رفض سكان حي كيلو 14 الشمالي حلول أمانة جدة، والشركة الوطنية للمياه، والمتمثلة في صهاريج تشفط المياه الجوفية التي أغرقت الحي، وفي جيئتها وذهابها زادت الطين بلة، ولم تفلح في معالجة ما أرسلت لمعالجته. وتعالت مطالبهم مشددة على سرعة ربط الحي بشبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية، التي لا تبعد عنهم أكثر من كيلو متر واحد، فهي الحل الوحيد، مستغربين تجاهل وضعهم بدا من الأحياء المجاورة. السكان والواقع يقولان أن الأدوار الأرضية في منازل الحي، أصبحت قاعا لسطح المياه، والبرك الآسنة تشبعت منها الأرض، ولا تستطيع منها فكاكا، فحاصرت المساجد والمدارس، وضرب فيها الأهالي عوامات من ال «بلك» والأخشاب، وأي شيء يطفو، لتكون مواقع لأقدامهم في الذهاب والإياب، وفي الخلاصة أن لا شخص منهم يسلم من الغرق والاتساخ، أما مرور النساء فحكاية تكشف تفاصيل لا تروى. علي الشريف (من سكان الحي) أكد أن مياه الشرب اختلطت بالمياه الجوفية، وأصبح الطفح المائي أبرز شيء في الحي، وكونت بؤرا لتكاثر الحشرات والبعوض، والتي لم تجد معها أية مبيدات لمكافحتها، إذ اكتسبت المناعة جيلا بعد جيل، من طول أمد بقائها في ذات البيئة، منذ أن بدأ طفح المياه قبل عامين، كما ان تجمعات المياه منحت الأشجار سبب الحياة، فتكثف نموها وتكتلها، لتزدهر بيئة الحشرات والقوارض أكثر فأكثر. وقال أحمد الحذيفي «لم نترك أي جهة معنية إلا وخاطبناها لحل هذه المعاناة، والتي أحالت منازلنا بذاتها إلى بؤر لتكاثر الحشرات، فربت بيننا وأصبحنا أسفل منها في سلسلتها الغذائية، وبالأخص البعوض، ونخشى من ناقل حمى الضنك أن يصيبنا بلسعاته في مقتل». وأضاف «لا تبعد عنا أنابيب شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية، إلا ما يقارب كيلو متر واحد فقط، ورغم ذلك لم يكن للحي نصيب في تمديداتها، ولم تتحرك أية جهة لإنقاذنا، و لا يكاد يوم يمر دون أن نبلغ الأمانة أو شركة المياه الوطنية». أما موسى البارقي فقال إن معاناتهم من هذه الطفوحات مستمرة والمياه تخرج من باطن الأرض، وحاصرت بعض المنازل وغمرت منازل أخرى وأعاقت الدخول إلى مسجد الحي والمدارس، ولا نجد حلا لدى أية جهة. مصدر في شركة المياه الوطنية، أكد أن شكوى المواطنين محل الاهتمام، واتخذت تدابير عاجلة بتخصيص صهاريج شفط للمتضررين، وترسل وفق الطلب، فيما تغطي شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية، أجزاء كبيرة من حي كيلو 14، وجاري اتخاذ الحلول اللازمة لإنهاء معاناة سكانه بالكامل.