بدت حالة من الانتعاش الملحوظ لسوق الندى بمنطقة جدة التاريخية والمشهور ببسطات بيع اللبان، حيث يتزايد إقبال النساء وأيضا المعتمرين والزوار على شراء اللبان والمستكة كهدايا قبل عيد الفطر المبارك. وكما يقول ملاطف علي والذي بدأ العمل في هذه المهنة في السوق منذ ثمانية عشر عاما تتعدد أنواع اللبان ولكن أشهرها الشامي واللامي والمستكة والذكر وتختلف أسعارها بحسب النوع، وتبدأ من 60 ريالا لكيلو اللبان اللامي ذي الفص الصغير إلى أن تصل إلى 350 ريالا وأحيانا 500 ريال لكيلو اللبان اللامي «الفاخر» من نوع أمشاط. وتعد الصومال مصدر اللبان اللامي الأول، ويتوقف مدى جودته وبالتالي سعره على مكان زراعته، ومن المعروف أن أشجار اللبان في المناطق الجبلية يستخرج منها أفضل الأنواع فيما تكون الأنواع المستخرجة من الأشجار الساحلية أقل جودة وأرخص سعرا. أما اللبان الشامي فيأتي من إيران وسوريا وبعد أن كان الكيلو منه في حدود التسعين ريالا تزايد معدل سعره كما يقول البائع يحيى عاطف خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى أن تضاعف سعره في رمضان ووصل إلى 180 ريالا للكيلو. ويتم أحيانا خلط اللبان اللامي بالشمع والمستكة وتقوم بذلك بعض المصانع المصرية المتخصصة، ويتم تقسيمه إلى قطع صغيرة ووضعها في ورق سوليفان ثم في علب بلاستيكية، وكما يضيف يحيى فإن سعر العلبة الواحدة 3 ريالات. ولا يقتصر استعمال زبائن اللبان وأغلبهم من النساء كما يشير يحيى على التسلية فقط، بل يتم استعمال أحد أنواعه وهو اللبان الذكر لعلاج مرض الكحة، والسكري، بالإضافة لفوائد صحية أخرى متعددة كما يقال، ويبقى سعر اللبان الذكر في حدود الخمسين ريالا للكيلو. أما المستكة برائحتها المميزة والمحببة، فبينما تشير بعض التقارير إلى فوائدها الطبية من خلال دورها في التخلص من البكتيريا الحلزونية، من المعدة والفم، وهو ما يساهم في عدم حدوث اضطرابات هضمية واكساب الفم رائحة زكية إلا أن هناك تقارير أخرى تقول إن مضع لبان المستكة له أثر سلبي على الأسنان لأنه يقلل من درجة حموضة الفم وبالتالي تنشيط البكتيريا التي تتسبب في تسوس الأسنان. وتستخدم المستكة التي يصل سعر الكيلو منها إلى 720 ريالا، في الطبخ وصناعة الحلويات ويتم استعمالها أيضا في تبخير دلال القهوة من قبل الميسورين، ويتم استيرادها من اليونان، أما الأنواع الرخيصة والتي تباع بعشرين ريالا فعادة ما يقتصر استخدامها كبخور في المطابخ لتغيير رائحة الطبخ.