يقع حي «النظيم» في أقصى شرقي مدينة الرياض على طريق (خريص)، ويشهد الحي العريق بداية عملية تطوير متسارعة حتى يواكب باقي أحياء منطقة الرياض، عمرانيا وخدماتيا، خاصة أنه يشهد كثافة سكانية نحو 280 ألف نسمة، ويوجد في الحي بعض المراكز الخدماتية مثل الدفاع المدني، مركز هيئة النظيم والجنادرية، ومكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، ووحدتان صحيتان، وشرطة حي النظيم والجنادرية، والمدارس الحكومية للبنين والبنات، التي شرعت وزارة التربية والتعليم في بنائها بهدف تطوير العملية التعليمية في الحي. «عكاظ» تجولت في الحي ورصدت الحياة فيه، كما استمعت لآراء السكان، خصوصا أن الحي يعد من الأحياء القديمة التي انتهى العمر الافتراضي لبعض مرافقها، حيث اعتبر محمد العنزي (موظف حكومي) الحي أنه يفتقر للخدمات الضرورية، ومنها على سبيل المثال خدمة البنوك، فضلا عن عدم توفر نظام تصريف من السيول التي تحاصر الحي أثناء هطول الأمطار، وقال: «نصاب بالهلع في كل مرة تهطل فيها الأمطار بسبب تكدس المياه في الشوارع التي تحاصر السكان وتمنع تحركهم»، وزاد: «نواجه خطر الشاحنات عبر امتداد طريق (خريص)، الذي يشهد حوادث تحصد أرواح الشباب من أبناء الحي، ونأمل استبدال مسار الشاحنات إلى خارج الحي، ووضع حد لظاهرة (التفحيط)». من جهته، يرى عبدالله حفظي، (أحد قاطني حي النظيم) أن الحي لا يحظى بالاهتمام والعناية ويعاني سكانه نقصا في معظم الخدمات، وقال: «الحي بحاجة إلى مستشفى بطاقة استيعابية كبيرة، توازي الاتساع الجغرافي والزيادة في السكان»، فيما يرى بدر أبو أحمد، أن معاناة الأهالي تزداد بسبب الرعب والدمار والخوف التي تخلفه عبور آلاف الشاحنات يوميا، وكذلك قطع الإشارات، والسير بسرعات عالية، فضلا عن العوادم الكربونية والرمال المتطايرة، ويضيف: تسببت الشاحنات بحمولتها الزائدة في تلف الشوارع، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هنا مكب للنفايات عند مدخل النظيم من الناحية الشرقية الذي يتسبب في تلوث بيئي وبات مأوى للعمالة الوافدة ومجهولي الهوية الذي يجمعون المعادن المستخرجة من المكب. بدوره أكد سعيد نازل افتقار الشوارع الداخلية للخدمات البلدية، فلا أرصفة ولا إنارة وتعاني من حفريات تظل دون صيانة لفترات طويلة وقال: «الحي يفتقر للحدائق العامة وأماكن لرياضة المشي، وعدد المدارس لا يتناسب مع الكثافة السكانية، وجميعها في مبانٍ مستأجرة، ومسجد واحد، فيما بين خالد عيسى: «إن الحي يفتقر للمشاريع التطويرية فالشوارع متهالكة، والخدمات شبه معدومة، ولا يوجد سوى مركزين للصحة لا تستوعب حاجة السكان». «عكاظ» حملت آراء ومطالب السكان، إلى أمانة منطقة الرياض، خاصة في ما يتعلق بمكب النفايات التابع لوزارة الشؤون البلدية الذي يقع عند مدخل حي النظيم، ومخاطرها الصحية والأمنية على السكان، جراء حرق النفايات والإطارات والمواد البلاستيكية والتواجد الكثيف للعمالة المجهولة. مدير عام النظافة رفض التعليق على تساؤلات السكان إلا عبر إدارة العلاقات العامة في الأمانة الذين اعتذروا بدورهم رغم مخاطبة «عكاظ» لهم ولأكثر من مرة. وحول نقص الخدمات الصحية في الحي، أكد مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية في صحة الرياض استحداث مركزين صحيين جديدين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية لسكان الحي يقعان في حي الندوة والجنادرية الغربية، ليصل عدد المراكز الصحية في الحيين إلى خمسة مراكز تغطي جميع أرجاء الحي، مشيرا إلى توفر وحدات وأقسام خدمات الأشعة في جميع المراكز الصحية القائمة في الحي خدمة للمرضى من سكان الحي، فضلا عن خدمات الرعاية الصحية في تخصص طب وجراحة الأسنان عبر مجمع شرقي الرياض لطب وجراحة الأسنان والمجهز بأحدث التقنيات ويقدم خدماته لكافة أحياء شرق مدينة الرياض ومن ضمنها حي النظيم.