خصص المواطن عبدالهادي بن أحمد آل مهدي، مجلسين متقابلين لضيوفه داخل منزله الواقع في مدينة خميس مشيط، لا تفصل بينهما سوى خطوات قليلة على الواقع، فيما تفصل بينهما مئات السنين من التاريخ، يعكسهما أثاث كلا المجلسين. يخير آل مهدي ضيوفه بين الدخول إلى مجلس الحاضر أو الجلوس في مجلس الماضي، الأول يحتوي أطقم الكنب والستائر والزل الفاخر، والثاني يضم متحفا تراثيا بموجوداته القديمة الجميلة التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين، ولذلك فإن أغلب الضيوف يفضلون مجلس الماضي. «عكاظ» جالت في مجلس الماضي بمنزل آل مهدي، والذي أوضح أنه يحب جمع التراث وكل ما يذكره بالماضي منذ 22 عاما، لذا فقد زار العديد من المتاحف، ومنها متحف رجال ألمع، قرية المفتاحة، متحف الراقدي في ذرة، قرية المقر في النماص، والقرية التراثية في الشرقية، مؤكدا أنه كان ينفق آلاف الريالات لجمع التراث. يحتوي مجلس الماضي على مجموعات مصنفة من التراث القديم، منها قسم الأسلحة النارية، ويضم عددا من البنادق التي يزيد عمرها على 150 عاما، كالمعشر والهطفاء وأم تاج والعصملي، والسلاح الأبيض كالجنابي، مثل: السبك، الخناجر، السيوف، والرماح. ويشتمل المجلس أيضا على قسم المصنوعات الجلدية، وتضم المجاند والمحازم والزودة والميزب، كما يشتمل على قسم للعملات الورقية والنقدية السعودية، والجنيه الفرانسي، والعربي «كتب عليه ملك الحجاز ونجد وملحقاتها»، إلى جانب قسم آخر للحلي والمسك والقلائد والخلاخل والخواتم. كما يضم المتحف أقساما للملابس القديمة والآثاث المنزلي، مثل البرمة والمد والطباخة والدافور ودلال القهوة والدلال القرشية، ومقتنيات أخرى منها علبة تايد عمرها أكثر من 75 عاماً، وعطورات، وأشرطة تسجيل قديمة. ويمتلك آل مهدي في مجلسه جهاز «البكم»، وهو مسجل يدار بالأسطوانة، إضافة إلى أدوات الإنارة القديمة، وهي السرج، اللنبة، الشيشة، الفانوس والإتريك. ويضم المتحف أيضا أدوات زراعية أخرى، مثل الغرب واللومة والعجلة والدراجة والميزان القديم يصل عمرها إلى 300 عام، والميزان أبو كفتين والدلو والرقة والمرتام والكحل والمهراس الخشبي. كما توجد الرحى التي تطحن الحب والدراجة والعجلة التي يستخرج بها الماء من البئر، إضافة إلى الكثير من التراث القديم.