يُعاني حي النظيم، ( أحد الأحياء الشرقية في العاصمة الرياض)، من إشكالاتٍ عدة، حيث يحتاج إلى إعادة هيكلة وترتيب بالكامل، حسبما أفاد مختصون ، ويُعد حي النظيم الذي ليس له من اسمه شيء، من الأحياء القديمة التي انتهى العمر الافتراضي لبعض مرفقاتها، أوتُعاني من عدم توافر الخدمات. «الشرق» جالت في الحي ، واستمعت لما يُكنّه الأهالي في نفوسهم لحيهم المُتهالك وفقاً لنظرة البعض منهم. حي خارج الخدمة يرى عبيد أبو رياض أحد قاطني حي النظيم ويعمل مدرساً، أن الحي من الأحياء المظلومة، من ناحية الاهتمام والعناية في توافر الخدمات، مبيناً أن السكان يُعانون معاناة كبيرة من نقص أغلب الخدمات، وقال :» نتيجة لنشوء عدة أحياء مجاورة محسوبة على الحي، زادت الكثافة أكبر من اللازم، بالإضافة إلى عدم احتوائه إلا على مركزين صحيين يفتقران للكثير من الأجهزة والكوادر الطبية، في مقابل عدد كبير من السكان، وهذا أمرٌ لا يؤدي جزءاً من الغرض والخدمات التي من المفترض أن ينعم بها الأهالي، فالحي بحاجة لإنشاء مستشفى بطاقةٍ استيعابية كبيرة ، توازي الاتساع الجغرافي والزيادة في السكان. الشوارع الداخلية وأكد أبورياض أن الشوارع الداخلية تعاني من عدم الاهتمام، وقال: «كثير من الشوارع بلا أرصفة ولا إنارة، وتعاني من حفريات تبقى بدون صيانة لفترات طويلة، ناهيك عن أنه يعاني من عدم وجود حدائق عامة، أو مواقع مخصصة لممارسة رياضة المشي، كما هو معمول به في الأحياء الأخرى، فيما لا يتناسب عدد المساجد مع الكثافة السكانية الكبيرة في الحي، ولا يوجد سوى مسجد واحد فقط من المساجد التي أنشأتها وزارة الأوقاف، والبقية قامت على اجتهادات فاعلي الخير من المحسنين. عدد المدارس ويكمل قائلاً «عدد المدارس لا يتناسب مطلقا مع الكثافة السكانية للحي، فعدد ساكني الحي يربو على 120 ألف نسمة تقريباً، ولا يوجد سوى 26 مدرسة للبنين في مراحل التعليم الثلاث، جميعها مستأجرة، عدا ستٍ منها فقط، المدارس هي الأخرى تُعاني من كثافة عاليةً جداً لا تتناسب مع الأعداد الطبيعية، فالفصل الواحد يجمع أكثر من أربعين طالباً، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المعلم والعاملين بالمدرسة، تنعكس نتيجته سلبا على الطالب.» نقص الخدمات وقال محمد السبيعي موظف حكومي، «الحديث يطول ويطول عن حي النظيم، هذا الحي الذي للأسف يُعد أحد أسوأ الأحياء إن لم يكن أسوأها على مستوى مدينة الرياض، كونه يفتقر للعديد من الخدمات، ومنها على سبيل المثال، البنوك، نرى أن أغلب أحياء الرياض تحوي بنوكا متعددة، بينما في حي النظيم لا يوجد إلا بنك واحد فقط، هذا أمر لا يُعقل أن يكون في حيٍ يضم عشرات الآلاف من السكان بنك واحد. وحول السبيعي الحديث سريعاًَ من البنوك إلى تصريف السيول «فحينما تأتي الإمطار نقلق كثيراً، بسبب تكدس المياه في الشوارع، قد لا يجد الشخص طريقا من أجل الذهاب للعمل أو للمنزل، فأغلب الشوارع ممتلئة بالمياه ولا يوجد أي نوع من التصريف، وإذا حضر التصريف فيحضر في وقت متأخر جداً، لا سيما أن التصريف يكون بطريقة بدائية عن طريق «وايتات الشفط»، أضف إلى ذلك الطرق تخطيطها وتنظيمها سيئ للغاية، والبعض منها يكاد أن يكون معدوماً للغاية.» خطر الشاحنات ويُبرز السبيعي أمراً هاماً ومُعضلة كبيرة، وهي مرور الشاحنات عبر امتداد طريق خريص، حيث يشهد هذا الطريق مجازر يذهب ضحيتها أسر وشباب من أبناء الحي، والسبب هو قائدو الشاحنات، وقال: « نتمنى على الأقل إيجاد حل لاستبدال مسار الشاحنات إلى خارج الحي وعدم مرورها في هذا المسلك. وهناك مشكلةٍ أكبر، وهي قضية التفحيط، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة النارية خلال الفترة الأخيرة، وهو أمراً بات ظاهراً، فعند حدوث أي مشاجرة حتى وإن كانت بسيطة ولأسباب ربما تكون تافهة، تكون الأسلحة النارية حاضرةً بقوة، ناهيك عن وجود مركز أمني واحد، أي مركز شرطة واحد يخدم الحي مترامي الأطراف، لا أعلم ما السبب ..؟! وأتساءل عن عدم وجود مراكز شرطة تكفي وتتناسب مع نسبة سكان الحي.» تجدد المعاناة يقول الدكتور بدر مناحي أحد قاطني الحي،»مع كل يوم جديد تتجدد وتزداد معاناة أهالي أحياء النظيم والجنادرية، بسبب الرعب والدمار والخوف التي تخلفه عبور آلاف الشاحنات يومياً، في ظل الغياب الأمني عن طريق خريص النظيم، بالرغم من أن طريق خريص طريق سريع، إلا يُعاني من تصميم خاطئ، يؤدي إلى حدوث كوارث يذهب ضحيتها أحياناً أرواح بريئة». وأضاف « قطع الإشارات، و أخذ جميع المسارات المرورية من قبل الشاحنات، والسير في أي وقت وبحمولات مضاعفة وبسرعات عالية، أصبحت مشاهد مألوفة، فالعوادم الكربونية وبياض الغبار المثار من جوانب الطريق ومن الرمال المحملة لا يُحتمل، الشوارع أصبحت تالفة بسبب تلك الشاحنات المخالفة، والفاتورة يدفعها الخاسر الأكبر، وهو المواطن، كما نعاني عند مدخل النظيم من الناحية الشرقية بوجود مكب النفايات التابع لوزارة الشؤون البلدية، وحرقها والتي تسبب تلوثاً بيئياً وسحب الدخان الأسود الذي تغطي سما الحي، كما تحول حرق النفايات إلى تجارة تجذب الكثير من المواطنين والعمالة الوافدة ومجهولي الهوية لبيع المعادن المستخرجة من تلك النفايات. « حرمان من التطوير ويضيف صالح العريف «موظف في القطاع الخاص» قائلاً «إن حي النظيم يعتبر ملغياً من المشروعات التطويرية، كل شيء فيه مبعثر، الشوارع منهكة، والخدمات شبه معدومة، ولا يوجد سواء مركزين للصحة، والطاقة التي تشغلهما ضعيفةً جداً، هذا أمرٌ منهك للأهالي مقارنةً بأحياء أخرى. ويُجمل العريف حديثه بالقول «إن مشكلات الحي لا يتحملها المسؤولون فقط، بل يجب أن يتحملها الجميع، بمن فيهم أعيان الحي والعمدة وعضو المجلس البلدي، الذين يجب عليهم إيصال صورة الحي الحقيقة للمسؤولين، لمعالجة مشكلات الحي ووضعه ضمن خارطة العاصمة الرياض بدلاً من عزله. وتطرق عبد العزيز المدلج ، إلى المشكلات التي يعاني منها أهالي الحي، ومنها «التفحيط في الشوارع، وعدم وجود رادع للمتهورين، لدرجة أن قسم الشرطة كان داخل الحي، وفجأة انتقل إلى أطراف الحي، ناهيك عن عدم وجود مراكز اجتماعية تحفظ شباب الحي وتعلمهم أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع كغيرهم من الشباب في الأحياء الأخرى». مائة ألف نسمة ويقول عبد الرزاق عنتر العنزي عضو المجلس البلدي في الرياض، وهو أحد قاطني حي النظيم: يبلغ عدد سكان حي النظيم أكثر من مائة ألف نسمة تقريباً وقد تم إنشاء هذا الحي قبل عام 1395 ه ويُعد حي النظيم من الأحياء القديمة بمدينة الرياض وتتألف طبقات المجتمع داخل الحي من كافة الفئات وتطغي عليه فئة الشباب والتي تشكل أكثر من 50 % ومدينة الرياض بصفة خاصة يتوافد عليها قرابة ربع مليون نسمة هجرة داخلية وبحي النظيم أكبر نسبة تعليمية بالنسبة لمدينة الرياض ونسبة الأكاديميين تعد نسبة مرتفعة جداً . والحي في بادئ الأمر كانت تسوده نسبة الأمية وكانت تصل إلى 90 %. ولا أحد يجهل بأن الحي يعاني من نقص في الخدمات والكمال لله، ولكن إذا كان الهدف من المسؤولين طيبا جداً وهنالك تقدير للمسؤولية منهم، والمنهج للدولة واضح وولاة الأمر أوضح بكثير لجنة اجتماعية ويرى مدير لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي النظيم والجنادرية، فهد سميح أن الحي يُعاني من كثير من الإشكالات، كنقص الخدمات الأساسية التي يحتاجها أي حي يُمكن العيش به بخدمات يحتاجها الإنسان. وقال: «اللجنة التي نعمل بها لجنة اجتماعية تقوم على الدعم الخيري بنسبة كبيرة، ولها حدود وإمكانات بسيطة مادية وبشرية، فتراعي الجمعية بدورها بعض الإشكالات الاجتماعية التي يُعاني منها بعض أهالي الحي، من حيث الفقر، والتفكك الأسري، والفراغ لدى فئات الشباب من الجنسين، بالإضافة إلى دعم برامج الأطفال. ومن أعمال اللجنة على سبيل المثال، إقامة أسواق الأسر المنتجة، وتسويق منتجات الأسر الفقيرة، وإقامة البرامج الثقافية لملء فراغ الشباب، فيما تهتم بتقديم الدورات التأهيلية المختلفة المجانية لذوي الحاجة، وتقوم اللجنة على رعاية روضة أطفال، تقدم خدماتها ل 250 طفلاً برسوم رمزية، كما تقوم اللجنة على دار للفتاة يستفيد من خدماتها عشرات الأسر في الحي، فكل هذه الجهود المذكورة في حدود إمكانات اللجنة المالية، ولهذا نحن نهيب بأهل الخير لدعم اللجنة لزيادة أنشطتها وفاعليتها، كما نهيب بأهل الحي التواصل مع اللجنة وطرح المقترحات وتسديد الخلل، فاللجنة لهم ومن حقهم أن يستفيدوا منها إلى أقصى حد ممكن. الحي يعاني من المشكلات الكثيرة الفقر ونقص الخدمات، ما يحتاجه الحي فعلا هو قرب المسؤولين منه، والدخول في واقعه ورؤية الأمور كما هي عليه في الواقع. وبالمناسبة، اللجنة تُعد لجنة أهلية مسجلة رسمياً بوزارة الشؤون الاجتماعية، ويشرف عليها بشكل مباشر مركز التنمية الاجتماعية في الرياض، وتقوم ميزانيتها على جزء من الدعم الحكومي، وجزء من التبرعات الخيرية، فيما يقوم عليها أعضاء متطوعون من الحي، ويعمل على تنفيذ أعمالها ونشاطاتها طاقم تنفيذي من الجنسين يعمل بأجور رمزية. مراكز صحية و كشفت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض عن استحداث مركزين صحيين جديدين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية لسكان حي النظيم شرق مدينة الرياض. وأوضح مساعد مدير عام الرعاية الصحية الأولية بصحة الرياض الدكتور منصور بن علي اليوسف أن المركزين الجديدين والجاري العمل في إنشائهما حالياً يقعان في حي الندوة والجنادرية الغربية ليصل عدد المراكز الصحية بالنظيم والجنادرية الغربية بعد افتتاحهما إلى خمسة مراكز تغطي جميع أرجاء الحي. وأشار الدكتور اليوسف إلى وجود ثلاثة مراكز صحية بحي النظيم تقدم خدماتها لما يقرب من مائة ألف نسمة بمعدل 33 ألف شخص لكل مركز، وهو المعدل الذي سينخفض بعد افتتاح المركزين الجديدين إلى قرابة عشرين ألفاً، علماً بأن المراكز الخمسة مصنفة فئة « ج « بما يتيح لكل منها حسب معايير تصنيف المراكز الصحية تقديم خدمات الرعاية الصحية يما يقرب من 32 ألف نسمة. وعن خدمات الرعاية الصحية في تخصص طب وجراحة الأسنان أكد د. اليوسف أن مجمع شرق الرياض لطب وجراحة الأسنان والمجهز بأحدث التقنيات يقدم خدماته لكافة أحياء شرق مدينة الرياض ومن ضمنها حي النظيم. ولفت مساعد مدير عام الرعاية الصحية الأولية بصحة الرياض إلى أن جميع المراكز الصحية القائمة بحي النظيم تتوفر فيها وحدات وأقسام لخدمات الأشعة، لخدمة المرضى المراجعين من سكان الحي. اعتذار ومماطلة توجهنا إلى أمانة منطقة الرياض للإجابة لمعرفة السبب وراء قرب حرق الإطارات والأسلاك والبلاستيك وعموم النفايات في مكب النفايات التابع لوزارة الشؤون البلدية من حي النظيم وتواجد العمالة التي حولت المكان لتجارة لهم ؟! وعن المشكلات التي يعاني منها الحي حيث تم تحولينا إلى مدير عام النظافة المهندس أحمد البسام وعند مقابلته رفض الإجابة عن الأسئلة إلا عن طريق العلاقات العامة الخاصة، وتوجهنا إلى عبدالرحمن السيف المسؤول عن العلاقات الخاص بادرتهم واعتذر عدة مرات على مدى أسبوعين بعد أن وعدنا بالإجابة. الأوساخ الملقاة على جانب الطريق تواجد الشاحنات داخل الحي بكثرة محل غاز في وسط الأحياء السكنية محلات الخضار تتواجد في وسط الشارع ملعب المدرسة تغلقه إحدى شركات المقاولات منظر عام على حي النظيم وحدة عمل كهربائية ذات قوة عالية تعرض أبناء الحي للموت المحتم يتزين الحي بمياه الصرف الصحي مع الحفريات ( تصوير : حسن المباركي)