تحول اهتمام المواطن سالم بن عبدالله الغيلاني من أهالي مركز ثربان في محافظة المجاردة (شمالي غرب منطقة عسير) للتراث والقطع الأثرية النادرة، إلى عشق دائم في جمع واقتناء كل ماله صلة بالماضي ومن تراث الآباء والأجداد، ما دفعه إلى استقطاع جزء كبير من منزله وتخصيصه متحفا لعرض القطع الأثرية بمختلف أنواعها وأشكالها، يستطيع الزائر من خلالها التعرف على تاريخ المنطقة. وذكر الغيلاني ل «عكاظ» أنه استطاع جمع أكثر من 5600 قطعة أثرية على مدى 12عاما، من مختلف القرى والهجر والمحافظات في جنوب المملكة والمناطق الأخرى، بعد أن ارتحل وزار أكثر من 17 مدينة من مدن المملكة؛ للبحث عن المقتنيات الأثرية وحفظها، والتي تعكس ما تتمتع به المملكة من تراث عريق، معللا حرصه على جمعها بالخوف عليها من الضياع أو التلف رغم تكلفتها الباهظة. وبالرغم من أن سالم الغيلاني يحمل شهادة دبلوم في التمريض ويعمل في السلك العسكري، غير أنه يعشق الرسم التشكيلي والتصوير الضوئي، بينما نشأ لديه حب التراث وجمع الآثار أثناء رسمه لوحة تشكيلية لفانوس قديم في مرسمه التشكيلي، ما جعله يتأثر بها كثيرا، ويعقد العزم على جمع واقتناء العديد من القطع الأثرية، حتى استطاع أن يجمع الكثير منها، وأنشأ (متحف الغيلاني الأثري)، والذي يضم عددا من القطع النادرة، المقتنيات التشكيلية المتنوعة، عملات نقدية ورقية ومعدنية تعود إلى مئات السنين، مقتنيات تراثية مختلفة الأشكال، منها أدوات زراعية، أدوات منزلية، صناديق لحفظ البارود، وملبوسات نسائية قديمة تمثل الزي العسيري. وتنوعت السيوف والرماح المعروضة في المتحف، والتي لا تزال بحالة جيدة، حيث يضم المتحف رمحا حجريا يعود إلى أكثر من ألف عام، ورمحا حديديا عمره 115 عاما، كما يضم مصاحف قديمة تعود إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقطعة من الفضة يقدر عمرها ب135 عاما منحوت عليها آية الكرسي، وعددا من القطع التراثية القديمة ما بين أسلحة وسيوف وأوانٍ منزلية يصل عددها إلى أكثر من 5600 قطعه أثرية. ومن اللافت في متحف الغيلاني وجود ركن متكامل يضم مستلزمات الحلي والفضة القديمة، مما كان يستخدم في الزينة النسائية قديما، كما يضم عددا كبيرا من الأجحار النادرة، النقوش الصخرية، واللوازم والمعدات التي كانت تستخدم في الحروب وعمليات الصيد من سهام وبنادق قديمة يعود عمرها إلى قرن مضى. وأشار الغيلاني في حديثه ل «عكاظ» إلى أنه تلقى خطابات شكر من عدد من الدوائر الحكومية، وأن عددا من المسؤولين ووجهاء المجتمع زاروا متحفه، وعبروا عن دهشتهم وإعجابهم بما شاهدوه من تنوع وندرة في مقتنيات المتحف، وتقديرهم لما بذله في سبيل تطوير وتحديث المتحف ليكون مقصدا للزائرين من كل مكان، مشددا على ضرورة التمسك بالإرث التاريخي، واقتناء كل ما يحكي أو يرمز إلى تاريخ الآباء والأجداد، مضيفا «حرصت على أن يكون المتحف متنوعا وشاملا كي يقدم للزائرين تعريفا مبسطا عن ماضي منطقة تهامة عسير، وليبقى ذلك الماضي عالقا في الأذهان».