائحة قوية، أيضا توضع على رأس العروس، لافتا إلى أن هذه الأيام موسمه، حيث تكثر مناسبات الزواج والأعراس، ويزداد الطلب على الفل والكادي.