يشكو مرتادو كورنيش جدة من انتشار الطحالب على ضفاف الشاطئ، بينما تعكر الهواء الروائح الكريهة المنبعثة من البحر بسبب ما تبقى من مصبات الصرف الصحي التي تصب في رحم البحر. وتسببت البيئة البحرية الملوثة في تكون بيئة بحرية طاردة للسكان، إضافة لمباغتة الفئران لرواد لكورنيش، فضلا عن تسيب العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل الذين يمارسون ما توافر لهم من عمل عشوائي في الهواء الطلق. وأكد ل«عكاظ» مدير عام المرافق البلدية والحدائق في أمانة محافظة جدة الدكتور بهجت حموه أن مثل هذه التجاوزات من قبل المجهولين أثرت على عدد من الحدائق والمرافق البلدية بشكل سلبي وملحوظ، خاصة أنها تسببت في إتلاف المسطحات الخضراء، والتنغيص على الزوار لما يواجهونه من حوادث عرضية وخطورة قد تقع جراء جهل الأطفال بقيادة الدراجات النارية. ولفت الدكتور حموه إلى أن أمانة محافظة جدة وبالتنسيق مع أمن المهمات والشرطة وشرطة البلديات تكفلت بوضع الرقابة على المنتزهات والبحر، وخلوها من المخالفين للأنظمة وخاصة أصحاب الدراجات النارية والخيول، كونها أكبر التحديات التي تواجهها أمانة جدة وبالتحديد إدارة الحدائق، لما يترتب على ذلك من ضرر. ودعا مدير إدارة الحدائق الأمانة إلى إيجاد مواقع مخصصة للدراجات النارية والخيول على أن تكون بشكل نظامي، وتتوافر فيها كافة اشتراطات السلامة والصحة، لضمان تفادي وقوع الحوادث، محذرا الزوار والعامة من التعامل معهم خاصة، أن أمراضا معدية قد تنتج جراء الالتصاق بالحيوانات لعدم نظافتها. الزوار والأهالي لم يكتفوا بالإشارة إلى ما يعانيه الكورنيش من تلوث بيئي، حتى امتدت ملاحظاتهم إلى التلوث البصري جراء الكتابات الخادشة للحياء على الجدران القريبة من أماكن جلوسهم، لافتين إلى تدني مستوى النظافة في وسط الكورنيش بشكل أجبرهم على مغادرة أماكن جلوسهم. زائر تمنى أن يزور كورنيش جدة في الإجازة الصيفية المقبلة وقد تغير وضعه المأساوي، على حد وصفه. يقول علي مقبول «أتمنى أن يتطور كورنيش جدة إلى الأفضل، خاصة في ظل المشاريع التي تعلن عنها وسائل الإعلام بين فترة وأخرى». الجدير بالذكر أن محافظة جدة شهدت منذ الاثنين الماضي حملة نظافة على الكورنيش، وتم بناء عليها نشر الملصقات الإعلانية التي تحث على الاهتمام بالنظافة، وتلقى هذه الإعلانات صدى واسعا بين المتنزهين، الأمر الذي أثر على سلوكيات البعض منهم بشكل إيجابي.