يطمس الزحف الرملي معالم الطرقات والمنازل في مركزي حلي وكنانة في محافظة القنفذة، لعدم تنفيذ مشروع لصد الرمال عن المركزين اللذين انتقل معظم سكانهما إلى مناطق أخرى خوفا من الإصابة بأمراض الربو والحساسية، فيما اضطر المتبقون في حلي وكنانة إلى استئجار المعدات لإزالة الرمال المتراكمة من أمام المنازل وعلى الطرقات. يقول إبراهيم الفلاحي: بمجرد هبوب الرياح القوية التي تحمل معها الرمال التي تغطي كافة الطرقات فإنها تجعل الأهالي محصورين داخل المركز ولا يستطيعون الخروج منه أو الدخول اليه، ما يستوجب تنفيذ مشاريع لصد الزحف الرملي الذي وصل لمنتصف المنازل في بعض المواقع، مطالبا بلدية حلي بتنفيذ المشاريع اللازمة للقرية والعمل على إزالة الرمال من على الطرقات بشكل سريع ودون أدنى تأخير. وأشار محمد العمري إلى انتقال العديد من الأهالي إلى قرى ومراكز أخرى محمية من خطر الزحف الرملي، بعد أن تكبدوا خسائر مالية فادحة لاستئجار الآلات ومعدات إزالة الرمال من أمام منازلهم. وأضاف «لم نعد نستطيع التعرف إلى العديد من الطرقات الزراعية بعد أن غيبت ملامحها الكثبان الرملية ومنعت الاستفادة منها بالشكل الأمثل». محمد ياسين يقول «أصبحنا في موعد سنوي مع الزحف الرملي على منازلنا وطرقات القرية وشوارعها التي لا يمكن معرفتها بفعل الرمال المتكومة، ما تسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية المأساوية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء». وانتقد تأخر بلدية حلي عن تنفيذ المشاريع اللازمة لصد الرمال عن المركز، خاصة أنها تعلم المعاناة السنوية التي يتكبدها الأهالي. واعتبر عوض خليل الربعي أن الزحف الرملي أثر سلبيا على الاستقرار المعيشي والتنمية الشاملة التي تستهدف مركزي حلي وكنانة، خاصة بعد أن فضل السكان الانتقال إلى قرى أخرى لا يصلها الزحف الرملي، مطالبا بلدية حلي بسرعة العمل على تنفيذ مشاريع للحد من الأضرار التي تحدثها الرمال في القرية. وأضاف: يزيل الأهالي الرمال من على الطرقات ومن أمام المنازل بجهود ذاتية متعبة، قبل أن تتدخل البلدية في الأوقات اللاحقة. من جانبه، أوضح رئيس بلدية حلي المهندس على القرني أن فرق البلدية الميدانية تنفذ جولات ميدانية بصفة دورية على القرى المتضررة من زحف الرمال، وذلك لإزاحة الرمال عن المنازل وعن الطرقات حسب الأولوية، مشيرا إلى أن هبوب الرياح بصفة مستمرة يتسبب في عودة الرمال مرة أخرى. وأضاف: العقوم الزراعية التي شيدها بعض المواطنين ساهمت في زيادة المشكلة، حيث إنها تتسبب في مضاعفة كمية الرمال الزاحفة باتجاه القرى والطرقات، لا سيما مع هبوب العواصف داعيا أصحاب الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من القرى إلى التعاون مع البلدية لتخيف وطأة زحف الرمال.