صبّ رئيس مركز حي كيلو 14 هاشم بن سعيد الزهراني جام غضبه على بلدية أم السلم، متهماً إياها بالتقصير في أداء المهمات المطلوبة منها تجاه الحي، مشيراً إلى أنه على رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على كارثة السيول التي اجتاحت جدة أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلا أن إفرازاتها لا تزال ظاهرة للعيان في حيه المتضرر، «حتى الآن». وقال الزهراني ل«الحياة»: «فوجئنا أن العقد المبرم بين بلدية أم السلم وشركة النظافة العاملة على إزالة النفايات ومخلفات الكارثة، انتهى قبل أن ينظّف الحي كاملاً، فلا يزال كيلو 14 يعاني من المستنقعات التي تحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات، إضافة إلى انتشار الأوساخ في أرجائه كافة»، لافتاً إلى أن الحي بأكمله يعاني من تكدس المياه في طرقه، نظراً لافتقاره إلى شبكة صرف صحي. واستغرب من وعود أحد المسؤولين بتغطية الحي بشبكة الصرف الصحي خلال عامين، مفيداً أنه ليس من المعقول أن يظل الحي الذي تزيد مساحته على 18 ألف كيلو متر مربع طوال تلك المدة بلا تصريف. وأضاف: «لن تنتهي تلك الفترة حتى تكون الأوبئة والحشرات فتكت بنسبة كبيرة من السكان، فأسراب البعوض والحشرات وجدت في المستنقعات بيئة خصبة لتكاثرها، وباتت تشن هجمات متواصلة على السكان من دون هوادة، فضلاً عن أن المياه الجوفية التي يترفع منسوبها بتساقط الأمطار، اعتدت على أساسات المنزل». وشكا رئيس مركز حي كيلو 14 من حال العطش التي يعيش فيها السكان، موضحاً أنهم دائماً ما يقعون ضحايا لجشع بعض أصحاب الصهاريج ممن وجدوا في غياب الماء عن الحي لأكثر من شهر فرصة للمساومة والتلاعب بالأسعار. وألمح إلى أن الحي يشكو من اختناقات مرورية وربكة في السير بسبب تحطم العديد من الطرق والأرصفة الحيوية داخله، متمنياً من الجهات المختصة تدارك الوضع وإجراء صيانة فورية لها. وذكر أن مهمات عمله في مركز الحي تقتصر على مخاطبة اللجان المختصة (بلدية أم السلم ومركز شرطة المنتزهات وإدارة الدفاع المدني) لتقديم خدماتها للحي، مفيداً أنهم في المركز يزودون تلك الجهات بالمشكلات التي يعاني منها ويقدمون حلولاً مقترحة لها أيضاً. بدوره، أكد أحد سكان كيلو 14 المواطن محمد درويش أن مياه الأمطار انتشرت في الطرق الرئيسة في الحي، وتسببت في اختناقات مرورية فيها، وأتلفت المركبات، مطالباً «أمانة جدة» بتخصيص عربات لسحب المياه المتجمعة من الطرق، لاسيما وأنها تحولت إلى بؤر لحمى الضنك. إلى ذلك، تذمر المواطن محمد الغامدي من غياب المياه عنهم فترة طويلة، ولجوئهم إلى صهاريج المياه التي تتلاعب في الأسعار، مطالباً بإنهاء حال العطش التي يعيشونها منذ فترات طويلة، وتمنى أن ينعم الحي بشبكة تصريف لمياه الأمطار والمجاري، كما أن النفايات لا تزال متكدسة في أروقته والاهتمام به بيئياً. في المقابل، أكد رئيس بلدية أم السلم المهندس سعيد مدني أنهم في البلدية ليسوا مخولين بالتصريح لوسائل الإعلام، مشيراً إلى أن تلك من مهمات اللجنة الإعلامية في أمانة جدة، فيما تعذر وصول «الحياة» إلى مسؤولي اللجنة، على رغم اتصالاتها المتكررة.