أزعم أننا لن نختلف بأن الوظيفة تعد نقلة نوعية في حياة الفرد لما يتخللها ولنقل ويسبقها من انفعالات كالقلق والتوجس وهي لا ريب أحاسيس واستجابات طبيعية لا بل وصحية مردها الخوف من الإخفاق والفشل في تحقيق الطموحات والتطلعات فضلا عن توقعات مناخ العمل وما يعتريه من متغيرات، وبمقتضاه سوف نتناول بعض الإرشادات أو التوصيات سمها ما شئت التي يتعين على أي موظف (مستجد) وربما غير المستجد الاضطلاع بها... منها الإيجابي بغية العمل بها بوصفها من أهم ميكانيزمات (مقومات) نجاح الموظف... ومنها السلبي المراد تجنبه درءا لتداعياته الضارة التي حتما سوف تجر الموظف لمنحدر الإخفاق والفشل... بالمناسبة التوصيات هي عصارة خبرات وتجارب موظفين ومديرين يمثلون مختلف قطاعات ومنظومات العمل إليكم هي: 1 التكيف مع المناخ: بادئ ذي بدء لا بد من التنبه بأن الإدارة أي إدارة لا بد يشوبها كثير من المتغيرات وربما المفارقات والترهات لناحية سلوكيات موظفي المنظومة بما فيها المدير أو لجهة الهيكل التنظيمي بصفة عامة بمعنى أن الموظف المستجد قد يصطدم بأمور ومشاهد لم يكن يتوقعها وبكلمة أخرى يفاجأ بعكس ما كان يتصوره أو يستشرفه، وتلافيا لهذا الوقع الصادم عليه أن يتهيأ لما سيواجهه بل قل توقع الأسوأ فذلك أدعى لتأقلمه وتكيفه مع مناخ العمل، وهذا لا يعني ويجب ألا يعني استحسان السلبيات واستعذاب الترهات بل غاية الأمر التحصن من الإحباط وخيبة الأمل التي تنعكس بالضرورة على معنويات الموظف واستتباع عطائه. 2 الولاء للعمل: لا جدال بأن الولاء من أهم القيم التي تقود بالمطلق للإخلاص والتفاني في مجمل التفاعلات الحياتية ونقصد بالولاء في هذا الوارد أن ينصب ولاء الموظف كلية لناحية المنظومة لا للمدير فجدير بالذكر أنه متى ما ترسخت هذه القيمة لدى الموظف وعمل بمقتضاها حتما سيكون أكثر إنتاجية وعطاء ولن يثنيه عن تأدية واجبات العمل حتى في حال عدم تقدير المدير لمعطياته أو تجاهل قدراته.. ما يجب أن يعرفه الموظف أن المدير أي مدير سوف يتغير أو يغادر الإدارة شاء أم أبى عاجلا أم آجلا أما العمل فهو باق. 3 صم أذنيك: (الصمم) مطلب أساسي في بعض الأحايين والمواقع فمعلوم لدى الجميع أنه لا تكاد تخلو إدارة من بعض الموظفين المتسيبين الذين لا هم لهم سوى تعكير صفو المنظومة وتلويث أجوائها فهم لن يكتفوا بعدم المشاركة في دفع عجلة الإنتاجية بل يمعنون بما هو أكثر كسعيهم لوضع العصا في العجلة لإيقاف دورانها فغرضهم إشاعة التقاعس والتخاذل وتكريس اللامبالاة وخصوصا لجهة المستجدين بوصفهم.. (حسب اعتقادهم) صيدا سهلا وتعرفهم من اصطلاحاتهم العدمية التي كثيرا ما يلوكونها كقولهم (لا تحرص).. (الإدارة لا تقدر) (طنش !).. إلخ القائمة فالحذر من الوقوع في فخ التسيب جراء الانسياق وراء أفكارهم العقيمة وتوجهاتهم السقيمة. 4 اكتسب من أولئك: في المقابل ثمة موظفون مخلصون في عملهم ومتميزون في عطائهم وعلى درجة عالية من حسن التدبير وكياسة الخلق واستقامة التفكير وتعرفهم من التزامهم بأداء العمل وتفانيهم في رفع مستوى الإنتاجية فضلا عن تكريس روح الحماس بين الموظفين بلا كلل أو ملل لتحقيق أهداف المنظومة فهؤلاء يجب الاقتداء بهم والاستفادة من أسلوب عملهم واقتفاء توجههم بوصفهم صفوة المنظومة وآلية تفعيلها فهم والحالة تلك لن يتوانوا في تلبية ذلك بل أزعم أنهم سوف يبادروا تلقائيا بتقديم المساعدة والتوجيه السديد بحسبانهم معطائين بسجيتهم.. نكتفى بهذا القدر على أن نتمم التوصيات في المقال اللاحق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة