على غرار المقالين السابقين (وصايا للموظف المستجد) آثرت اجتراح وصايا للمدير المستجد انطلاقا من أهمية الطرح فمعلوم أن المدير كلما كان مقتدرا وناجحا في تسيير دفة إدارته بزغ موظفون منتجون والعكس بالعكس .. إليكم الوصايا: 1) لا تسمع لهؤلاء: ليس جديدا القول أنه ما أن يطل المدير الجديد وتطأ قدماه الإدارة بل لمجرد أن يسمع الموظفون بقدومه تتجلى العديد من المفارقات و(السيناريوهات) فيظهر المتملقون والوصوليون والواشون وغيرهم وبمقتضاه على المدير الجديد ألا يعطي فرصة لهؤلاء ويقطع الطريق عليهم لأن هدفهم استمالته والتقرب إليه وتاليا العمل على تغيير توجهه وحرفه لمسار يتسق وغاياتهم ومصالحهم التي تتعارض بالتأكيد وتتنافى مع أبسط أدبيات وأهداف منظومة العمل وتعرفهم من تسابقهم وتزاحمهم المحموم لكسب ود المدير وإن كان ثمة بد من السماع فيجب عدم التسليم والأخذ بأقوالهم إلا بعد التحقق مليا من حقيقتها وجدواها. 2) اذهب لهؤلاء: لا جدال هناك موظفون على قدر من الاستقامة ورجاحة التفكير والأرجح أنهم لا يكونون في الواجهة (ربما يغيبون عنها !) غداة استقبال المدير هؤلاء يجب التقرب إليهم والسماع لهم جيدا بوصفهم يملكون (البوصلة) التي يتوسلها في إبحاره لأعماق الإدارة والغوص في دهاليزها. 3) أشرع الباب للجميع: بعض المديرين لا يشرع بابه إلا لكبار موظفيه وللذين (يداهنون) أما صغار الموظفين والشرفاء والصرحاء في النقد أي الذين يغلبون المصلحة العامة على ما دونها فلا مكان لهم وهذا أكبر خطأ يقع فيه المدير فهؤلاء (دونما تعميم) قد يضللون المدير كما أشرت بما يتفق وتوجهاتهم ويحقق مصالحهم أما أولئك فقد تجد لديهم مفاتيح أبواب النجاح والسؤدد ليس على صعيد المنظومة وحسب بل لجهة المصلحة العامة بمفهومها العريض. 4) اعمل بمبدأ الفروق الفردية: من الأخطاء الشائعة المساواة في التعامل (السلوك والاستجابة) فليس خافيا أن لكل موظف إمكانيات وقدرات وسلوكيات وعطاءات وربما انفعالات يتفرد بها عن غيره فإذا تساوت المعاملة (إن سلبا أو إيجابا) أضحى المدير غير منصف وبكلمة أخرى كل سلوك واستجابة لناحية الموظف لا بد أن تكون على قدر ودرجة المتغيرات أعلاه. 5) تفعيل القدرات: على خلفية الفروق الفردية يتعين على المدير تفعيل قدرات موظفيه على قاعدة استيعابه وتفهمه لهم فمنهم من يحتاج دورات وثمة من يستحق ترقية أو علاوة وآخر مكافأة أو حتى خطاب شكر المهم أن تكون هناك استجابة سريعة لكل مستحق بغية استدرار مزيد العطاء والإبداع.. وعلى الضفة الأخرى لا بد من معاقبة المتسيبين وبإنصاف أيضا (كل على قدر إهماله وتقصيره) فمن المجحف تركهم دونما رادع وأقصد (العقاب الإيجابي) الذي يستدعي ويستثير قدرات الموظف التي قد تكون كامنة فينصلح حاله ويلحق بركب زملائه الأكفاء.. 6) الاستثارة الإيجابية: أزعم أنه لا يوجد موظف عديم القدرات بالمطلق فقد تكون (كامنة) ودور المدير اكتشافها واستنهاضها واستطرادا تفعيلها ولن يتحقق ذلك إلا بأسلوب الاستثارة الإيجابية كأن يقول للموظف أنت جيد لكن لو فعلت كذا لكنت أفضل وهكذا دواليك.. فتكرار هذا الأسلوب الإيحائي (السيكيولوجي) يرفع معنويات الموظف ويزيد من ثقته بنفسه ويعزز تقبله لمديره، وقد ثبت بالتجربة العملية أن ثقة الموظف وتقبله للمدير أهم ( ميكانيزمات) ومحفزات رفع الكفاءة.. نكمل الوصايا في المقال اللاحق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة