لفرحة الأسرى الفلسطينيين المحررين العائدين من السجون الإسرائيلية نفرح، ومع صبر المتبقين في الزنزانات نتضامن .. أخيرا تحرر 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل جلعاد شاليط. والسؤال الذي يطرحه المراقبون - كيف تنازلت حماس عن قيادات حمساوية معروفة، وقيادات أخرى فتحاوية وجبهاوية على وزن مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ضمن صفقة تبادل الأسرى. هذا السؤال الذي كان محور الحديث في جميع الأوساط الفلسطينية والعربية خلال المرحلة الماضية. قد يكون التراجع عن إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات توطئة لصفقة مقبلة جديدة من الوزن الكبير في مرحلة لاحقة. تحقق من خلالها واشنطن وتل أبيب وقوى فلسطينية أخرى أهدافا معينة. ما من شك أن ما حققته حماس بصفقة الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليط، يعتبر ربيعا فلسطينيا، لكن يجب أن تستكمل حماس هذا الربيع لجهة تحقيق المصالحة الفلسطينية. والخشية كما هي العادة في تضييع الفرصة، وهنا ثمة مقولة شهيرة للدبلوماسي الإسرائيلي المعروف «أبا إيبان» يقول فيها «لا يفوت الفلسطينيون أية فرصة لإضاعة فرصة»؟ فهل ستنطبق هذه المقولة على حماس وفتح. خلال شهر واحد حققت كل من فتح وحماس اختراقات كبيرة في مسار القضية الفلسطينية، إذ تقدم الرئيس محمود عباس بطلب العضوية في الأممالمتحدة، متحديا بذلك الموقف الأمريكي، بعدها حققت خماس اختراقا مماثلا في قضية الأسرى. لقد أصبح من الواضح أن الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة في المنطقة تتمثل في التعاون مع قوى معينة صاعدة في المنطقة، ومن المؤكد أن هذه الاستراتيجية تتطلب منها ومن إسرائيل تنازلا ما تجاه حماس، وعندما عصى أبومازن توصيات أوباما كان لا بد من «معاقبته» ومكافأة حماس. وهذا يعني الموقف الأمريكي الداعم للصفقة، والذي كان معطلا لها في الماضي بشكل غير مباشر، الأمرالذي جعل نتنياهو يسايرها لمصالحه أيضا، مقابل موقف أمريكي غير مسبوق ومساند له في الأممالمتحدة. إذن كم شاليط نحتاج لتحرير الأرض الفلسطينية بكاملها في ظل إغلاق أفق المفاوضات، وتعنت نتنياهو؟ صفقة تبادل الأسرى هي أم الصفقات بكل المعايير، ويجب أن نعترف أنه رغم كل ماتخفيه هذه الصفقة، تبقى قيمتها في تحرير أسرى من سجون الاحتلال، ونحن على موعد ذات يوم آخر، ربما بشاليط أو شاليطيين آخرين وموعد أيضا مع صفقة أخرى.