على خلفية المقال «لأني قوية شخصية.. تطلقت!!» وردتني العديد من الرسائل لعل أطرفها وأهمها في الآن نفسه الرسالة التالية، تقول: قد نلتمس العذر لتلك المديرة أو ذاك المدير إن هم تصرفوا كمديرين تجاه أسرهم، لكن ماذا عن زوجي فهو موظف عادي «حمل وديع» داخل إطار عمله نظراً لتفهمه لوضعه وسلمه الوظيفي لكنه ما إن تطأ قدماه المنزل حتى «يستأسد» يزمجر ويزأر دون أسباب، لدرجة أصبح شغله الشاغل توجيه الأوامر والتوبيخ بداع ومن دونه.. حاولت مراراً وتكراراً أن أفهِمه بأن سلوكه خطأ، ولم أجد منه إلا مزيداً من التقريع والإهانة، وكان يقولها صراحة أنا المدير هنا «وكلمتي تمشي على الجميع» لقد سئمت منه ومن تصرفاته وكذا أبناؤنا، فدائما يسألونني لماذا يعاملنا والدنا بهذه الطريقة؟ السؤال الذي لم أجرؤ على توجيهه له خوفاً على مشاعره وكرامته.. ما ذنبنا بأنه فاشل وظيفياً؟ كما قلت الرسالة رغم طرافتها فهي في غاية الأهمية بل والخطورة، وتكمن الخطورة بأنه يتقمص شخصية المدير ويفرغها في المنزل، والضحية زوجته وأبناؤه، ومرد ذلك جملة من الأسباب إما أن يكون تأثر بشخصية مديره (كاريزمي) وأراد أن يجسدها في المنزل بشكل أو بآخر، أو أن المدير من النوع التعسفي وينوبه منه التوبيخ والتقريع، أو ربما لأنه غير متكيف مع جو العمل ولنقل «متسيب» فأسقط كرهه وسخطه من المدير لناحية أسرته كنوع من التنفيس السلبي، وقد يكون بسبب رغبة شديدة دفينة في العقل الباطن (اللاشعور) بأن يكون مديراً وذا شأن ولم تتحقق رغبته المكبوتة، وبمعنى من المعاني وأياً كانت الأسباب أعلاه فهو تمرد (إسقاطي) لا إرادي مرده الأساس افتقاره لرجاحة التفكير وقلة الوعي والتدبير بدليل عدم استيعابه لتبعات وأضرار سلوكه لجهة زوجته وأبنائه.. مثل هؤلاء يجب احتواؤهم بعناية وحذر بالغين من قبل زوجاتهم لدرء وتقويض المضاعفات فعليهن في المبتدأ تفهم تلك التصرفات اللاواعية وأول خطوة في هذا المنحى هي رفع معنويات الزوج وتتجلى بمشاركته همومه ومنغصاته وإحباطاته في العمل أي التحاور معه وبكلمة استدراجه للحديث وسبر أغواره وإن تظهر له أهميته وكيانه في المنزل فهذا الأسلوب بالتأكيد يعوض وإن شئت يبدد شعوره بالتجاهل والنقص في عمله واستتباعاً حثه على تطوير ذاته وإشعاره بأنه يملك من القدرات والخبرات ولا زال المجال متاحاً لتحقيق تطلعاته أو بعضها، والأهم أن توضح له وبصورة غير مباشرة حفاظاً على كبريائه ومشاعره بأن ما لم يستطع تحقيقه من طموحات بالإمكان تحقيقها بترحيلها لناحية الأبناء وهذا لن يتأتى إلا بحسن المعاملة وتأمين المناخ التربوي المناسب لتمكينهم من التحصيل العلمي والمثابرة العملية. مغزى القول تكريس مفهوم الإدارة الناجحة لجهة الأسرة، وبكلمة أوضح إفهام الزوج من هذا النوع بأن (الإدارة المنزلية) لا تقل أهمية عن (المدير) في العمل بل هي أهم، غاية الأمر إقناعه وبشكل إيحائي وودي بأن الإدارة بمفهومها العام وتحديداً المنزلية لا تقوم على الأوامر والنواهي بل تتجلى بالشراكة الأسرية بإضفاء جو مفعم بالمودة وحسن التدبير والتنظيم بغية تسيير دفة المنزل بما يحقق النجاح للجميع.. أزعم بشيء من التأكيد أنه متى استشعر مثل هؤلاء الأزواج بقيمتهم ومكانتهم داخل بيوتهم سوف يتداركون ويراجعون سيرتهم ويغيرون من سلوكياتهم بل ربما وهذا ليس ببعيد أن ينعكس ذلك إيجاباً لجهة عملهم وبذلك يكونون قد حققوا الحسنيين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة