يعتبر حي النظيم الذي يقع شرق العاصمة من أكثر أحياء الرياض التي تعاني من قلة الخدمات المقدمة من جميع القطاعات الحكومية، وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وفي إطار حرصه على تكامل خدمات مختلف أحياء المدينة، قد وجه باستكمال الخدمات في حي النظيم خلال ترؤسه لمجلس المنطقة قبل نحو عام من الآن، ولكن حتى هذه اللحظة لا زال سكان الحي يعانون من صعوبات عديدة كانت واضحة خلال الفترة الماضية، مما يدل على عدم تفاعل الجهات المختصة لمعالجة القصور لتسهيل الحياة على سكان هذا الحي الذي أصبح محاطا الآن بأحياء عديدة منها الندوة والجنادرية وابن باز وغيرها، بجانب تميز الحي بالكثافة السكانية العالية. «عكاظ» التقت عددا من أهالي الحي للوقوف على مشاكلهم وخرجت بهذه الحصيلة. يقول المواطن عبدالله الشمري أنه لا يوجد صرف صحي للحي، مما سبب لهم معاناة كبيرة، ويبدو ذلك بوضوح أثناء موسم الأمطار والتي عادة ما تسبب خسائر لا تحصى للمواطنين. وأضاف أن جميع أحياء النظيم بحاجة إلى تمديد أنابيب صرف صحي تخدم الحي كاملا وأن المشكلة باتت تزعج السكان لتسببها في الكثير من المعاناة للسكان الذين أصبحوا مصابين بالربو نتيجة الرائحة الكريهة إضافة إلى مخاطر مياه الصرف الصحي التي تسيل على الطرقات، مؤكدا أنها أصبحت ظاهرة مألوفة نظرا لصعوبة الحلول. وأشار سالم النواف أن الحي أصبح مكبا لمخلفات البناء من الأحياء الجديدة القريبة من حي النظيم كما يعاني من مشكلة المطبات الصناعية غير النظامية التي تنتشر أمام المنازل عن طريق سكانها دون إذن أو تصريح من الجهات ذات الاختصاص، وهو ما يؤدي إلى تلف المركبات نتيجة سوء تنفيذ هذه المطبات بطريقة عشوائية. وطالب النواف بوجود مراكز ترفيه في الحي للسكان خاصة أنه محاط بمساحات كبيرة من الأراضي البيضاء والتي تسبب الأتربة، كما طالب وزارتي الشؤون الاجتماعية والإسكان بزيارة للحي للاطلاع على حال عائلات سعودية تسكن في صنادق خشبية وهي تعاني من العوز والحاجة وتعيش في ظروف معيشية صعبة ولديهم أطفال ونساء وكبار السن ويشكلون في ذات الوقت مشكلة كبيرة لسكان الحي بسبب عدم الاهتمام بالنظافة والاعتماد على مولدات الكهرباء. وأكد عارف العنزي كثرة الحوادث نتيجة تزايد المفحطين خاصة في شارع الأربعين والخمسين، بجانب مشكلة قائدي شاحنات الصرف الصحي والتي لا تزال تعبر مدخل الحي كل يوم دون توقف خاصة أن بعض الطرقات لا يوجد بها إنارة باعتبار أن الحي هو المنفذ الوحيد إلى المنطقة الشرقية، مبينا أن الطريق لا زال دون إضاءة كافية خاصة أنه من الطرق المهمة وقريب من سوق الأغنام والماشية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يسبب تخوفا لدى السكان في مداخل ومخارج الحي وأنه لابد من رقابة مرورية صارمة لهذه الشاحنات والالتزام بلوائح المرور وتعبيد الطرقات بشكل أفضل وأن تكون معبدة حتى يتمكن الجميع من القيادة بأمان لوقف نزيف الدم الذي يسيل على الشوارع خاصة باستهتار بعض الشباب أمام المدارس والمطاعم والأسواق. ويرى عادل الظفيري كثرة الحفريات في الحي والتي تحولت إلى مصائد للمركبات وكذلك في الشوارع داخل المناطق السكنية مما تسبب في وقوع بعض الحوادث المرورية وذلك بسبب عدم الرقابة على المقاولين الذين لا يقومون بتعبيد الطرق بشكل جيد وحسب المواصفات، مبينا أنه يوجد بعض التقاطعات الخطرة التي تحتاج إلى الدراسة من قبل الإدارة العامة للمرور ووضع حلول مناسبة لها. ويطالب فهد الرويلي بزيادة الخدمات المقدمة للحي مثل المدارس والمراكز الصحية وغيرها لمواجهة متطلبات أكثر من 200 ألف نسمة يقطنون الحي، معتبرا أن مدخل الحي يمثل إحدى المشاكل الكبيرة نظرا لانتشار مجموعات من العمالة من جنسيات مختلفة يمارسون بيع الخضار والفواكه بشكل غير نظامي، وحولوا مدخل الحي إلى سوق كبيرة وسط غياب شبه تام للبلدية والجوازات في ضبط المخالفين. وذكر راكان العتيبي أن الحي أصبح يمتاز بسمعة غير جيدة في جميع مناطق الرياض بسبب التفحيط والسرقات والمضاربات المستمرة وكذلك نقص الخدمات رغم أن الغالبية من سكانه من المواطنين، وطالب بتغيير هذه الصورة النمطية باستكمال تجهيزات الحي التي يحتاجها الناس لتحسين حياتهم المعيشية، مشيرا إلى وجود الكثير من الأشخاص مجهولي الهوية ومخالفي نظام الإقامة وهم يسكنون الحي ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، مما يتطلب زيارات مفاجئة للجهات الأمنية لضبطهم. وقال ل«عكاظ» عضو المجلس البلدي الدكتور مسفر البواردي إن المجلس سجل عدة زيارات لحي النظيم وتلقى العديد من المطالب التي تركز على الاحتياجات الخدمية وتسهيل ربط الحي بالأحياء القريبة وخاصة حي النسيم الأكثر قربا من الطرق الرئيسية مثل خريص إلى جانب إيجاد حلول جذرية لمكب الصرف الصحي والتي تمثل خطورة بيئية على السكان والبحث عن حلول له ولغيره من المطالب خاصة أن هناك 1200 وايت يكب يوميا في هذه البحيرة والتي تعتبر أكبر من بحيرة جدة. وأضاف أنه توقف الآن الكب فيها وتحولت الوايتات لجهات أخرى، وهذا يعتبر من أهم مطالب المجلس، مؤكدا أن الجهود جارية حاليا لتأهيل هذه البحيرة وهذه الأراضي في إطار السعي لحل مختلف المشاكل بإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الأمانة. وقال البواردي إن السكان يعانون أيضا من الناحية الأمنية وانتشار ظواهر السرقة والتفحيط والمضاربات والتعدي على سيارات الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف وتواجد أعداد كبيرة من مخالفي نظام الإقامة والبدون، مشيرا أن المجلس رفع تقارير وتوصيات لكل الجهات المختصة لهذه المشاكل وتمت اجتماعات طويلة مع أمانة منطقة الرياض ومجلس المنطقة لحل هذه الصعوبات والتي تواجه هذا الحي ولقد استقبلنا العشرات من الشكاوى الأخرى المتعلقة بالصرف الصحي والطرق وغيرها وهي محل نظر المجلس ونأمل أن يستطيع المجلس القادم حلها بالتعاون مع الجهات المختصة.