عادة ما يحيي الناس بعضهم في شتى الأماكن بعبارات مثل «مساء الفل والكادي»، ولكن الأحق بهذه التحية هم أهالي منطقة جازان، لمعرفتهم وارتباطهم الوثيق بزراعة واقتناء نباتات عطرية قيمة يعشقها ويستخدمها الجازانيون منذ القدم كشعار دائم في المناسبات، إذ يعتبر الفل والكادي من علامات الجمال سواءً للنساء أو الرجال، كما لا يكاد يخلو بيت في المنطقة من أشجار الزينة والنباتات العطرية كالوالة والشيح والشار والنرجس، إذ إنها أصبحت من أساسيات المناسبات، خصوصاً في حفلات الزواج، إذ انها تعتبر همزة وصل مهمة بين الرجال وزوجاتهم. وذكرت مزينة عرائس في جازان(أم علي)، أن هناك مسميات كثيرة للنباتات العطرية تضاف إلى الأساسيات من الفل والكادي كالبعيثران والشيح والبياض والغليم والشذاب، ولها أشكال وروائح زكية تجمع جميعها لتعطي رائحة ممزوجة، وأن بعضها تسمى بالمجموع، وتباع بأسعار مرتفعة ولها طرق عدة لاستخدامها، فمنها ما يوضع على الرأس أثناء الشلفة أو العضية، وما تغطى بمسابح الفل تسمى ب«السحلة»، وتستخدم أيضاً كعصابة على كامل الرأس، ومنها ما يوضع على الصدر كالعقد والفعوة والكبش بأشكال مختلفة، مثل أن تنظم بطريقة دائرية، لتكون رصات متناسقة ومحشوة، مشيرة إلى أن أغلاها ما تسمى بالسلسلة والمبروم، وأسعارها تصل إلى 700 ريال في أوقات تزايد الطلب عليها. وعن تزيين العرائس، أشارت إلى أنها تزين العرائس بمبلغ يتراوح بين 1500 و2500 ريال بحسب زيادة الطلب، وقالت: «عضية العروس تتميز عن غيرها من بقية النساء اللاتي أقوم بعمل الشلفة لهن بمبلغ يتراوح بين 500 و1000 ريال»، مشيرة إلى أن طلب النباتات العطرية لم يقف عند هذا الحد فقط، بل صار يستخدم كباقات وسلال تصنع بتشكيلات حديثة تقدم كهدايا للزوار، وتتقدم مجالس الزوار والمناسبات. ولفت أحد تجار الخطور والكادي علي بن علي إلى أن موسم الصيف يزداد إنتاجها بكميات كبيرة في المنطقة، ويكثر بيعها في الأسواق، فتختلف أسعارها بحسب أنواعها، فهناك أنواع كثيرة يتقدمها الخطور والكادي والبعيثران، وهي منتج محلي والبعض مستورد من اليمن، وأشار إلى أن هناك أنواعاً أخرى من النباتات العطرية، لكن إنتاجها والطلب عليها قليل كالشار والريحان، لأن زراعته متوافرة في المنازل. ولفت أحد ناظمي الفل عبده أبكر إلى أنه ينظم الفل بحسب طلب الزبون، وهناك أشكال مختلفة مثل الكبش والمسابح والسحلات والمصار، وأسعار العمل لكل نوع يختلف بحسب زيادة الطلب، إذ يصل سعر تنظيم الكبش الذي ينظم بحبات مدبلة إلى 100 ريال، خصوصاً في أيام الأعراس والأعياد والمناسبات، موضحاً أن أسعار الفل البلدي المبروم يصل إلى 300 ريال، أما اليمني العادي فسعره 40 ريالاً، والمبروم الطويل سعره 150 ريالاً، والكبش المتسلسل سعره 700 ريال. وأضاف أن المسبحة القصيرة سعر الحبة فيها ثلاثة ريالات، وسعر المسبحة الطويلة خمسة ريالات للحبة الواحدة، أما السحلات فسعرها يختلف بحسب نوعها، فهناك سحلات يزداد الطلب عليها تسمى بالعصائب توضع على الرأس، والعصابة الواحدة عبارة عن 55 مسبحة من الفل سعرها 250 ريالاً، أما السحلات العادية، فهي عبارة عن 15 مسبحة يبلغ سعرها 75 ريالاً، وتوضع مصفوفة على رأس العروس، والمصار الواحد يوجد به 60 مسبحة فل، ويبلغ سعره 270 ريالاً.