بالرغم من ضخامة وزنه، إلا أن عبدالحميد صريوفة 60 عاما، يتخذ من منزل شعبي صغير يسبح في الأدخنة وتفوح منه رائحة الشمع والعلك واللبان النفاذة، ورشة لإصلاح الآواني النحاسية القديمة والخربة بأشكالها وأحجامها المختلفة، والتي تعد مصدر رزقه الوحيد، كونه مفرطا في السمنة ويتحرك بصعوبة، وأوضح صريوفة ل «عكاظ» أن عمله يتلخص في إصلاح وتلميع الأواني النحاسية وإعادة الحياة فيها من جديد باستخدام بعض المواد كلبان المستكة والشمع. ويسترجع صريوفة، أيام صباه عندما كان في العاشرة من عمره ملازما لوالده في محله الواقع في حي باب الكومة، والذي لا يتجاوز أربعة أمتار، ويقول «كان والدي متخصصا في تبييض الأواني النحاسية قدور الطبخ النحاسية، دلال القوة، جرار الفول والتحف القديمة، وكنت أساعده في هذه المهنة إلى أن أجدتها وأصبحت أتقنها بمهارة»، وتابع «مع مرور الزمن والتطور الذي طال كل شيء بدأت المصانع في إنتاج الأواني النحاسية من التيفال، فقل الطلب على خدمة تبييض الأواني النحاسية القديمة، وابتعد والدي عن ممارسة هذه المهنة وأغلق محله، فاتجهت إلى مهنة إصلاح الشيش لتشابه العمل بينهما، ومع مرور الوقت استهوتني هذه المهنة وأدمنت على الرائحة الكلفونية». وزاد «مع التقدم في العمر زاد وزني بسبب مرض الغدد، وأصبحت قليل الحركة، إلا أن عشقي لهذه المهنة تجاوز عائق السمنة وتولد بداخلي إصرار على تكملة المشوار حتى أصرف من دخلها على عائلتي المكونة من 7 أفراد».