بعض الناس يعشق الآثار ويهتم بها ويجعل منها هوايته المفضلة التي يفني فيها جل وقته، بحثا وجمعا وتوثيقا، بل ويزيد على ذلك أن يجعل من منزله أو جزء منه متحفا يعرض فيه كل ما اقتناه من أثريات وتحف، ليكون مزارا يستقبل كل شغوف بالآثار وتاريخها، ومن أولئك المتيمين بهذه الهواية صالح هجهجوج أبو فراكة العطوي والذي جعل من منزله متحفا يكتظ بالزوار الذين يريدون التعرف والاطلاع على ما يحويه من معروضات. وأوضح العطوي ل «عكاظ» أنه بدأ فعليا في جمع الآثار من عام 1401ه ولم يكن حينها لديه معرض يضع فيه الآثار، حتى تمكن عام 1426ه من إنشاء متحف خاص في منزله وضع فيه جميع المقتنيات والتي اشتملت مخاطبات من الملك عبدالعزيز إلى بعض الأفراد في مناطق المملكة، وعلى أعداد قديمة لبعض الصحف من ضمنها نسخة من صحيفة «عكاظ» العدد 927 يعود تاريخها إلى 14/8 /1387ه، والعديد من الأسلحة التراثية منها الفتيل وأم طلق وأم عيينه وأم أصبع وغيرها، كما يضم المتحف أجهزة كهربائية قديمة ومخطوطات وبعض المقتنيات التي كان البدو الرحل يستخدمونها في القدم. وحوى المتحف على بعض العملات النادرة التي ترجع إلى العهد الأموي وعملة طويلة الأحساء،?ودولار يعود تاريخه إلى أكثر من 150 سنة، وعملة إغريقية يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، بالإضافة إلى العملات القديمة من الدول العربية والأجنبية، كما يشاهد الزائر للمتحف عددا من لوحات المركبات القديمة. وكشف العطوي الذي ألف كتابا عن متحفه اسماه «متحف وقفة على عتبات الشمال»، أن المتحف حظي بزيارة عدد من المسؤولين والباحثين والمهتمين بشأن التراث، وقال العطوي إنه بصدد التوسع في المتحف. من جهتهم، بين كل من أحمد أبو فراكة، عطالله الجريدات، إبراهيم العنزي، أنهم من هواة التراث وأنهم يترددون على المتحف برفقة أبنائهم للاستمتاع بالمعروضات وتعريف أبنائهم بما كان عليه الأولين من البدو في الأزمنة الماضية.