تشتهر منطقة جازان -خاصة المناطق الجبلية منها- بزراعة الأشجار العطرية التي تجد رواجاً وبيعاً في شهر رمضان، حيث تُستخدم كباقات لاستقبال الضيوف وتتزين بها الفتيات والعرسان، إضافة إلى استخدامها من قبل الشباب لوضعها على الرأس كمشاقر (مفرد مشقر)، أو عقال يوضع على الرأس لإحياء عادات الآباء والأجداد الذين يستخدمونها في المناسبات الجميلة، وتحديداً في الأعياد ومناسبات الزواج وشهر رمضان الذي عادة يستقبل فيه الناس برائحة جميلة توازي فرحة الناس بالشهر الكريم، وبما يحمله من إيقاع ريفي أكثر تأصيلاً وتجذيراً لجمال طلعة الريف على المدينة.. إلاّ انه يعبق بكل جميل، ويوقظ فيك مشاعل الطفولة ومحافل الأعراس.. ويقودك إلى طرق كثيرة مليئة بالأحلام والتفاصيل الأكثر دهشة التي تزخر بها جغرافية المكان، وأزقة القرية وتدخل في صناعة هذا الإيقاع التراثي أو النباتات العطرية. طفلة تحمل وردة وتنظر إلى جمال الطبيعة وتعد الزينة الطبيعية للإنسان الجيزاني وتنتشر هذه العادات في عدد من المحافظات الجبلية، وإن كانت محببة لسكان المنطقة كنوع من أنواع العادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع الجازاني في استخدام هذه النباتات العطرية، ويستخدمها الرجل والمرأة، وتوجد لهذه الأشجار العطرية أجنحة خاصة في الأسواق الجازانية، وأيام الأسبوع تخصص لاقتناء هذه النباتات، وتحديداً في أيام الأعراس، حيث تعد إرثا أصيلا تعني بتوثيق عادات وتقاليد استخدامات هذه النباتات الغنية والتراثية وذات الرائحة الطيبة، كما يتخذها الناس لتزيين رؤوسهم. وتزرع هذه الأشجار في فيفا وبني مالك وجبال طلان والحشر والريث، حيث يقبل أهالي هذه الأماكن على استخدام هذه المشاقر أو العكر بشكل كبير، وتجد رواجاً في القرى والمدن الجازانية الأخرى، وتصدر إلى بقية المناطق كنوع من الهدايا الجميلة، خاصة الكادي، إلاّ أنها بدأت تتلاشى نوعاً ما في تفاقم العصرية رغم أصالتها؛ ولهذه النباتات أو المشاقر بصيغها المختلفة الكثير من المقولات التراثية.. وتختلف هذه المقولات والأهازيج من منطقة لأخرى وهناك مسميات كثيرة للنباتات العطرية تسمي بالمجموع، وتضاف إليها عدداً من المواد، وهناك الشلفة والعضية وهذه للنساء، أما ما يسمى بالعصابة أو المشقر يستخدمها الرجال وتستخدم هذه الأشجار العطرية في عمل العقود على الصدر والرقبة، وهناك الفعوه والكبش، وهذه يتم عملها من الفل والورد وتصنع باليد المجردة، وذلك بالإبرة الصغيرة وأنواع من الخيوط القطنية، وتنظم بأشكال دائرية ورصات منسقة وتهدى في الحفلات والمناسبات وزوار المنطقة والتي تشهد هذه الأيام إقبالاً كبيراً.