صلة بالمقال السابق الذي تطرقت فيه لبعض أهم الركائز التي يتعين على أي مستجد (ربما غير المستجد) الإحاطة بها والعمل بمقتضاها وللتذكير نشير لها سريعا وتاليا نستكمل ما تبقى، فقد تحدثنا عن التكيف مع المتغيرات وعدم التأثر بتقلبات المناخات داخل المنظومة وعن ضرورة تكريس الولاء بالمطلق للعمل وليس للمدير. واستطردت لعدم الانجرار وراء ترهات المتسيبين وتوجهاتهم العدمية كما تطرقت لأهمية وجدوى الاقتداء بصفوة الموظفين واقتفاء أساليبهم وآليات نجاحهم في العمل.. استتباعا نستكمل التوصيات: 5 القناعة الصحية: بمعنى قبول المعطيات الوظيفية لكن علينا أن نفرق بين القناعة (الصحية) ونقيضتها السلبية، فالأخيرة هي القبول والاستكانة فالبعض لا يروق له مرتب الوظيفة أو درجتها وربما مسماها لكنه يقبلها على مضض ويظل يندب حظه وخيبة أمله وما يستتبع من التذمر وعدم المبالاة وصولا للتسيب الذي يقوده لمزيد من الإخفاق والتعثر (دوران الفشل) .. فالأسماك الميتة هي التي يجرفها التيار، أما القناعة الإيجابية التي نوصي بها كل مستجد هو قبول الوظيفة وإن كانت أقل من المأمول أو لنقل ليست على قدر طموحه على أن يرافق ذلك السعي الحثيث والتكالب (المستدام) لتطوير الذات دونما كلل أو ملل لا ريب أن ذلك المنحى سوف يحقق له أكثر مما كان يتطلع وقد يكون نقطة الانطلاق لمزيد من النجاحات. 6 الوظيفة وسيلة وغاية: صحيح أن الدخل المادي هو غاية كل موظف لكن الصحيح أيضا (والذي لا يتعارض مع تلك الغاية) ولنقل (يعززها) وهو رفع مستوى أداء المنظومة بالمجمل (كل حسب موقعه) غاية أسمى فمؤدى ذلك الصالح العام وهذا بطبيعة الحال يحتاج أكثر ما يحتاج لتحسين الكفاءة وتفعيل القدرات، مغزى القول أن الوظيفة يجب أن تكون وسيلة محفزة لتطوير الذات بغية تحقيق الهدف الأسمى وهو خدمة المجتمع وبهذا المعطى تكون الوظيفة وسيلة وغاية في الآن نفسه. 7 تغليب المصلحة العامة: على قاعدة ما تقدم يصبح من الضروري على المستجد بل واجب على كل موظف أن يضع نصب عينيه المصلحة العامة في كل ما يقوم به من عمل، وهذا يتطلب من جملة ما يتطلب التحلي ببعد النظر بكلمة أوضح ألا تكون نظرته للأمور ضيقة وآنية وبمقتضاه عليه أن يتصدى لكل ما من شأنه الإضرار بالمجتمع بإطاره العريض وجدير بالذكر أن ثمة أمورا قد تلتبس على المستجد فتتراءى بعدم تعارضها مع مصلحة العمل وفي عين الوقت تعود عليه بالمنفعة لكنها في حقيقة الأمر لها تبعاتها الضارة لجهة المصلحة العامة وإن بشكل غير مباشر وقد يطال ضررها الموظف نفسه وهذا ليس بمستغرب فمن يتسبب بإضرار المجتمع بصورة أو أخرى لا بد أن التداعيات تلحقه طال الزمن أو قصر. 8 الاعتداد بالنفس: من أهم مقوماته عدم الاكتراث بآراء الآخرين (السلبية) مؤكدا أن المديح والثناء من أهم المحفزات وإن شئت (الوصفة السحرية) لرفع الإنتاجية خصوصا من جهة المدير لمرؤوسيه بل حتى النقد البناء والتوجيه السديد له عميق الأثر على تصويب أداء الموظف وتقويمه لكن قد تعمل مع مدير لا يعير ذلك أية أهمية وبالتوازي قد تواجه نقدا وربما قدحا من بعض الزملاء على كل صغيرة وكبيرة ولسبب ومن دونه كل ذلك يجب ألا يهز ثقة الموظف بنفسه.. نعلم أن ذلك ليس بيسير على موظف مستجد في بداية سلمه الوظيفي أحوج ما يكون لكلمة تشجيع وأقله عدم تثبيط هممه وإجهاض حماسه.. العزاء أن طريق الارتقاء والنجاح ليس ممهدا ومزهيا كما يتوهم البعض بل فيه ما فيه من الوعورة والأشواك التي لا محالة تطال مريديه. نختم بمقولة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إن الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة