بشكل واضح للعيان وفي وضح النهار يتحدى مجهولو الهوية من الافارقة، الانظمة والتعليمات التي منعت تأجير الدراجات النارية والخيول والجمال على المتنزهين وزوار كورنيش جدة الشمالي، نظرا لخطورتها وتسببها في الكثير من الفوضى فضلا عن تسببها في تلوث البيئة. وبالرغم من التعليمات المشددة لمنع التأجير لا يزال هؤلاء المجهولون يمارسون عملهم بكل اريحية امام دوريات الامن ومراقبي الامانة، دون اي تدخل يذكر من قبلهم للقبض على هؤلاء المخالفين او مصادرة ما يؤجرونه على المتنزهين. يقول مصطفى الجهني: قصدت وأسرتي كورنيش جدة للتمتع بالاجواء الجميلة التي تشهدها المحافظة هذه الايام، وفضلنا الجلوس في إحدى الحدائق ولكن مع الأسف لم نستطع البقاء لفترة طويلة بسبب انتشار الدراجات النارية بشكل مبالغ فيه حيث انها لم تترك اية مساحة للمتنزهين والزوار. واستغرب من استحواذ مجهولي الهوية من مؤجري الدراجات النارية على ساحات الكورنيش المخصصة في الاصل للعوائل، ما حرم العديد من المتنزهين من الجلوس فيها لا سيما ان الدراجات النارية تتسبب في فوضى وازعاج يستحيل معه قضاء اوقات للتنزه والاستجمام، مطالبا الجهات المعنية بالقبض على مؤجري الدبابات النارية او تخصيص مواقع محددة لتأجيرها على المتنزهين ورواد الكورنيش من الشباب. شامي صديق يقول يجب على الجهات الأمنية ملاحقة هؤلاء المجهولين والقبض عليهم ومنعهم منعا باتا من التواجد في الأماكن والساحات التي خصصت للعوائل والأطفال على كورنيش جدة. وأضاف: حضرت مع أسرتي للجلوس في الحديقة المجاورة لدوار النورس وفوجئت بانتشار الدراجات النارية والخيول داخلها بشكل لافت، وقد لاحظت مشادات كلامية مع أحدهم وهو يقوم بتهديد أحد رواد الحديقة بعد أن ضاق ذرعا من الإزعاج الذي حول الحديقة لسباق للدراجات النارية ولا ترى سوى الغبار، لدرجة أنني وقفت أمام رغبة أحد أبنائي في الركوب على الدراجة لأن المكان ليس مخصصا للدراجات النارية. وانتقد يونس محمد طاهر انتشار الدراجات النارية في كورنيش جدة بهذا الشكل، خاصة انها تشكل خطرا حقيقيا على الاطفال الصغار الذين جاءوا بحثا عن «أرجوحة» أو «زحليقة». وأضاف: يجب على الجهات الامنية العمل على ابعاد الدراجات النارية عن ساحات الكورنيش كون اصواتها مزعجة وتمنع المتنزهين من الجلوس بأريحية في الموقع. من جانبه، قال مدير عام الحدائق العامة في أمانة محافظة جدة الدكتور بهجت حموة: نحن أمام مشكلة حقيقية تتطلب تضافر كافة الجهود المبذولة للحد من انتشار الدراجات النارية والخيول داخل الحدائق العامة وعلى ساحات الكورنيش. وأضاف: الأمانة تقوم بجهود كبيرة في تجهيز وتهيئة الحدائق لتكون متنفسا حقيقيا لسكان مدينة جدة وزوارها من خلال متابعتها وصيانتها بشكل دوري، مشيرا الى أن إدارة الحدائق العامة غير مختصة بمتابعة هؤلاء المخالفين، إذ يقتصر دور الادارة على تبلغ البلدية الفرعية وتزويدهم بالملاحظات المرصودة. ولفت الى أن موظفي البلديات ما هم إلا موظفون مدنيون يقتصر دورهم في مصادرة الدراجات والخيول، وليست لديهم الصلاحية في عملية القبض على المتجاوزين والمخالفين للأنظمة والتعليمات. وقال الدكتور بهجت إن هناك لجنة مكونة من الأمانة والشرطة والمرور لمتابعة الممارسات الخاطئة. وذكر الدكتور بهجت أن هناك الكثير من الملاحظات والممارسات الخاطئة، منها تواجد الدراجات النارية والخيول في الحدائق، ودخول بعض السيارات داخل الحدائق، وتكسير الانارة والكتابة على المجسمات الجمالية، مشيرا إلى معاناتهم في صيانة الحدائق بعد تركها الموقع، وما تحدثه من عمليات تخريبية وأضرار تلحق بأرضية الحديقة وألعاب الأطفال والأرصفة، «نكتشف تأثرها كثيرا بالممارسات الخاطئة، إضافة إلى الأضرار الصحية التي تلحق بمستخدميها من الأطفال والشباب». دوريات سرية بدوره، أكد المتحدث الأمني في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، وجود حملات أمنية مستمرة تشترك فيها قوة المهمات والواجبات الخاصة والفرق السرية التابعة للبحث الجنائي، لمتابعة الدراجات النارية التي تثير الفوضى والإزعاج في الأماكن العامة والمتنزهات والحدائق. واضاف: تعمل الحملات الامنية على متابعة ورصد هؤلاء المخالفين تمهيدا لضبطهم واحتجاز الدراجة النارية لحين الانتهاء من الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى أن عمليات الملاحقة تكون حتى في المواقع التي توجد فيها الدراجات النارية سواء في الاحواش أو مراكز الصيانة أو في مداخل جدة عبر نقاط التفتيش.